خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :
في مقال نشره موقع “غلوباس” العبري, يوجه الكاتب الإسرائيلي “ماتي غولان” النقد الشديد إلى بعض الكتاب الإسرائيليين الذين يتهمون إسرائيل بتردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية, ويتساءل: “لماذا لا يوجهون اللوم للمملكة العربية السعودية التي تنفق الأموال الطائلة على ما يُسمى بمدينة المستقبل ولا تقدم العون للمدن الفلسطينية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني, أو ليس العرب الأثرياء أشقاء الشعب الفلسطيني ؟”.
مشروع بحجم “السعودية”..
يقول “غولان” إن السعودية رصدت 500 مليار دولار (!) لإقامة ما أسمته “مدينة المستقبل”.. “فمن يمكنه أن يتخيل حجم هذا المبلغ الرهيب ؟”.. إنه ليس بمئات الملايين, وإنما بمئات المليارات, وهو ليس بـ”الشيكل” وإنما بـ”الدولار”, وبالطبع إنها المملكة السعودية القادرة على رصد تلك المبالغ.
يُضيف “غولان”: “من المفترض أن يكون ذلك مشروعاً ضخماً، بل وفريداً من نوعه وسيدهش العالم أجمع، ولسوف تشمل تلك المدينة التي سيُطلق عليها (نيوم) جسراً خاصاً سيتم إقامته فوق البحر الأحمر وسيربط بين الأردن ومصر وسينطلق من هناك إلى بقية دول إفريقيا”.
إلى الإسرائيليين الرحماء !
ينتقد الكاتب الإسرائيلي أولئك الذين يتهمون إسرائيل بأنها سبب معاناة الفلسطينيين, فيقول: “بعد إعلان ولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان) عن هذا المشروع الاقتصادي العملاق، الذي سيتكلف مئات المليارات, ما هو رأي أعضاء الكنيست العرب مثل (أحمد طيبي) و(أيمن عودة) أو حتى القائد الحمساوي (يحيى السنوار) وكذلك (أبو مازن). وما هو رأي بعض الإسرائيليين اليساريين مثل (جدعون ليفي) و(عاموس شوكان), الذين يلومون إسرائيل ويتهمونها بأنها هي المسؤولة عن الأوضاع الصعبة والمأساوية التي يعيشها الفلسطينيون. هؤلاء الإسرائيليون الذين امتلأت قلوبهم بكل هذه الرحمة والإنسانية لدرجة أنهم لا يبحثون بدقة في أسباب معاناة الفلسطينيين, ولا يعلمون من الذين لا يفعلون شيئاً من أجل تخفيف معاناتهم”.
إلى أن يذول “الاحتلال” ؟
يلفت “غولان” أن السعوديين، مثلهم كسائر شعوب الدول العربية, يتصرفون ويتكلمون كما لو كانت أوضاع الفلسطينيين على رأس اهتماماتهم، وهم يدعون بأنه لن يهدأ لهم بال حتى تتغير أحوال الفلسطينيين، أي حتى يزول الاحتلال. ولكن ما هو المطلوب حالياً ؟.. إذ ستمضي فترة إلى أن يزول الاحتلال. وإلى أن يتحقق ذلك ينبغي على الفلسطينيين والعرب عموماً التخلي عن حلم الاستيلاء على إسرائيل, لأن ذلك لن يحدث غداً, ولا حتى بعد عام أو عامين, وربما لن يحدث إلى الأبد، طالما أن ديانتهم هي التي تُملي عليهم رغباتهم وسياستهم.
الفلسطينيون مُستسلمون للمعاناة..
يوجه الكاتب الإسرائيلي اللوم للفلسطينيين زاعماً أنهم لا يساعدون أنفسهم، فيقول: “الآن يمكن مساعدة الفلسطينيين, والحكومة الإسرائيلية تفعل ذلك. ولكن هذا بالتأكيد ليس كافياً، لأنهم لا يسعون جاهدين لمساعدة أنفسهم. فالفلسطينيون لا يفعلون كما فعل اليهود عندما جاءوا إلى هنا بعد أحداث الهولوكوست. عندما كان اليهود أيضاً يعانون بشدة لكنهم لم يستسلموا للمعاناة, فكافحوا من أجل تحسين أوضاعهم. ومن أجل تحقيق تلك الغاية، استعانوا بأشقائهم من يهود الشتات، وخاصة يهود الولايات المتحدة. وبالفعل قدم يهود الشتات كل ما في وسعهم من عون إلى أن أصبح اليهود في إسرائيل لا يحتاجون للمساعدة من الغير”.
لماذا لا يلومون العرب الأثرياء..
يوجه “غولان” النقد الشديد للفلسطينيين لأنهم لا يلومون إلا إسرائيل, فيقول هل يسمع أحد عضو الكنيست “أحمد الطيبي” ورفاقه يتوجهون باللوم تجاه أشقائهم العرب والمسلمين، الذين يتشدقون بقضية فلسطين ؟.. وهل سمع أحد “حنين زعبي” تنبس ببنت شفة ضد الأشقاء العرب الأثرياء، الذين يبنون مدن للمستقبل ولا يلتفتون إلى مدن الحاضر التي يعيش بها الفلسطينيون ؟
وفي الختام يدعي الكاتب أن العرب يريدون أن تظل معاناة الشعب الفلسطيني قائمة, حتى يكون لديهم جهة يوجهون اللوم لها.