أنذرت قيادة الجبهة العراقية للحوار الوطني رئيسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك 72 ساعة للتخلي عن اتفاقاته مع المالكي بالعودة الى حكومته مقابل الحصول على عدد من الوزارات الشاغرة وأكدت انها ستضطر الى أقالته من رئاستها بأغلبية الاصوات معتبرة ان هذه العودة ستنقذ حكومة المالكي من فقدانها للنصاب القانوني لعقد اجتماعاتها ومواصلة عملها.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة العراقية للحوار الوطني علاء الجميلي اليوم ان المكتب عقد اجتماعا ناقش فيه اتفاق المطلك مع رئيس الوزراء نوري المالكي على انهاء مقاطعته ووزراء جبهته للحكومة والبدء بالمشاركة في جلساتها بدءا من اجتماعا الاسبوعي المقبل يوم الثلاثاء المقبل بالضد من رغبة قيادة وجماهير الجبهة . واشار الى ان اعضاء المكتب اكدوا عدم رضاهم عن توجهات المطلك وعقده لصفقات مع المالكي حيث طالب عدد منهم بأقالة المطلك من رئاسة الجبهة “لانحرافه عن المشروع الوطني للجبهة”.
واضاف الجميلي ان جميع اعضاء المكتب السياسي قد شاركوا في الاجتماع باستثناء حيدرالملا ومحمد تميم حيث حضره كل من : علاء عبدالوهاب سعدون الجميلي و وعد فلح كرطان الزوبعي ومثنى احمد الجواري واركان حميد السامرائي وعمر حميد الشيخلي . واشار الى ان المكتب السياسي وجه بأغلبية اعضائه الخمسة الحاضرين من بين مجموع اعضاء المكتب البالغ عددهم سبعة انذارا الى المطلك بضرورة تخليه خلال 72 ساعة عن اتفاقاته المنفردة مع المالكي وبعكسه فانم سيضطرون الى اقالته من رئاسة الجبهة.
وقال الجميلي ان تغطية المطلك لعودته الى الحكومة بشرط مناقشتها لمطالب المحتجين في محافظات غربية وشمالية غير مبررة موضحا ان هذه العودة ستنقذ حكومة المالكي من فقدانها للنصاب القانوني لعقد اجتماعاتها ومواصلة عملها. واضاف “ان المالكي ضرب مطالب المتظاهرين عرض الحائط وتساءل قائلا “ماذا قدم مجلس الوزراء ورئيسه المستبد الديكتاتور كما وصفه المطلك سابقا؟ وماذا فعلت اللجنة الوزارية الخماسية لمتابعة تنفيذ مطالب المتظاهرين .. وماذا قدم المالكي للمحتجين خلال الـ 90 يومآ الماضية من عمر الاحتجاجات لكي يقدم لهم اليوم مايطالبون به؟”.
رسالة انذار المكتب السياسي للمطلك
واشار الجميلي الى ان المكتب السياسي وجه رسالة الى المطلك قال فيها “على خليفة الصفقات السرية التي عقدها رئيس الوزراء مع المطلك وجمال الكربولي .. يؤكد المكتب السياسي ان أنحراف رئيس الجبهة المطلك سببه الرئيسي رئيس حركة الحل (…) جمال الكربولي واشقائه المعروفين ب(…) وعقدهم الصفقات السرية مع طهران ومخابراتها” . واضاف “ان القرار الصادر من المطلك وحلفائه الجدد من (…) لا يمكن الاستمرار به وان تصريحات المطلك بربط عودته لمجلس الوزراء هو ومحمد تميم وأحمد ناصر الكربولي بمجرد بحث الحكومة لمطالب المتظاهرين هو تبرير لا يغطي حقيقة اتفاقهم مع السلطة ورئيسها على عودتهم لحضور جلسات مجلس الوزراء وانهاء المقاطعة لاستكمال نصاب مجلس الوزراء بعد أنسحاب وزراء الصدر كما انه بمثابة ضرب لمطالب المتظاهرين عرض الحائط .. فماذا قدم مجلس الوزراء ورئيسه المستبد الديكتاتور كما وصفه المطلك ولجنته الخماسية خلال الـــ90 يومآ الماضية لكي يقدم اليوم ؟ وكيف لرمز وطني عاهده الشعب على الصدق والاخلاص والامانة كالدكتور المطلك ان يشارك في جلسات مجلس الوزراء لجلب العار للعراقيين مع اشخاص يعرفهم القاصى والداني بعمالتهم لدول الجوار ووقوفهم ضد مطالب جمهورهم الذي انتخبهم منذ فوز ائتلاف العراقية بالمركز الاول في انتخابات اذار عام 2010 “.
واضاف المكتب السياسي قائلا “نحن في الجبهة منذ اليوم الاول عاهدنا الله سبحانه وتعالى ولشعب العراق ان نكون أوفياء لهذا الوطن و لشعبه المظلوم وان لا نخونهم مقابل مناصب لا تجلب الا العار لمن يشغلها ونذكر المطلك و حلفائه الجدد “.. وتساءل قائلا “هل تتذكرون من خان جمهوره في الدورة السابقة اين هم الان مثل ( … ) فهؤلاء جميعهم ذهبوا الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم لذا نحذر المطلك من الالتحاق بهؤلاء في المستقبل من خلال نهجه الحالي” .
وقال المكتب السياسي “نود ان نبين انه في حال عدم تراجع المطلك عن صفقته مع المالكي وجمال الكربولي ( … ) المتضمن العودة للحكومة مقابل الابقاء على تاجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى و توزيع الوزارت الشاغرة من وزراء العراقية المستقيلين خلال 72 ساعة فسنضطر الى اتخاذ اجراءات بحق رئيس الجبهة نتمنى ان لا نصل اليها”. ووجه المكتب سؤالا الى المطلك قائلا ”متى كانت الجبهة ترفض اجراء الانتخابات” .. نحن كنا و لا نزال مع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد (في العشرين من الشهر المقبل) واذا كانت وجهة نظرك هي عدم الجدوى من مجالس المحافظات فالجبهة مستعدة للانسحاب من الانتخابات ومن يشترك فيها يمثل نفسه ولا يمثلنا”.
وخاطب المكتب السياسي المطلك قائلا “ان موقعك ليس مع المالكي وانما مع رافع العيساوي (القيادي في العراقية وزير المالية المستقيل) في ساحات العزة و الكرامة”.
يذكر ان اتفاقا قد تم خلال اجتماع عقد في منزل المالكي ببغداد مساء الجمعة الماضي بين رئيس الوزراء ونائبه صالح المطلك ورئيس الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل) جمال الكربولي وعدد من قياديي الجانبين قد توصل الى اتفاقات تقضي بعودة وزيري الحركتين الى عملهما في وزارتيهما اليوم الاحد وهما احمد الكربولي وزير الصناعة والمعادن من جبهة الحوار ووزير التربية محمد تميم من الحل وكذلك التحاق نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بأجتماع الحكومة الاسبوعي الثلاثاء المقبل خروجا على قرار قائمته بمقاطعة الحكومة الذي كانت اتخذته مطلع العام الحالي تضامنا مح مطالب المحتجين في محافظات غربية وشمالية منذ ثلاثة اشهر .
وتقضي الاتفاقات ايضا اصدار امر ديواني خلال الثمان والاربعين ساعة المقبلة بتولي المطلك وزارة الدفاع وكالة وترشيح احد شخصيات جبهته لتولي وزارة الزراعة خلفا لوزيرها المستقيل تضامنا مع المحتجين عز الدين الدولة.. كما سيتم منح حركة الحل حقيبة المالية التي كان يتولاها الوزير المستقيل رافع العيساوي دعما للمحتجين والمواصلات التي استقال منها محمد علاوي اضافة الى منح وزارة لحركة “وطنيون” برئاسة احمد الجبوري واخرى الى “العراقية الحرة” برئاسة قتيبة الجبوري.
يذكر أن وزراء ائتلاف العراقية السبعة ، يقاطعون جلسات مجلس الوزراء منذ الثامن من كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما قاطع الوزراء الاكراد الاربعة جلستي مجلس الوزراء الأخيرتين . كما اكد وزراء التيار الصدري الستة استمرارهم بمقاطعة جلسات الحكومة مؤكدين ان جميع الخيارات تبقى مفتوحة في التعامل مع الحكومة في اشارة الى امكانية انسحابهم منها.
وبغياب وزراء العراقية والاكراد والتيار الصدري تكون الحكومة قد فقدت نصابها القانوني لعقد اجتماعاتها، حيث يقاطعها الآن 17 وزيرًا من مجموع 28 وزيرًا تتشكل منها، إضافة إلى نائبي رئيسها المالكي وهما الكردي نوري شاويس والقيادي في العراقية صالح المطلك لذلك سعى المالكي الى اعادة الوزيرين كربولي وتميم لتحقيق النصاب المطلوب واستمرار اجتماعات حكومته ريثما يتم الانتهاء من اشغال الوزارت الشاغرة حاليا.
عن ايلاف