26 أبريل، 2024 10:17 ص
Search
Close this search box.

قوارب منظمات إنقاذ المهاجرين .. سيارات أجرة أم عمل إنساني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يبتلع “البحر المتوسط”، كل يوم، عشرات المهاجرون غير الشرعيون، القادمون من “ليبيا” تحديدًا، ودول شمال إفريقيا عمومًا، إلى أعتاب “أوروبا”، وبينما تتمكن عصابات الهجرة غير المشروعة من تضخيم أرباحها بنقل المزيد من الضحايا على متن قوارب متهالكة، تسعى منظمات الإغاثة إلى إنقاذ من يتمكنون من إنقاذهم، ومع ذلك تتعرض هذه المنظمات إلى معارضة من جانب بعض التيارات اليمينية في الداخل الأوروبي؛ إذ تعتبر أن عملها مكملًا لما تبدأه العصابات وأن العملية برمتها تُعد غزوًا يجب مواجهته.

انتشر في الآونة الأخيرة؛ في خطابات بعض السياسيين التابعين لليمين المتطرف الأوروبي الإشارة إلى وجود تعاون بين منظمات الإغاثة غير الحكومية وعصابات الهجرة غير المشروعة، وزير الداخلية الإيطالي، “ماتيو سالفيني”، يرى أن السفن التي تديرها منظمات الإنقاذ أصبحت “سيارات أجرة” للمهربين، تنقل المهاجرين إلى “أوروبا”، مشيرًا إلى أن دورها يدعم الهجرة غير الشرعية، ونسخ حزب “فوكس” الإسباني تلك الرواية؛ ووصف منظمتي (أوبن آرمز) و(أطباء بلا حدود)، بالعصابات.

انتشرت تلك الرواية كالنار في الهشيم، خاصة بين أوساط المعارضة للهجرة وللمهاجرين في “أوروبا”، حتى دون تقديم أي أدلة تثبت صحتها، لكن الحقيقة تكشف كذبها، إن عصابات الهجرة غير الشرعية تنقل المهاجرين في قوارب قُبالة السواحل الليبية، دون معرفة مسبقة بوجود قوارب تابعة لمنظمات إغاثية.

محاولات للهجرة دون قوارب إغاثية..

كشفت بيانات “منظمة الهجرة الدولية”؛ أنه خلال الفترة من الأول من كانون أول/يناير وحتى 20 آب/أغسطس الجاري، حاول 7531 مهاجر التسلل من خلال السواحل الليبية على متن قوارب العصابات دون وجود أي قوارب تابعة لمنظمات إغاثية، بينما أبحر 1961 فقط في وجود قارب إنقاذ واحد على الأقل في المياه الدولية بالقرب من السواحل الليبية، ويعني ذلك أن أغلبية المهاجرين نُقلوا بواسطة عصابات الهجرة في ظل عدم وجود “سيارات أجرة” في عرض البحر، بحسب تعبير “سالفيني”، بعض هؤلاء تمكن خفر السواحل من رصدهم وإعادتهم أو غرقوا والبعض الآخر استطاع الوصول إلى جزيرة “لنبذوشة” الإيطالية القريبة من الأراضي الإفريقية، أو إلى “مالطا” بوسائلهم الخاصة.

اليمين المتشدد يشير إلى تنسيق.. 

يصور الخطاب اليميني المتشدد الأمر؛ كما لو كانت محاولات الهجرة غير الشرعية تتم وفق تنسيق عالي المستوى بين منظمات الإغاثة وعصابات الهجرة، وأن كل قارب نفخ يحمل مهاجرين ينتظره ما يضاهيه من القوارب الإغاثية في عرض البحر، من أجل الإنقاذ وإتمام المحاولة بنجاح، ويستشهد بعض المتشددين بصور تظهر قوارب منظمات غير حكومية، مثل (أوبن آرمز)، وهي تقل مهاجرين وتحملهم إلى الحلم الأوروبي، لكن الأرقام والبيانات تشير إلى عدم وجود تنسيق، وإلا لِم يغرق مهاجر واحد ولم يتمكن خفر السواحل من إعادة أحدهم إلى البلاد بخفي حُنين ؟!

ولا يخفى على أحد أن عصابات الهجرة الشرعية لا تهتم كثيرًا بأمر سلامة المهاجرين، إنهم يقذفون بهم في عرض البحر وهم يعلمون أن إحتمالية أن يتم إنقاذهم إذا ما غرق القارب ضعيفة للغاية.

الأزمة أثمرت فرص عمل في ليبيا..

في “ليبيا”، التي باتت بلدًا فاشلًا، أثمرت الأزمة فرصتين عمل جديدتين الأولى؛ أن تعمل في إحدى عصابات الهجرة، والثانية؛ أن تصبح ناشطًا تناهض الإتجار بالبشر، وفي بعض الأحيان يقوم بالدورين نفس الأشخاص، وأمام الأزمة التي أفتعلتها سيولة المهاجرين، قرر “الاتحاد الأوروبي” معالجة الأمر خارج بلاده، لنبدأ من “ليبيا”؛ فقام الاتحاد بتدريب 200 من خفر السواحل الليبية من أجل التمكن من إحكام السيطرة على الشواطيء، في الوقت الذي دفعت فيه “إيطاليا” مبالغ كبيرة للغاية للميليشيات الليبية كي تتوقف عن ممارسة هذا العمل، لكن كل هذه الجهود لم توقف شيطان الهجرة، ليس فقط هجرة الأشخاص، وإنما أيضًا تقوم بعض العصابات المسلحة بتهريب الأسلحة والمواد المخدرة عبر “البحر المتوسط”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب