23 ديسمبر، 2024 6:28 م

قيادات “الحرس الثوري” .. ووهم القوة العسكرية !

قيادات “الحرس الثوري” .. ووهم القوة العسكرية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قال العميد “حسين سلامي”، نائب القائد العام لـ”الحرس الثوري” الإيراني؛ في حوار إلى البرنامج التليفزيوني (العنوان الرئيسي الليلة) المذاع على قناة (خبر) الإيرانية: “لدينا قدرة المواجهة ضد العدو الأكبر، وأعني الولايات المتحدة الأميركية، وفي الحرب نحن نعي جيداً أنه ليس لدينا أي حليف، وليس لدينا سوى الإعتماد على القدرات المخبوءة في الأمة الإيرانية”.

محاور الحوار..

اعتمدت تصريحات “سلامي”، بحسب الخبير العسكري “حسین آرین”، على أربعة محاور رئيسة هي: “التقدم، والإمكانيات والقدرات العسكرية للحرس الثوري، وإطلاع الحرس الثوري الكامل على نقاط القوة والضعف في المنظومة العسكرية الأميركية؛ بما فيها (السلة المتنوعة للقدرات الدفاعية) الخاصة بالحرس الثوري لإنزال ضربات صادمة ضد الولايات المتحدة في أي زمان وكل مكان، وأخيراً إتساع نطاق الأمن الاستراتيجي الإيراني واحتساب الجيوش السورية والعراقية كعمق استراتيجي دفاعي للجمهورية الإيرانية”.

تلك الإدعاءات التي أطلقها “سلامي”، بمناسبة عشرة الفجر، (الأيام العشرة التي تلت عودة الخميني إلى إيران واستبقت انتصار الثورة الإيرانية)، ترتبط بالدائرة الاستراتيجي العسكرية للحكومة الأميركية بالشرق الأوسط، والتي تمثل مصدر قلق للجمهورية الإيرانية. واستناداً للاسترايتيجة الأميركية الجديدة فإنها سوف تعمد إلى مضاعفة وجودها العسكري بـ”كردستان السورية”، وترجيح خيار المواجهة ضد “التهديدات الإيرانية الفورية تجاه الشرق الأوسط”؛ في إطار ما أسماه “ريكس تيلرسون”، وزير الخارجية بحكومة دونالد ترامب، “الاتفاقية النووية المعيبة”.

تقييم خاطئ.. 

يضيف “حسين آرين”، طبقاً للموقع الإخباري (راديو الغد) الأميركي الناطق باللغة الفارسية: “هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها سلامي هكذا إدعاء. إذ سبق وأن حذر الإدارة الأميركية عام 2015، بقوله: الجمهورية الإيرانية تستعد لحروب حقيقة مفتوحة بما يترتب عليه انتصارها على الأميركيين. ومقارنة كم الإدعاءات الأخيرة والسابقة التي أطلقها العميد (حسين سلامي)، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، تؤكد أنه يلجأ كغيره من القيادات إلى تضخيم قدرات الحرس الثوري، (جراء إنعدام العلوم العسكرية الضرورية)، عبر تقديم معالجات خاطئة للمعلومات، كما تؤكد على أن لديه تصور ساذج وخاطئ عن تكنولوجيا التسليح والقدرات العسكرية الأميركية، وهذا التوجيه الخاطئ للقيادات والواحدات وزرع ثقة وهمية بالنفس قد يكون ذا نتائج كارثية”.

هل صواريخ “الحرس الثوري” فريدة ؟

مؤخراً صرح “حسين سلامي” بثقة، خلال اجتماع التنسيق الأربعين لذكرى الثورة الإيرانية، قائلاً: “إذا قرر العدو دخول حرب عسكرية ضدنا فسوف يُهزم بالتأكيد… والجمهورية الإيرانية لن تُبادئ بالحرب العسكرية، وسوف تقطع على الحدود كل سبل الحرب”. وتطرق خلال الحديث عن نوع الصواريخ “الباليستية” الإيرانية ذات القدرة “على استهداف الزوارق المتحركة بدقة”، وقال: “يمكنني القول بجرأة أن هذه التكنولوجيا غير موجودة لا في الولايات المتحدة الأميركية ولا روسيا وإنما فقط في إيران”.

وهم القوة والنصر المستحيل..

علي فدوي

اكتسب “حسين سلامي” و”علي فدوي”، قائد القوات البحرية بالحرس الثوري، وعدد آخر من القيادات البارزة في جيش “الحرس الثوري” الإيراني؛ خبرة كبيرة إبان الحرب العراقية – الإيرانية، وهو ما يعتبرونه أحد أسباب تفوقهم؛ وفي الغالب يسعون من خلال تهويل خبراتهم إلى سحبها على الأحداث والتطورات الإقليمية.

بعبارة أخرى إنهم يسيرون مجدداً في الماضي، على حد تعبير “حسين آرين”. إذ فقدت هذه التجارب بريقها مع مرور الوقت، أضف إلى ذلك تقاعد معظم القيادات التي شاركت في العمليات على الجبهة العراقية – الإيرانية، وإنعدام خلفية الفئات تحت سن الـ 25 عن الثورة والحرب، وأخيراً اختلاف الإصطفافات الإقليمية تبعاً للأجواء الراهنة وظهور أطراف جديدة.

مع هذا لا تزال قيادات “الحرس الثوري” تدق على الطبول القديمة، على غرار القيادي السابق بالحرس الثوري، “محسن رضائي”، والذي صرح في وقت سابق: “يمكننا بما توفر لدينا من خبرات الحرب أن ندير الموقف حتى 200 عاماً مستقبلاً. لقد أفادتنا الحرب بخبرة 200 عاماً”. وعلى عكس إدعاءات “سلامي”، الذي يستخف بالقدرات العسكرية الأميركية، يستحيل على “الحرس الثوري” بل والقوات المسلحة الإيرانية تحقيق نصر عسكري على دول “مجلس التعاون الخليجي”، ناهيك عن الولايات المتحدة الأميركية. إن وهم القوة والتصريحات الجوفاء التي يطلقها “حسين سلامي” و”علي فدوي” وغيرهم من القيادات الحالية والسابقة بالحرس الثوري تصدر في الأساس عن تقييمات خاطئة وساذجة وثقة كاذبة بالنفس، وقد تسبب في نتائج كارثية بالنسبة لإيران والشعب الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة