كاتبة إسرائيلية : المجتمع العراقي يريد التطبيع معنا !

كاتبة إسرائيلية : المجتمع العراقي يريد التطبيع معنا !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل بالمرارة لأنها لم تحقق الآمال التي راودتها مع إبرام اتفاقيات السلام مع مصر والأردن, يبحث البعض هناك عن مسارات أخرى للزعم بأن إسرائيل مقبولة من شعوب المنطقة. وفي هذا السياق نشرت صحيفة “معاريف” العبرية مقالاً للكاتبة “لندا منوحين”, وهي من أصل عراقي تزعم فيه أن الشعب العراقي يتمنى تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية بعدما ضاق ذرعاً بالقضية الفلسطينية.

عراقيون يؤيدون إسرائيل..

تقر الكاتبة الإسرائيلية في بداية مقالها قائلة: “بصفتي عشت 20 عاماً في العراق خلال فترة اتسمت بالتقلبات السياسية وانعدام الأمن الشخصي, لا يمكنني أن أتغافل مشاعر التعاطف التي تأتينا الآن من العراقيين الذين يعبرون عن دعمهم لدولة إسرائيل في تصديها للإرهاب الفلسطيني. ولقد بدا ذلك جلياً خلال أزمة جبل الهيكل “المسجد الأقصى” الأخيرة”.

وترى “منوحين” أنه منذ سقوط نظام “صدام حسين” يشهد العراق مسارين متناقضين وهما: حكم ديمقراطي مزعوم, وحرية تعبير في وسائل الإعلام, في ظل حرب أهلية لم تشهدها البلاد من قبل.

وتضيف: “مازلت أتذكر أننا – نحن بقية الجالية اليهودية في العراق – كنا قد نوينا الصوم تطوعاً أيام الخميس من كل أسبوع بعد إعدام تسعة من اليهود الأبرياء بميدان التحرير في كانون ثان/يناير عام 1969, وبعدما تملكنا الخوف الشديد من المتعطشين للدماء. ومقارنة بتلك الأيام الحالكة, فإننا حالياً أمام تحول مثير, لدرجة أن اليهود العراقيين المتواجدين الآن في إسرائيل يتلقون رسائل دعم وتأييد لإسرائيل من مواطنين عراقيين مصحوبة بصور جوازات سفرهم العراقية, وهناك رسائل تأييد وتضامن مشابهة تتلقاها أيضاً صفحة الفيس بوك “إسرائيل تتكلم بالعربية”, التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية. ومنذ سنوات يتم نشر مقالات عن إسهامات الطائفة اليهودية التي كانت مزدهرة في العراق إلى أن صدر القرار البائس, والذي ينم عن خطأ فادح, بسحب الجنسية العراقية من عشرات الآلاف من اليهود بعد قيام دولة إسرائيل”.

عراقيون يطلبون الهجرة إلى “تل أبيب“..

بحسب الكاتبة الإسرائيلية “منوحين” فأنها منذ أنشأت مدونة باللغة العبرية على الإنترنت, وقامت بدور البطولة في الفيلم الوثائقي (ظل في بغداد), انهالت عليها الرسائل من المواطنين العراقيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي. حيث تأتيها طلبات لزيارة إسرائيل والعمل بها بل, والهجرة إليها بالإضافة لرسائل التضامن مع دولة إسرائيل. وهي تؤكد على أن عرض فيلم (ظل في بغداد) في الدول الأوروبية أمام الجماهير العراقية أدى إلى خلق شعور بوحدة المصير لكل أطياف المجتمع العراقي سواء السنة أو الشيعة أو الأكراد أو الأشوريين أو الأرمن أو اليزيديين.

محاولات للتقارب بين إسرائيل والعراق..

تقول “منوحين”: “لقد اندهشت من قيام شاب متحمس في النرويج بإعداد خطة استرتيجية لتحقيق السلام بين العراق وإسرائيل خلال 30 عاماً. وهو يستعد لزيارة إسرائيل لعرض خطته على الجهات المعنية. ورغم حالة انعدام الأمن السائدة في العراق إلا أن هناك أيضاً شبكة تعمل بهدوء وبعيداً عن وسائل الإعلام من خلال أفرع لها في جنوب العراق لضم نشطاء. الأكثر من ذلك أن هناك مساع حثيثة من أجل الإعداد لعقد مؤتمر في المستقبل القريب للحوار بين إسرائيليين وعراقيين تحت رعاية الحكومة النرويجية. وكان بعض النشطاء قد شاركوا بالفعل مؤخراً في مؤتمر عُقد في “جزيرة رودس” لإحياء ذكرى مرور 50 عاماً على طرد يهود ليبيا”.

تؤكد الكاتبة الإسرائيلية على أنه: “في الوقت الذي يتعرض فيه نموذج السلام مع الأردن ومصر لانتقاد شديد وعدم ارتياح شعبي, نرى وجود رغبة قوية من جانب المجتمع المدني العراقي للتمهيد من أجل إقامة علاقات مع إسرائيل. وبدا ذلك جلياً من خلال المبادرة التي طرحها مثقفون عراقيون يطالبون بالتحضير لعقد لقاءات وإجراء زيارات وتبادل الوفود بين العراقيين والإسرائيليين. وما يؤكد هذه الظاهرة هو تزايد أعداد المنضمين لصفحات “الفيس بوك” التابعة لنشطاء يهود من أصل عراقي مثل صفحة “نحافظ على اللغة العراقية” أو لإسرائيليين عموماً”.

المصلحة هي التي تحرك العراقيين..

ترى “منوحين” أن المصلحة هي التي تحرك العراقيين في المقام الأول, لا سيما في ظل عدم وجود نزاع حدودي بين العراق وإسرائيل, كما أن العراقيين قد ضاقوا ذرعاً بالقضية الفلسطينية بعدما قدموا من أجلها الكثير. أضف إلى ذلك أن العراقيين يشعرون بأن الأوضاع في دولتهم قد ساءت بسبب موجة الأعمال الإرهابية التي يرتكب الفلسطينيون كثير منها بعدما جاءوا للعراق وتحولوا إلى قنابل بشرية. بل إن بعض العراقيين يقولون إن القضية الفلسطينية هي شأن إسرائيلي داخلي. وهم يرون أن إسرائيل باتت حقيقة منتهية وأن من حق العراق إقامة علاقات معها مثل دول عربية أخرى.

وتزعم الكاتبة الإسرائيلية أن العراق سيحقق مكاسب من إقامة علاقات مع الدولة اليهودية القوية في الشرق الأوسط, التي أصبحت رمزاً للديمقراطية والتقدم.

وفي الختام تتساءل الكاتبة: “هل ينبغي على إسرائيل اتخاذ موقف إيجابي من دعوات التقارب مع شعوب المنطقة في هذه المرحلة المتقلبة ؟”.. وتؤكد على أن الإسرائيليين في حاجة ماسة لكسب أصدقاء من كل الأطياف السياسية في المجتمع المدني, خاصة في ظل هذا الإعصار الذي يجتاح الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة