كاتب إسرائيلي : النظام السعودي يضطهد المعارضة

كاتب إسرائيلي : النظام السعودي يضطهد المعارضة

كتب – سعد عبد العزيز :

في ظل التغيرات المتلاحقة التي تعصف بالشرق الأوسط لا سيما منذ بداية أحداث “الربيع العربي”، يواجه النظام السعودي تحديات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي. وفي هذا السياق نشر موقع “منتدى التفكير الإقليمي” الإسرائيلي مقالاً للكاتب والمحلل السياسي “شاؤول يناي” يرصد فيه عدداً من التحديات الداخلية التي تواجه النظام السعودي، ويستشرف مستقبل النظام في ظل تعامله مع تلك التحديات.

مطالب شعبية..

يقول المحلل الإسرائيلي: “إن النظام السعودي يتعرض خلال السنوات الأخيرة لانتقادات شعبية متزايدة، حيث يواجه مطالب متعددة من تيارات مجتمعية مختلفة. ففضلاً عن المطالب بإحداث تغيير سياسي يجعل نظام الدولة ملكياً دستورياً، يطالب آخرون بإلغاء النظام الملكي تماماً واستبداله بنظام جمهوري ديمقراطي لا يسمح بتدخل المؤسسة الدينية في الحياة المدنية إلا في أضيق الحدود”.

ويضيف يناي بأن هناك مطالب أخرى تتركز في تحسين مستوى المعيشة وإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية في ظل النظام القائم. أما الأمر المثير للاهتمام حقاً فهو الاحتجاج المتصاعد من قبل فئات من النساء السعوديات ضد القيود الاجتماعية والدينية القاسية المفروضة على المرأة. حيث لا يكتفين هؤلاء النساء بما تم من إصلاحات ويطالبن بالمساواة بالرجل. كذلك يطالب جيل الشباب بأن تواكب دولتهم روح العصر في كل مناحي الحياة، بما في ذلك السياسية والدينية”.

تيارات دينية معارضة..

ويؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن الانتقادات الموجهة للنظام السعودي لم تقتصر فقط على جيش الشباب والنساء، وإنما تعدت ذلك إلى بعض التيارات الدينية. فبعض التيارات السلفية لا تعترف بالشرعية الدينية لنظام الحكم القائم. أما الشيعة الذين يتعرضون لقمع السلطات، فيعملون منذ سنين طويلة – وبشكل مكثف خلال السنوات الخمسة الأخيرة – إما على الإطاحة بحكم أسرة آل سعود، أو على نيل استقلال في المنطقة الشرقية التي يتركز وجودهم بها.

ويرى يناي أن منتقدي النظام ليسوا على قلب رجل واحد، فالتيارات المتعددة في المجتمع السعودي لا تجد سبيلاً للتعاون فيما بينها، بل أحياناً ما تنشب بينها الصراعات، بسبب عدم قدرتها على إدارة الخلاف بينها حول الرؤى المستقبلية وشكل الدولة المنشود.

الملك سلمان ومرحلة جديدة..

يوضح الحلل الإسرائيلي: “منذ اعتلاء الملك سلمان العرش طرأت تغييرات كبيرة على سياسة المملكة العربية السعودية داخلياً وخارجياً. فقد أطاح الملك سلمان بأخيه غير الشقيق وولي عهده الأمير مقرن، وعين ولياً للعهد وولياً لولي العهد من جيل أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. كذلك قام الملك سلمان في إطار عاصفة الحزم بمهاجمة المتمردين الحوثيين في اليمن. كما وضع خطة شاملة للإصلاح الاقتصادي أطلق عليها خطة “2030”، من أجل تحرير المملكة من الاعتماد الكامل على النفط. ونتيجة لكل ما سبق ازداد سخط كل من العائلة المالكة والقبائل المختلفة والمؤسسة الدينية من النظام كل حسب رؤيته”.

التعامل مع آثار الربيع العربي..

نمر النمر

مضيفا الكاتب الإسرائيلي يناي، أنه في ضوء الانتقادات الشعبية المتزايدة والخوف من آثار الربيع العربي، قامت السلطات السعودية في عام 2014 بسن قوانين جديدة، بعضها بمرسوم ملكي. وهي تنص على تجريم أي شكل من أشكال الاحتجاج، بما في ذلك تقديم معلومات لوسائل إعلام أجنبية دون موافقة السلطات. في حين يُعتبر ولي العهد الأمير محمد بن نايف الملقب بـ”أمير الظلام”، هو المسؤول عن إنفاذ القوانين بوصفه وزير الداخلية. إن مثل تلك السياسات تجعل من الصعب إقامة مجتمع مدني معارض سياسياً واجتماعياً، بينما البديل هو إقامة مجتمعات افتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتوفر مناخ أكثر حرية للتعبير عن الرأي”.

ويؤكد الكاتب على أنه خلال عام 2016 بلغ عدد من تم إعدامهم في السعودية 150 شخصاً، أما في عام 2015 فكان عدد من أعدموا 158 شخصاً، وهذه أعداد كبيرة نسبياً بالمقارنة بعام 2014 الذي أعدم فيه 87 شخصاً فقط. إن عشرات من هؤلاء الذين أعدموا قد حُكِم عليهم بتهم تعتبرها السعودية “إرهاباً”، وكان من بينهم المرجع الشيعي السعودي “نمر النمر”. إن الارتفاع الكبير في عدد الإعدامات والاعتقالات في صفوف المعارضين يكشف أن النقد السياسي والاجتماعي أصبح يمثل تهديداً حقيقياً للنظام.

وختاًما يرى الكاتب أن قدرة النظام على التعامل مع التحديات التي تواجهه باتت أمراً مشكوكاً فيه، وذلك في ظل الانتقادات الداخلية المتزايدة حتى من بعض التيارات التي لم يكن ولاؤها للنظام محل شك في الماضي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة