6 مارس، 2024 9:01 م
Search
Close this search box.

كاتب إسرائيلي يلاحظ متفاخراً .. خطاب “ترامب” يركز على الملف الإيراني ويغفل الفلسطينيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

أثارت الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة كثيراً من التحليلات وردود الأفعال، نظراً لما تضمنته من خطابات مهمة لزعماء العالم، كان على رأسها بالطبع خطاب الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، الذي استنفر قلم “بوعاز بيسموت” الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي المعروف، ورئيس تحرير صحيفة “إسرائيل اليوم”، للحديث عن أبرز النقاط التي حضرت في الخطاب وتلك التي غابت عنه.

ترامب” المرشح والرئيس..

يقول “بيسموت”: “في شباط/فبراير من العام 2016 التقيت بمن كان حينها مرشحاً محتملاً في انتخابات الرئاسة الأميركية، صبيحة فوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيفادا. في ذلك الوقت أخبرني دونالد ترامب عن مدى معارضته للاتفاق النووي الذي أبرمته الدول العظمى مع إيران، كما تحدث معي عن حتمية إلغائه. وها نحن نرى الشخص ذاته بعد أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة يعلن قبل أيام قلائل وأمام المحفل العالمي الأكبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أن ذلك الاتفاق “مُخزٍ”.

مهمة صعبة بانتظار “ترامب“..

يوضح الكاتب الإسرائيلي إن عدداً من المحللين الإستراتيجيين كانوا، ولا يزالون يقولون بشيء من الارتياح: “إن الرئيس ترامب لا يستطيع نقض ذلك الاتفاق، لأنه اتفاق جماعي وقعته القوى العظمى الخمس مع إيران”. ويرى “بيسموت” أن كلام هؤلاء المحللين، ومن يوافقهم يعني في الحقيقة أن تبعات ذلك الاتفاق هي شأن إسرائيلي داخلي بحت، وكأن على إسرائيل أن تتحمل وحدها العواقب الوخيمة لاتفاق كارثي من مخلفات عهد “أوباما”.

ويضيف: “في الواقع، سوف يجد ترامب صعوبة في إلغاء الاتفاق؛ لأن الرئيس العبقري باراك أوباما قد ورّطنا وورّط العالم الحر في هذا الاتفاق البغيض، وهو ما يعني أنه لن يكون سهلاً على الرئيس ترامب – الذي يعتبر أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة تعاطفاً مع إسرائيل وحرصاً على أمنها – تدارك أخطاء سلفه أوباما”.

إسرائيل بين حميمية “ترامب” وجفاء “أوباما”..

يؤكد “بيسموت” على أنه رغم صعوبة المهمة، فإن مجرد وجود رئيس أميركي يتحدث في الأمم المتحدة بلغة مغايرة لما اعتاد عليه الجميع خلال السنوات الثماني الماضية، هو أمر مشجع ويدعو للتفاؤل، فقد سمع الجميع الرئيس “ترامب” وهو يتحدث كما لو كان رئيساً لوزراء إسرائيل، فيربط في خطابه بين إيران وبين كوريا الشمالية. إن الجميع يتذكر أنه إبان عهد “أوباما”، وخلال دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم التعامل مع إيران على أنها دولة معيارية تلتزم بالقانون الدولي، بينما لمّا أمسك “ترامب” بمفاتيح البيت الأبيض قام بإعادة الأمور إلى نصابها وحشر إيران في الزاوية التي كانت كوريا الشمالية تقف فيها وحيدة حتى وقت قريب. لقد أعاد “ترامب” للثورة الإسلامية الإيرانية – التي حظيت باعتراف دولي بفضل الاتفاق النووي – التوصيف الذي تستحقه، وهو أنها نشوز تاريخي خطير ينبغي مكافحته.

متابعاً: “إن خطاب الرئيس الأميركي قد أسعد كل مواطن إسرائيلي تماماً بقدر ما أسعد نتنياهو، فالخطر الإيراني يهدد الشعب الإسرائيلي بالدرجة الأولى. لقد أثبت خطاب ترامب للجميع أن إسرائيل لم تفقد صداقة أميركا وحمايتها كما ظن البعض؛ بل على العكس من ذلك فإن إيران هي التي فقدت إلى غير رجعة أميركا التي غضت الطرف عن تهديداتها في عهد أوباما”.

القضية الفلسطينية: إغفال مقصود..

يرى “بيسموت” أن شيئاً بالغ الأهمية قد حدث ولم يتنبه له الكثيرون، وهو أن الرئيس “ترامب” لم يتطرق في خطابه إلى القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد. ويجزم الكاتب الإسرائيلي بأن هذا الأمر لم يكن عفوياً أو غير مقصود، فغياب هذا الملف الشائك عن كلمة “ترامب” له دلالات واضحة، فيقول: “إنني أستطيع أن أؤكد أن عدم ذكر ترامب للقضية الفلسطينية ينبئ عن تغير جوهري في رؤية الولايات المتحدة لهذه القضية ربما يكون تخليها عن حل الدولتين”.

مجنون أم ثاقب النظرة ؟!

يقول الكاتب الإسرائيلي: “لقد شاهدنا كلمة زعيم العالم الحر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورأيناه يقصف جبهات عديدة بكلماته القوية، فتحدث عن النظام الإجرامي في سوريا، وعن الاتفاق السيئ مع إيران وعن تطلعه لرؤية نظام مختلف في طهران، كما سمعناه يهدد كوريا الشمالية، وينتقد النظام الديكتاتوري الإشتراكي في فنزويلا”.

ويضيف: “لقد دأب خصوم ترامب ومعارضوه على وصفه بـ(المجنون)، فآن لنا بعد ثماني سنوات هي مجمل عهد أوباما – الذي سمعنا منه خُطباً مناقضة أمام الأمم المتحدة – أن نتساءل مَن مِنهما المجنون ومَن الذي قرأ الواقع ونظر إليه بعينيين ثاقبتين ؟”.

ختاماً يقول “بوعاز بيسموت”: “لقد هبت رياح جديدة على الولايات المتحدة، رياح ستجلب التغيير للعالم أجمع ولإسرائيل بشكل خاص”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب