15 مارس، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

كاتب إسرائيلي : “الشتاء الفارسي” في إيران إمتداد جديد لثورات “الربيع العربي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

إرتفاع تكاليف المعيشة، والبطالة الشديدة، وإنتشار الفساد، والقيود المفروضة على حقوق الإنسان و قمع الأقليات.. كلها مظالم أدت إلى موجة الإحتجاجات الحالية في جمهورية إيران الإسلامية، حيث خرج الآلاف من الإيرانيين، من فصائل اجتماعية واقتصادية متنوعة، إلى الشوارع بعد وضع تشريع يهدف إلى زيادة الضرائب وخفض فوائد الرعاية الاجتماعية.

التداعيات الاجتماعية للأزمة الاقتصادية..

يقول الكاتب والمحامي الإسرائيلي، “أوهاد شباك”، في مقاله الذي نشرته مجلة (ذا هيل) الأميركية مؤخراً، أن الأزمة الاقتصادية التي هيمنت على الجمهورية الإسلامية في السنوات الأخيرة، والتي تنبع من المشاكل الهيكلية في السوق، وضعف القطاع الخاص، والإشراك المفرط للحرس الثوري في الاقتصاد، وإنتشار الفساد، تضر بشدة بفئة الشباب الإيرانيين.

ويؤكد “أوهاد” على أن توقيع الإتفاق النووي لعام 2015، ورفع العقوبات الدولية، قد يكون أدى إلى نمو الاقتصاد، ولكنه لم ينهي المشاكل الاقتصادية للمواطنين، حيث قد مضى ما يقرب من عامين على رفع العقوبات ولا تزال هناك بطالة شديدة – معظمها بين الشباب – مع إنخفاض الرواتب وعدم القدرة على شراء المنازل وإرتفاع الجريمة والاستخدام الواسع للمخدرات.

ولكن في الحقيقة ليس الاقتصاد هو ما يزعج المجتمع الإيراني فحسب، فأوضاع الحريات متردية في ظل الإفتقار إلى الحقوق المدنية، والإنفاذ الصارم للقانون الإسلامي، وإضطهاد الأقليات الدينية والمثليين.

وفي السنوات الأخيرة، حدثت عمليات اجتماعية وثقافية ذات تغييرات عميقة في إيران، حيث أن العديد من الشباب الإيرانيين يتجهون بشكل متزايد بعيداً عن قيم الثورة الإسلامية بإعتمادهم أسلوب حياة غربي، مع تحدي إنفاذ الإسلام في بلادهم والعمل على توسيع الحريات الفردية.

كل ما سبق يؤدي إلى إسراع عمليات طلب الطبقة الوسطى والجيل الشاب في الجمهورية الإسلامية من أجل الإصلاحات السياسية والمدنية، التي تشكل قوة مضادة وتهديداً لحكم المؤسسة المحافظة الدينية، فضلاً عن تهديد مركز المرشد الأعلى في إيران، حيث إن تزايد تعرض الإيرانيين للثقافة الغربية، مع تبني الأنماط السلوكية الغربية، يسرع من الإتجاه الاجتماعي للعلمانية وهذا الإتجاه يقلق المؤسسة الدينية، خاصة لأنه يحدث بالتوازي مع تآكل وضع رجال الدين في السنوات القليلة الماضية.

إيران سبقت العرب بربيع الإحتجاجات منذ 2009..

يقول الكاتب الإسرائيلي أن “الربيع العربي” كان قد بدأ في موجة من الإحتجاجات العامة والمظاهرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، متحدياً بعض الأنظمة الإستبدادية الراسخة في المنطقة في عام 2011، إلا أن  إيران كانت بدأته في وقت مبكر من عام 2009، حيث أن الإنتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو، أسفرت عن نتائج مثيرة للجدل بسبب مخاوف الفساد على نطاق واسع، مما أدى إلى حدوث مظاهرات “الحركة الخضراء”، كقوة معارضة جديدة للنظام. وفي موجة لم يسبق لها مثيل من الإحتجاجات في إيران، خرج الملايين من المدنيين إلى الشوارع. وقد تم قمع الإحتجاجات بمنتهى الشدة وبدون هوادة من قبل النظام، مع مقتل عدد غير معروف من المتظاهرين واعتقال قادة المعارضة الذين هم في السجن حتى يومنا هذا.

يرى “شباك” أن أحداث عام 2009 محفورة في وعي القيادة الإيرانية، والحقيقة أن الإيرانيون لم يتوقفوا منذ حينها أبداً عن الإحتجاج، ولكن عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أنه الأمر الأسهل والأكثر أمناً، فكانوا يحتجون على تطبيق الزي الإسلامي؛ داعين إلى تغيير التشريعات التمييزية ضد المرأة؛ وإنتقاد المحسوبية الواسعة الإنتشار في القطاع العام؛ وتنظيمهم المسيرات في الشوارع لتحسين الحقوق الاجتماعية لـ 1.3 مليون معلم وحقوق العمال من سائقي الحافلات والعمال في صناعات النفط والسكر والتعدين.

لذلك يعتبر الكاتب الإسرائيلي أنه من الممكن تسمية الإنتفاضة الحالية بـ “الشتاء الفارسي”، حيث يعتبرها الكاتب جزء من “الربيع العربي” الإيراني المستمر، حيث كانت تركز هذه الإحتجاجات في الغالب على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية وليس حول تغيير النظام أو إنهاء الثيوقراطية الإسلامية. ويرجع ذلك إلى أن جزءاً كبيراً من الطبقة الوسطى والجيل الشاب يفضل تغييرات تدريجية ومعتدلة على تحول ثوري شامل آخر لا يعرف نتائجه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب