11 أبريل، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

قيادات “الحرس الثوري” الجديدة .. ومخاوف الجمهورية الإيرانية المستقبلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تم تغيير ثلاثة من أبرز قيادات “الحرس الثوري”، خلال هذا الشهر، واكتسبت حلقة قيادات “الحرس الثوري” شكلاً جديدًا؛ وأصبح للحرس حاليًا نائب قائد ومساعد تنسيق جديدين.

فهل هذه التعيينات عادية أم تعكس مسارًا جديدًا داخل قيادة “الحرس الثوري” ؟.. الإجابة السريعة على هذا السؤال، وطبقاً للعرف، فقد اختار، اللواء “حسين سلامي”، القائد الجديد، مساعديه البارزين.

ولكن؛ تلك الإجابة غير صحيحة، لأن “الحرس الثوري” ليس مؤسسة عادية داخل “الجمهورية الإيرانية”، وكذلك لا يتم اخيتار القيادات في العادة طبقًا للعرف الموجود. بحسب “مراد ويسي”؛ عضو الهيئة التحريرية لموقع (راديو الغد) الأميركي ناطق باللغة الفارسية.

النواة الأساسية للنظام..

ومما لا شك فيه أن “الحرس الثوري” أقوى مؤسسة في “الجمهورية الإيرانية”، بعد مؤسسة القيادة، وأكثر نفوذًا، (هذا إذا تغاضينا عن تحليل البعض وعقيدتهم في تفوق قدرة “الحرس الثوري” حتى على مؤسسة القيادة)، وعليه؛ فإذا كان “الحرس الثوري” و”المرشد” أهم مؤسسات “الجمهورية الإيرانية”؛ فلابد أن يتناغم تعيين القيادات البارزة بـ”الحرس الثوري” والتحديات والمخاوف الأساسية للنظام على اعتبار أن “الحرس الثوري” و”المرشد” يمثلان النواة الأساسية للنظام.

مخاوف وتحديات..

وتواجه “الجمهورية الإيرانية” مجموعة متنوعة من التحديات والتهديدات والمخاوف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية المركبة.

وإذا كانت القائمة طويلة؛ إلا أنه يمكن تصنيف التحديات الرئيسة للنظام إلى أربع :

1 – الخوف من إندلاع احتجاجات واسعة ضد الحكومة، والتمرد الشعبي ضد فشل الحكومة الاقتصادي والاجتماعي.

2 – تكثيف الضغوط الأميركية على الحوزات الحساسة والرئيسة والفلاتر التنفسية لـ”الجمهورية الإيرانية”، (مثل الصادرات النفطية والمبادلات المصرفية).

3 – الخوف من وضعية ثبات “الجمهورية الإيرانية”، بعد وفاة، آية الله “علي خامنئي”، البالغ من العمر 80 عامًا، وطرح أسئلة حقيقة حول المخاطر التي تتهدد النظام بشأن المرشد أو على الأقل إندلاع حرب قوة.

4 – التهديدات الناجمة عن التيارات السياسية غير المتناغمة مع النواة الأساسية للسلطة داخل “الجمهورية الإيرانية”، وكذلك المعارضة في الخارج وموقف “الحرس الثوري” من هذه التهديدات.

قيادة قمعية تناسب العقبات والمتاعب المحتملة !

من ثم يبدو أن اختيار قيادات جديدة للقيادة العامة ونائب القيادة العامة ومساعد التنسيق؛ إنما يأتي في إطار التعاطي مع هذه التحديات التي تتهدد “الجمهورية الإيرانية”. فاللواء “حسين سلامي”، يعارض “الولايات المتحدة” بشدة، ويتبنى رؤية بيانية هجومية ضد “أميركا”؛ ويعتقد في ضرورة الصدام الشديد مع المعارضين في الداخل والاحتجاجات ضد الحكومة.

والأميرال “علي فدوي”، نائبًا للقائد العام لقوات “الحرس الثوري”، هو أيضًا يأتي من داخل محاور التحدي الرئيسة “الإيرانية-الأميركية”، وأعني “القوات البحرية” و”الخليج”.

وكان قد حصل، في العام 2015، على نيشان “الفتح”، (أرفع النياشيين العسكرية الإيرانية)، نظرًا لمواقفه المعادية لـ”الولايات المتحدة”.

وقد سبق تعاون “سلامي” و”فدوي”، في فترة الحرب “العراقية-الإيرانية”، حيث شغل كلاهما منصب مسؤول بارز في قاعدة “نوح” البحرية تحت قيادة، “حسين علايي”، قائد القوات البحرية لـ”الحرس الثوري”، آنذاك.

قائد القوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية الأدميرال علي فدوي

فكان “سلامي”؛ مسؤول العمليات، و”فدوي”؛ مسؤول الاستخبارات. ووضع اللواء “سلامي”؛ والأدميرال “فدوي”، إلى جانب بعضهما في ظل الأوضاع الراهنة، إنما يعكس تقوية الرؤى المتشددة ضد “الولايات المتحدة” داخل صفوف القيادات البارزة لـ”الحرس الثوري”.

الأمر الذي يثير غضبة المرشد، “علي خامنئي”. وجاء تعيين العميد، “محمد رضا نقدي”، في منصب مساعد القائد العام لـ”الحرس الثوري” للشؤون التنسيقية، نظرًا، وقبل أي شيء آخر، لما عرف عنه مواقفه السياسية المتشددة وعقيدته القمعية ضد المعارضين والنقاد.

وترقية “نقدي”؛ إنما تحمل في الغالب رسالة سياسية للمعارضين، مفادها المزيد من الاستعداد لقمع أي احتجاجات مناوئة للحكومة. و”نقدي” لا يعتبر فردًا إستراتيجيًا في الحوزة العسكرية، والحقيقة أن مساعد التنسيق في “الحرس الثوري” إنما يتمتع عمليًا بالقدرة على التنسيق بين القوات الأربع البرية والجوية والبحرية و”فيلق القدس”، وكل من هذه القوات يمتلك حوزة نفوذ مستقلة.

وبالتالي فقد أضحى “نقدي” قائد بارز صاحب خبرات في قمع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية بـ”الجمهورية الإيرانية”؛ ويبدو مع الأخذ في الاعتبار لسوابقه في قيادة قوات “الباسيغ”، باعبتارها منظمة القمع داخل “الجمهورية الإيرانية”، أن النظام و”الحرس الثوري” قد تهيء لمكافحة أي تهديدات على شاكلة التظاهرات الشعبية مستقبلاً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب