خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :
تنتظر الأطراف الدولية والإقليمية ما سيسفر عنه استفتاء “إقليم كردستان العراق” بشأن الاستقلال وقيام دولة مستقلة. فتقرير مصير هذا الإقليم يثير إهتمام وقلق الدول المجاورة, لكن إسرائيل تتمنى تحقيق استقلال الأكراد وترى أن هناك تحالف سيقوم بين الدولتين. هذا ما يُظهره مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية للكاتب الإسرائيلي “أريئيل بولشتاين”.
إسرائيل والأكراد.. صداقة قديمة..
يحرص “بولشتاين” في بداية مقاله التحليلي على التوضيح قائلاً: “كثيراً ما سمعت من سياسيين أجانب عبارات الثناء والمديح لدولة إسرائيل, لكن ما سمعته من أحد أكراد العراق قبل بضعة سنوات كان له مذاق خاص من الصدق والإخلاص, لذا فهو محفور في أعماق ذاكرتي”.
ويضيف: “أنه ليس متاحاً للمرء في كل يوم أن يرى كيف تتدفق مشاعر الصداقة الجلية من مسؤول كردي في الإقليم الانفصالي بالعراق”. وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن ذلك المسؤول الكردي العراقي – الذي لم يذكر اسمه – قد قال له: “نحن لن ننسى الدعم الذي قدمته إسرائيل للأكراد. وإنه لشرف لنا أن نتعلم منكم, وسيتحقق الشرف الأكبر حينما تقوم دولة كردستان المستقلة التي سيرفرف في أرضها علم إسرائيل بعزة, وسنكون حلفاء”.
يتابع “بولشتاين”: “إن ذلك الشخص كان مسؤولاً عن نشاط الشبيبة في أكبر حزب للأكراد, ولا أبالغ حينما أقول إنه سيكون ضمن قيادات دولة كردستان المستقلة وسيصل إلى قمة القيادة, وإنه ولم يكن بذلك الموقف أو بتلك المشاعر معبراً عن نفسه فقط. لأن مسألة تطوير العلاقات بين الدولة اليهودية والدولة الكردية المستقبلية كانت حاضرة بقوة حينما تقرر بشكل نهائي قيام الأكراد في شمال العراق بإجراء استفتاء على الاستقلال في الـ 25 من أيلول/سبتمبر المقبل”.
فشل محاولات قمع تطلعات الاكراد..
يرى الكاتب الإسرائيلي أن رفض منح السيادة والاستقلال للأكراد يمثل أحد المظالم الكبرى في القرن الـ20. فأبناء الشعب الكردي ذاقوا مرارة القمع على يد العديد من الأنظمة الحاكمة, التي تقاسمت فيما بينها مناطق الأكراد, ولم تتورع عن اتخاذ كل الوسائل والتدابير لإحباط أي رغبة في الحفاظ على الهوية الثقافية والقومية للأكراد. وهنا يبدي المحلل الإسرائيلي سعادته بفشل جميع محاولات القمع ضد الأكراد, مؤكداً على أن إسرائيل هي التي مدت يد العون للأكراد منذ عشرات السنين, وسوف تتمسك بهذا النهج, لأنه ينبغي تحقيق العدالة للأكراد وإقامة دولة ذات سيادة لهم.
ويزعم “بولشتاين”: “أنه ليس ثمة اختلاف كبيرة بين تطلعات الشعب الكردي وبين تحركات ما يُطلق عليهم في العقود الأخيرة بالـ”فلسطينيين”. فكم هو حجم نفاق المجتمع الدولي الذي تجاهل تماماً التطلعات العادلة للشعب الكردي – الذي هو بالفعل شعب حقيقي ضارب في جذور التاريخ وصاحب لغة ووعي قومي – في حين بذل الكثير من المساعي لإرضاء شعب مُختلق قام بنسج روايتة المزيفة بهدف القضاء على الدولة اليهودية والاستيلاء عليها. لكن الحركة الوطنية الكردية لا تهدد أي دولة مجاورة أوتمحوها من الوجود”.
كما أكد الكاتب على أن الحركة الوطنية الكردية تشاطر الحركة القومية اليهودية في القيم الثقافية الأساسية، وبالتالي فمن البديهي أن يكون هناك تعاطف متبادل بينهما.
استقلال كردستان لصالح إسرائيل..
في الختام يرى “بولشتاين” أن إسرائيل تحظى بالتعاطف الشديد من جانب القيادات الكردية دون أن تبذل حملات دعائية, لكنها لا ينبغي أن تركن إلى ذلك. فكلما أخذ حلم الاستقلال يتحقق لإقليم كردستان كلما قامت قوى معادية لإسرائيل بالتدخل في الشأن الكردي.
ولقد بدأت إيران هذا التدخل بالفعل, الذي لا يهدف بالطبع إلى مساعدة الأكراد. ويجب على إسرائيل أن تدرك بأن دولة كردستان ستصبح مكوناً هاماً من مكونات الشرق الأوسط, وهذا يُعد تطوراً إيجابياً في صالح إسرائيل والعالم الحر بأكمله. والآن ينبغي على الدولة العبرية تطوير علاقاتها مع الدولة الكردية الناشئة, ولا تترك الفرصة للآخرين كي يُفسدوا ود الصداقة الرائعة بين إسرائيل والأكراد.