19 أبريل، 2024 8:29 ص
Search
Close this search box.

قوة إيران الحقيقية في الشرق الأوسط .. من الجيوسياسية إلى الجيواقتصادية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

المنطقة التي يعرفها الغرب باسم “الشرق الأوسط” تعيش واحداً من أكثر عصورها التاريخية اضطراباً بالشكل الذي يضفي هالة من الغموض على مستقبل هذه المنطقة أكثر من أي وقت مضى.

إذ تبدو حدود اتفاقية “سايكس/بيكو” غير مستقرة, ولاشك أن استفتاء “إقليم كردستان” سيزيد من غموض مستقبل المنطقة, بحسب رؤية المحلل الاقتصادي الإيراني “فريدون خاوند”، التي نشرها مؤخراً عبر تقريره التحليلي الذي نشره موقع “راديو الغد” الأميركي نسخته الناطقة بالفارسية.

وفي الوقت الذي تستطيع فيها دول كـ”العراق وسوريا” العودة إلى حياتها السابقة داخل حدودها القديمة، هناك دول مثل “اليمن وليبيا” تواجه خطر التقسيم.

من الخليج وحتى البحر الأبيض المتوسط..

تعتبر إيران, بالنظر إلى تعدادها السكاني وتاريخها وأبعادها الجغرافية, أحد أهم الدول في الشرق الأوسط، ودورها في المعادلات الإقليمية المعاصرة يزداد بشكل غير متوقع. وبالنظر إلى التطورات الكبيرة داخل إيران وحولها، تزداد اهمية القوة الحقيقية للجمهورية الإيرانية بالنسبة للسلطة الحاكمة والدول الإقليمية والدولية. ويقدم المنظرون الإيرانيون بلادهم باعتبارها القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على وضع قواعد لعبة جديدة في الشرق الأوسط.

ولا أدل على ذلك عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية الإيرانية، هو الوجود والنفوذ الإيراني في “أربع عواصم عربية” هي: “بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء”، والأهم استقرار النفوذ الإيراني داخل سواحل الأبيض المتوسط. وتتفق وجهة نظر المراقبون الغربيون في جزء كبير منها مع الرؤية الإيرانية.

وسوف نعرض فيما يلي لمقال “آلن فراشون”, أحد أهم الكتاب في صحيفة “لوموند” الفرنسية، التي لا يمكن تجاهل رؤيتها حيال قضايا الشرق الأوسط, بسبب نفوذها داخل الأوساط الفرنسية لا سيما وزراتي الدفاع والخارجية.

يقول “آلن”: “تسيطر إيران, بالنظر إلى مكانتها غير المسبوقة في الشرق الأوسط، على ممر ترابي ممتد بين الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، ولا يحتاج الإيرانيون إلى تأشيرة للمرور على هذا الممر”. ومن وجهة نظره تفتقر الجبهة السنية إلى الوحدة, فيما نجحت إيران في التقارب مع بعض أعضاء هذه الجبهة مثل “تركيا وحماس وقطر”.

لكن يحذر “آلن” من مبغة نمو النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. ويتدخل “فريدون خاوند” قائلاً: “لعله يقصد أن هكذا توسع قد يوحد جبهة خصوم إيران”.

التحول إلى قوة مستقرة..

لكن ينطوي القطع بتفوق القوة الإيرانية في الشرق الأوسط على خطأ كبير, وهو تجاهل الأخذ بالأسس المتبعة في القرن الواحد والعشرين, في تعريف القوة, والذي ينص على مراعاة النقاط الجيواقتصادية إلى جانب الجيوسياسية، فكلاهما مكمل للآخر ولابد من مراعاة الشقين عند تقييم أي قوة.

لقد تجاهل المنظرون الإيرانيون والأجانب, بشكل عام, الضعف الإيراني في الجيواقتصادية. ولكن القوة الحقيقة في عالم اليوم تعتمد على البنى التحتية الاقتصادية القوية، والجمهورية الإيرانية تفتقر تماماً إلى هذا العامل. على سبيل المثال تواجه إيران مشكلة أساسية في المصادر المائية التي هي نبع الحياة لأي دولة. وكان “عيسى كلانتري” وزير الزراعة السابق والرئيس الحالي لمنظمة الحفاظ على البيئة, قد أعلن: “إن قطاعاً عريضاً من الشعب سوف يترك إيران إذا لم تُحل مشكلة المياه”.

ثمة عوامل أخرى مثل قيام الاقتصاد الإيراني على العوائد النفطية، الضعف الشديد لقطاع الصناعة، والبطالة والفساد، والحرمان من البنى التحتية الاقتصادية كالشبكات المصرفية الحقيقية، والتجارة الخارجية وضعف المال وغيرها, يعوق إيران عن التحول إلى قوة حقيقية في المنطقة، ليس هذا فقط وإنما هي مهددة بالانهيار من الداخل.

فقبل أربع سنوات كانت وطأة خطر العقوبات النووية, وهي النقطة التي أشار إليها الرئيس الإيراني “حسن روحاني” بقوله: “قلة قليلة يستطيعون انكار حقيقة أن البلاد كانت على وشك الافلاس المالي عام 2013، ولو انهارت الصادرات النفطية آنذاك لواجهت الحكومة مشكلة كبيرة في توفير المتطلبات الأساسية للشعب. حينها بلغ التضخم مرحلة غير مسبوقة وازداد الغضب وتراجع سعر العملة المحلية إلى أربع أضعاف أو أكثر”. فهل تستطيع دولة بهذا الضعف أن تضطلع بدور القوة المسيطرة على مصير الشرق الأوسط ؟.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب