8 أبريل، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

كاتب إسرائيلي : ترامب يستخدم إسرائيل مطية لتنفيذ هيمنته الإستبدادبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

يبدو أن القرارات الطائشة التي يتخذها الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ويضرب بها في أغلب الإتجاهات منذ توليه الرئاسة وحتى اليوم، لا تثير فقط مخاوف بعض الأميركيين أو المُستهدفين من تلك القرارات كالمسلمين من الدول المحظور دخول رعاياها للولايات المتحدة. بل امتد تأثيرها إلى إسرائيليون ايضاً استشعروا الخطر على أمن دولتهم جراء سياسته الإستبدادية.

مؤخراً، حذر الكاتب الإسرائيلي “يتسحاق روبين”, خلال احدث مقالاته التحليلية المنشور على موقع “دافار وان”، من سياسة الرئيس الأميركي ترامب، ويرى أنه “شخص مستبد يمارس القهر والبطش ضد رعاياه”, كما أنه “يشكل خطورة بالغة على السلم العالمي ولن يكون في صالح الأمن القومي الإسرائيلي”.

أخطر ظاهرة تهدد السلم العالمي
يقدم الكاتب الإسرائيلي لرؤيته التحليلية، قائلاً: “بالرجوع إلى التحليل الذي قدمه عالم النفس إريك فروم في كتابه “الهروب من الحرية”، سنجد أننا نواجه حالياً أخطر ظاهرة تهدد السلم العالمي منذ عهد هتلر, ألا وهي ظاهرة دونالد ترامب. فأسلوب تعامله مع رعاياه يعتمد على فرض الهيمنة على الجماهير التي تفتقر إلى التفكير العقلاني وتعاني من ضعف الشخصية. وتلك الجماهير الميؤوس منها مستعدة لتسليم إرادتها لزعيم قوي متسلط, لأن كل فرد منها يستمد منه الشعور الوهمي بالقوة, كما يكتسب منه معنى جديداً للحياة”.

“أما مثل هذا الزعيم المستبد, كالرئيس دونالد ترامب, فلديه طموح لا نهائي لإمتلاك النفوذ والقوة, وكل فرد في نظره مجرد بيدق في لعبة الشطرنج, يستخدمه ليحقق القوة.. وخلافاً لما يجري في لعبة الشطرنج, فليس هناك فائز ولا منهزم بل هناك فائز واحد دائماً, ألا وهو الزعيم نفسه. ولذلك ففي هذه اللعبة لا حدود ولا محاذير لممارسات ترامب الإستبدادية.. لدرجة أن نتنياهو وشارون المتسلطين لم يصلا إلى معشار ما وصل إليه ترامب من إنعدام المحاذير.. فرغم أن نتنياهو وشارون هما نموذج للزعماء المستهترين إلا أنهما في قرارة نفسيهما يدركان أن هناك قيوداً للقوة. لكن ترامب فليس لديه أي قيد شخصي, وهو يسير بكل تلقائية وعفوية وينساق وفق مشاعره فقط. والآن فإن المؤسسة القضائية في الولايات المتحدة الأميركية والنظام السياسي الأميركي أمام إختبار تاريخي صعب في إثبات مدى قدرتهما على وضع الموانع والمحاذير, وعلى رأسهم السيناتور كين الذي يستشرف الخطر المحدق بالولايات المتحدة الأميركية”.

“ولأن ترامب يتحرك بشكل عفوي تلقائي.. فإذا لمس أن الجماهير ستشعر بالسعادة لإنتقامه من الصحافة بزعم أنها سبب لكل إحباطاتهم, فإنه لن يتردد في هدم ذلك الصرح الذي يُعد بالغ الأهمية لأي نظام ديمقراطي”.

سر فيلم “الموطن كين”
يؤكد روبين على ان “ترامب سيفعل كل شيء في سبيل إستحواذ القوة الجنونية واللا نهائية حتى يصبح ملكاً على العالم, فهكذا نشأت شخصيته.. ولا عجب أن ترامب كان معجباً بفيلم “المواطن كين” بل ويعتبره أفضل فيلم على مر العصور.. ويصف الفيلم حياة طفل بائس افتقر إلى الحب والعطف وتعرض للظلم, وعندما كبر كانت حياته كلها خالية من المشاعر, وحاول الإنتقام لطفولته المظلومة من خلال البطش ونهب حقوق الآخرين لجمع المال والقوة. ويدور الفيلم حول قصة حقيقية لرجل المال والصحافة “راندولف هارست”، الذي لم يتردد في إستخدام نفوذه الهائل لتأجيج الحرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا لخدمة مآربه وأطماعه, بالضبط كما يريد ترامب.. ولكن في الوقت الذي أراد فيه مخرج الفيلم أن يحذر من الخطورة الشديدة لفيلم “المواطن كين” فإن ترامب يعتبر بطل ذلك الفيلم شخصية ينبغي التعاطف معها والإنجذاب إليها”.

ويرى الكاتب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكل خطورة على أمن إسرائيل لأنه يستغلها كمطية لتنفيذ سياساته وممارساته الرامية لإكتساب الهيمنة والنفوذ في مواجهة أعداء يزيد هو من خطورتهم, حتى يُثير حماس جموع المؤيدين له ويُلهب مشاعرهم.. إن إسرائيل دولة حليفة لدونالد ترامب وكما هو حال الشخصيات الدكتاتورية عبر التاريخ فإن الدول الحليفة المُنساقة مثل إسرائيل مآلها دائماً إلى الدمار والهلاك. ويتساءل يتسحاق روبين: “هل الشعب الإسرائيلي يعني ترامب في شئ؟.. وما المشكلة إذا قُتل الآلاف من الشعب الإسرائيلي في مغامرات ترامب.. إنه سيصفهم بالـ”أبطال”.. وهاهم المتزمتون المسيحيون الذين يدعمونه يريدون إندلاع حرب “يأجوج ومأجوج” المدمرة والتي سيعود فيها يسوع المسيح إلى الدنيا ويأتي بالخلاص إلى العالم”. مؤكداً الكاتب الإسرائيلي، في ختام مقاله، على أن “دونالد ترامب شخص خطير للغاية ويشكل تهديداً على السلم والأمن العالميين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب