9 أبريل، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

“كاتب إيراني” : على العراقيين توفير المناخ المناسب لشركاتنا بعد إخراجنا لـ “داعش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحوز مناقشات “مؤتمر إعمار العراق” بالكويت أهمية بالغة. وهذا هو المؤتمر الدولي الثالث منذ سقوط “صدام حسين”.

وقد شهد العام 2004 إنعقاد “المؤتمر الأول لإعمار العراق” في باريس، حينها اُطلقت الوعود وعُقدت الاتفاقيات بشأن مساعدة وإعمار العراق. أما المؤتمر الثاني فكان بمدينة “شرم السيخ” المصرية عام 2007، وقد خيمت الأجواء السياسية والاقتصادية على مناقشات المؤتمر. وأسفر “مؤتمر شرم الشيخ” عن تشكيل لجان فرعية في المجالات السياسية والاقتصادية. وقد شارك في المؤتمر عدد من أعضاء الأمم المتحدة ودول الجوار العراقي وكذلك مصر. كما كانت تُعقد اجتماعات اللجنة الفرعية بإسطنبول كل ثلاثة أشهر. وكانت لجان الطاقة والاقتصاد تقوم بأنشطة جيدة.

كذلك لعبت إيران؛ دوراً فعالاً في الاجتماعين الأخيرين. كما يقول الكاتب الصحافي، “حسن دانايي فر”، في مقالة بعنوان “فرص مؤتمر العراق”، والمنشورة بصحيفة (الثقة) الإيرانية المحسوبة على التيار الإصلاحي.

المناطق المتضررة من حروب “داعش” فقط !

عموماً عُقد المؤتمر الثالث لإعمار العراق في الكويت؛ برعاية “مكتب التعمير والاقتصاد بالأمم المتحدة، والبنك العالمي، وصندوق النقد الدولي”، بالإضافة إلى “الحكومة العراقية” ومشاركة أكثر من 70 دولة وعدد كبير من الشركات الآسيوية والأميركية والأوروبية. وقد ركز المؤتمر بشكل أساس على مسألة إعمار المناطق المتضررة جراء الحروب الأخيرة مع تنظيم “داعش” الإرهابي، لاسيما منذ 2014 وحتى الآن، دون غيرها من باقي المناطق العراقية.

وإستناداً للتقديرات تترواح الخسائر بين 88 إلى 100 مليار دولار، وقد اتفقت الدول المشاركة في الاجتماع على تقديم المساعدات المالية في هذا الصدد. و”المملكة العربية السعودية” هي إحدى الدول التي تسعى إلى إثبات مشاركة فعالة بالمؤتمر من خلال تقديم الوعود.

في السياق ذاته يرقب العراقيون اجتماع “لجنة الأمم المتحدة للتعويضات”، المعنية بتسوية مطالبات التعويض عن أضرار الحرب العراقية على الكويت عام 1990. ويقدر مبلغ التعويضات بـ 6 مليار دولار، وهو أحد الاستثمارات التي يعتزم طرحها العراقيون المشاركون في الاجتماع. وقد شاركت الجمهورية الإيرانية في مؤتمر الكويت الدولي لإعمار العراق على مستوى وزير الخارجية، حيث أعربت عدد من الدول المختلفة استعدادها لتقديم المساعدات المالية والعينية.

على العراقيين توفير الأجواء المناسبة لإستثمارات الإيرانية..

أدرف السفير الإيراني السابق في بغداد، بحسب صحيفة (الثقة) الإيرانية: “طرح المسؤولون العراقيون مشروعاتهم على ثلاث مستويات، الأول: مشاريع إعمار المناطق المتضررة، والثاني: المشروعات الخدمية الجديدة، والثالث: الحاجة إلى الاستثمار في المشاريع الجديدة في بؤر الصراع بشمال العراق. وقد حرص العراقيون على طرح جميع الأفكار خلال الاجتماع. وبالنسبة للكهرباء يعاني العراق إنهياراً في أوضاع السكن والكهرباء والكباري والشوراع والأدوية والصناعات بالمناطق المذكورة، وكلها من جملة الموضوعات التي طُرحت خلال الاجتماع”.

عموماً فالهدف من الإعمار والتحديث خلق فرص عمل للشباب الذي صمد بشكل أساس في الحرب ضد “داعش”، والحيلولة دون إعتناقهم للأفكار الداعشية. وقد عقد “البنك العالمي” و”صندوق النقد الدولي”، قبل عام ونصف تقريباً من إنعقاد هذا المؤتمر، اجتماعات مع المسؤولين العراقيين بشأن هذه المشاريع، ووصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق نهائي خلال اجتماعهم الأخير، ويعتزمون تحقيق نتائج. وعلينا انتظار ما يتمخض عنه مؤتمر الكويت عن وعود، والأهم عدم السماح بأن يواجه هذا المؤتمر نفس مصير الاجتماعات السابقة.

ولا شك أن العراق دولة غنية وتصدر حالياً ما لا يقل عن مليار برميل نفط سنوياً وتحقق عوائد جيدة نسبياً وتحظى بأوضاع مناسبة إلى حد ما في قطاعي الزراعة والصناعة، وكذلك العنصر البشري والقوى الشبابية. وكلها مؤشرات قد تساعد العراق على إنهاء مناقشات الإعمار سريعاً.

الموضوع الآخر، الذي ينطوي على جانب كبير من الأهمية، هو مسألة مشاركة قطاع الأعمال والشركات الإيرانية، إذ لابد أن يكون لنا وجود قوي ومؤثر في مرحلة إعمار العراق، ومشاركة وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، في المؤتمر الدولي لإعمار العراق المنعقد بالكويت، مؤشر كبير على ذلك، ولابد من وجود علاقات أكبر في هذا المجال. وعلينا دراسة نطاق ومجال قوة المساعدات الإيرانية، وهل تكون بالوعود والمساعدات المالية أم بالوجود الفعال للشركات الإيرانية القوية والمساهمة عملياً في إعمار العراق؛ بحيث لا نقدم وعود للعراق نعجز عن الوفاء بها.

وفي رأيي؛ أفضل مساعدة يمكن تقديمها للعراق، هي مشاركة شركاتنا الكبيرة ورجال الأعمال الذين يوفون بوعودهم في إعمار العراق. ونحن في مرحلة “داعش”؛ كنا بحاجة إلى مساعدة العراق في توفير الأمن، والآن يمكن للشركات الإيرانية تحقيق إستفادة مناسبة من أجواء إعمار العراق.

لقد قدمت الجمهورية الإيرانية مساعدة قيمة للعراقيين في مجال الأمن، واليوم على العراقيين توفير الأجواء المناسبة للشركات الإيرانية للمشاركة في عملية إعمار العراق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب