كتب – محمد بناية :
تعرضت وحدة من حرس الحدود الإيراني إلى كمين إرهابي بمنطقة “مير جاوه” الواقعة على الحدود الباكستانية، حيث استغلت العناصر الإرهابية انشغال الجند في تغيير المناوبة وأطلقت النار على 11 من حرس الحدود الإيراني ما أدى إلى مقتل 8 عسكرين. ودفع الكاتب الصحافي الإيراني “سبحان طيبي” إلى تناوله عبر مقاله التحليلي تحت عنوان: “إرهاب بطعم الدماء”، الذي نشره المركز الإيراني لدراسات الإرهاب “هابيليان”، مناقشاً تداعيات الحادث على العلاقات الإيرانية مع من سماهم أنصار الإرهاب.
باكستان.. بوابة الأمن القومي الإيراني..
يقول الكاتب الإيراني في بداية تحليله: “تهدد الدسائس الغربية العربية المدعومة من اللوبي الصهيوني الأميركي كل يوم “المدافعون عن الحرم”. ودائماً ما تستهدف عمليات التحريض والارهاب، الجمهورية الإيرانية ولا يبدو أن مثل هذه العمليات قد تنتهي يوماً ما. لطالما كانت الحدود الإيرانية محلاً لهجوم الأجانب وعملائهم لا سيما الحدود الشرقية التي كانت هدفاً دائماً للإرهابيين. والإرهاب الشديد جداً في دولة مثل باكستان يحصد باستمرار أرواح الأبرياء، والعجيب أن الحكومة الباكستانية تعجز عن اقتلاع جذور هذه الجماعات الإرهابية. والحقيقة أنه ليس من المقرر أن تقوم باكستان بهكذا عمل وتلك المسألة من شأنها زيادة التوترات على الحدود الإيرانية. لكن التحركات الإرهابية على الحدود الشرقية للجمهورية الإيرانية هي في الغالب تحريضية، حيث يحظى الإرهابيون وعملياتهم بالدعم الأميركي الكامل، ولا تستطيع الحكومة الباكستانية اتخاذ إجراءات وقائية لأنها كانت مشتركة في السابق. لقد هاجم الإرهابيون على الحدود الإيرانية كثيراً وقد اُستشهد عدد كبير من جنودنا على الحدود، لكن في كل مرة يفشل الإرهابيون في اختراق حدودنا”.
ثم يعرض طيبي لعدد من النقاط المهمة على النحو التالي:
1 – تخرج العمليات الإرهابية ضد إيران من الأراضي الباكستانية وهدفها في الغالب التدمير والتخريب ولا تبحث عن هدف محدد وعادةً ما تفشل هذه الهجمات.
في السياق ذاته كانت نفس هذه الجماعات قد استهدفت في السابق القنصلية الإيرانية في “هرات”، وهو الهجوم الذي راحت ضحيته البعثة الدبلوماسية، وقد انتهت هذه القضية بوساطة الحكومة الأفغانية وتعهد طالبان، وإلا لما أمكن الهجوم على أفغانستان واقتلاع جذور الإرهاب. وعليه تستطيع باكستان الرجوع إلى الحافظة التاريخية وتعلم استعداد المدافعين عن الوطن الإيراني لاقتلاع جذور الإرهاب على الحدود المشتركة.
2 – على رعاة الإرهاب في المنطقة الشرقية التخلي عن فكرة التعرض للحدود الشرقية، لأن المدافعين عن الوطن لن يسمحوا بحدوث ذلك. وأن على الحكومة الباكستانية الحيلولة دون التدخل لدعم الإرهاب الذي يتجول في أراضيها.
3 – لطالما كانت الجمهورية الإيرانية خط الدفاع الأول ضد الإرهاب، وقدمت الكثير من الاستراتيجيات المؤثرة في القضاء على الإرهاب.
“كذا بلادنا على اتم استعداد للتعاون مع دول المنطقة ضد الإرهاب، وهى تلم جيداً بكل النظريات الموجودة حول أداء الإرهاب. وعليه يتعين على أنصار الإرهاب ادراك حقيقة أن هذا الطريق هو حارة واحدة فقط ولا سبيل للعودة”.
الإرهاب عدو الجميع وهو يستفز إيران..
ينتقل “طيبي” للحديث عن دور القوات الإيرانية في سوريا والعراق قائلاً: “يحارب “المدافعون عن الحرم” الإيرانيين ضد الإرهاب في سوريا بهدف القضاء عليه تماماً. وقد تحقق لهم هذا الهدف الرفيع بعد مفاجأة الإرهاب في سوريا. في غضون ذلك يدفع الدعم الغربي العربي والصهيوني الأميركي للأسف إلى عدم اقتلاع الإرهاب بشكل كامل ويبقى الشرق الأوسط كعادته يواجه المخاطر. في حين يتلذذ الإرهابيون بطعم الدماء تحت أسنانهم، وهذا عمل غير إنساني، وما داعش إلا نموذجاً واضحاً على أداء الإرهاب في العراق وسوريا.
يتبنى رعاة الإرهاب استراتيجية خاطئة تبعث على انتشار رائحة الدم في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى يعمل الإرهابيون على تحفيز الجمهورية الإيرانية عبر عمليات الاغتيال والهجوم المسلح على الحدود وغيرها من الأعمال الإرهابية الأخرى، لكن هذه السياسة باءت بالفشل. وعليه متى يحين الرد على الإرهاب والاغتيال ؟.. للأسف تسعى بعض دول الشرق الأوسط –بخلاف رعاة الإرهاب – إلى إشاعة الحرب والترويج لمثل هذه الأعمال الإرهابية. على سبيل المثال تواجه تركيا في الوقت الراهن مخاطر عدم الاستقرار. والعراق وسوريا تقاتل بالمعني الحرفي ضد الإرهاب. والبحرين تعيش نوعاً آخر من الأزمات. ولازالت باكستان وأفغانستان لا تريان الإرهاب عدواً لهما. وعليه فالإرهاب يضر جداً بأوضاع المجتمع العالمي والإقليمي.