خاص: كتبت- نشوى الحفني:
جاءت “قمة لندن”؛ والاستقبال الحافل للرئيس الأوكراني؛ “فلاديمير زيلينسكي”، رد اعتبار بعدما خرج مطرودًا من “البيت الأبيض”؛ بعد مشَّادة كلامية بينه وبين الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”.
خلال القمة؛ قال المستشار الألماني؛ “آولاف شولتس”، الأحد، إن وقف القتال يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمحادثات سلام محتملة لـ”أوكرانيا”.
وأضاف “شولتس”؛ لصحافيين، بعد اجتماع لزعماء أوروبيين في “لندن”: “سيكون من المُفيّد للغاية أن يتوقف القصف، سيكون هذا نقطة انطلاق أيضًا لمحادثات يُمكن أن تستمر بعد ذلك”.
وقال إن حلفاء “أوكرانيا” سيُركزون على أن يكون لديها جيشٍ قوي عندما تنتهي الحرب هناك، حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان مستقبلي، مضيفًا: “تكوين جيش قوي هو الأساس لكل شيء”.
دعم بريطاني لأوكرانيا..
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني؛ “كير ستارمر”، أن “المملكة المتحدة” ستخصَّص (1.6) مليار جنيه إسترليني؛ (ملياري دولار)، لتزويد “أوكرانيا”: بـ (05) آلاف صاروخ دفاع جوي، في إطار دعمها المستَّمر لـ”كييف” في مواجهة الهجمات الروسية.
وطالب “ستارمر”؛ “أوروبا”، بتحمل: “العبء الأكبر” في “أوكرانيا”، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى: “دعم أميركي” كذلك.
خطة سلام “بريطانية-فرنسية”..
وقال؛ إن “بريطانيا وفرنسا” تعملان على صياغة خطة سلام مستَّدامة في “أوكرانيا”، تحظى بدعم “الولايات المتحدة”، وستَّعرض لاحقًا على الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”.
وصرح قائلًا: “الخطة القائمة ما كنت لأمضي بها قُدمًا لو لم أكن أعتقد أنها ستحظى بدعم واشنطن، وتحديدًا الرئيس؛ ترمب، الذي اتفقت معه على ضرورة تحقيق سلام مستَّدام وقوي في أوكرانيا، يُنهي الحرب مع روسيا، ولا يسمح لها بمهاجمة جارتها في المستقبل”.
دعم عسكري.. وضغط اقتصادي..
وأضاف رئيس الحكومة البريطانية العمالي؛ أن بلاده ستواصل الدعم العسكري لـ”أوكرانيا” والضغط الاقتصادي على “روسيا”، حتى تمكين “كييف” من موقف قوة يخولها التفاوض مع “روسيا” بأريحية، تضمن لها سلامًا مستَّقرًا، وسيّادة كاملة على أراضيها.
ولتعزيز فرص نجاح الاتفاق؛ قال “ستارمر”، إن “بريطانيا” وحلفاءها الأوروبيين، وغيرهم من الراغبين في دعم “أوكرانيا”، سيُشكلون معًا تحالفًا للدفاع عنها، مع توفير ضمانات حقيقية لعملية السلام المحتملة، مع ضرورة إشراك “روسيا” فيها.
ولتضيّيق الهوة بين “أوكرانيا” و”أميركا”، بعد مشّادة “ترمب” و”زيلينسكي” الأخيرة؛ في “البيت الأبيض”، قال “ستارمر”: “نُريد أن نمضّي مع أوكرانيا والولايات المتحدة باتجاه السلام”.
ودافع “ستارمر”؛ في تصريحاته عن خطته الموعودة، قائلًا: “إنها تستَّحق الدعم”.
وشدّد “ستارمر” على ضرورة تعزيز العلاقات “الأوروبية-الأميركية”، قائلًا: “علينا أن نُبقي على ارتباطنا بالولايات المتحدة، لأنه الطريق الوحيد لأمن أوروبا”.
وأتت تصريحات “ستارمر” في قمة عقدها في “لندن”، أمس الأول، بحضور (15) من قادة الدول الحليفة لـ”أوكرانيا”، والرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”.
استخدام الأصول الروسية..
وعقب تصريحات “ستارمر”؛ قال وزير الدفاع الأوكراني؛ “رستم عميروف”، إن “بريطانيا” أبدت استعدادها لزيادة المساعدات العسكرية، كما أعلنت عن استعدادها لمشاركة الأوروبيين في دعم قواتنا المسلحة.
وقال وزير الدفاع الأوكراني؛ إنه استعرض مع نظيره البريطاني؛ “جون هيلي”، آفاق شراء أسلحة باستخدام أرباح الأصول الروسية المصادرة.
إعادة تسليح أوروبا..
كذلك، خلصت “قمة لندن” إلى اتفاق على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي لدول “أوروبا”، من أجل إعادة تسّليح القارة سريعًا.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية؛ “أورسولا فون دير لاين”، ضرورة إعادة تسّليح القارة: “بشكلٍ عاجل”، وقالت للصحافيين إنها ستُقدم: “خطة شاملة حول طريقة إعادة تسليح أوروبا”، خلال قمة الدفاع الخاصة بـ”الاتحاد الأوروبي”؛ المَّقررة الخميس المقبل، مشيرة إلى الحاجة لزيادة الإنفاق الدفاعي: “على فترة زمنية طويلة”.
وأوضحت أن القادة أجروا مباحثات: “جيدة وصريحة”؛ وناقشوا الحاجة إلى: “ضمانات أمنية شاملة” في “أوكرانيا” بالمستقبل، كما بحثوا: “المرونة العسكرية”.
وأضافت أنه في موازاة ذلك: “من المهم الآن؛ أن نُزيد إنفاقنا الدفاعي في أوروبا وأن نستعد للأسوأ”.
وقالت ردًا على سؤال عن الرسالة التي تُريد بعثها إلى “الولايات المتحدة”: “من مصلحتنا المشتركة منع الحروب مستقبلًا. نحن مستعدون معكم للدفاع عن الديمقراطية وعن مبدأ دولة قانون وألا يجوز غزو بلد مجاور أو تغييّر الحدود بالقوة”، حسّب (فرانس برس).
زيادة الإنفاق الدفاعي..
من جانبه؛ قال رئيس الوزراء البولندي؛ “دونالد توسك”، إن المشاركين في “قمة لندن”: “أعلنوا استعدادهم لزيادة الإنفاق الدفاعي”.
وأضاف أن جميع الزعماء في “قمة لندن” يرغبون في أن تكون العلاقات مع “أميركا”: “جيدة قدر الإمكان”.
من جهته؛ قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي؛ “مارك روته”، إن بعض القادة الأوروبيين وضعوا خططًا جديدة لم يُكشف عنها للإنفاق الدفاعي خلال اجتماع “لندن”، وأضاف أن الأمر متروك للقادة الأوروبيين للكشف عن هذه الخطط.
وأكد أن “الولايات المتحدة”: “مُلتزمة” بحلف الـ (ناتو)، موضحًا أن: “النبأ الجيد؛ هو أن المزيد من الدول الأوروبية ستُعزّز إنفاقها الدفاعي”.
رئيس أوكراني جديد..
أما الجانب الأميركي كان له رأي آخر؛ حيث قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض؛ “مايك والتس”، الأحد، إن “الولايات المتحدة” بحاجة إلى رئيس أوكراني على استعداد للتوصل إلى سلامٍ دائم مع “روسيا”، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، مستَّعدًا لذلك.
وبعد يومين من مشَّادة مثيرة للجدل في “المكتب البيضاوي”، بين الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، ونائبه الرئيس؛ “جيه. دي. فانس”، وبيّن “وزيلينسكي”، قال “والتس” إن “واشنطن” تُريد التوصل إلى سلامٍ دائم بين “موسكو” و”كييف”، يتضمن تنازلات عن أراضٍ، في مقابل ضمانات أمنية بقيادة “أوروبا”.
وعندما سُئل في برنامج “ستيت أوف ذي يونيون” على شبكة “سي.إن.إن” عما إذا كان ترامب يريد استقالة زيلينسكي، قال والتس: “نحن بحاجة إلى زعيم يمكنه التعامل معنا، والتعامل في النهاية مع الروس وإنهاء هذه الحرب”.
وأضاف: “إذا اتضح أن الدوافع الشخصية أو الدوافع السياسية للرئيس؛ زيلينسكي، تختلف عن إنهاء القتال في بلاده، فأعتقد أننا نواجه مشكلة حقيقية”.
كما عبّر رئيس مجلس النواب؛ “مايك جونسون”، عن اعتقاده بأنه سيكون من الضروري أن يكون لـ”أوكرانيا” قائد مختلف، إذا لم يمتّثل “زيلينسكي” للمطالب الأميركية.
وقال زعيم الجمهوريين في “الكونغرس” لبرنامج (ميت ذا برس)؛ على شبكة (إن. بي. سي): “يجب أن يتغير شيء ما. إما أن يعود إلى رشده، ويعود إلى الطاولة بامتنان، أو ستكون هناك حاجة إلى قائد آخر للبلاد للقيام بذلك”.
تعليق “اتفاق المعادن”..
وكشفت المشَّادة غير العادية في “المكتب البيضاوي”، يوم الجمعة، عن التوتر بين “زيلينسكي” و”ترمب” علنًا، ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاق بين طأوكرانيا” و”الولايات المتحدة” لتطوير الموارد الطبيعية لـ”كييف” بشكلٍ مشترك، وتُرك معلقًا.
وقال “والتس”: “ليس من الواضح لنا ما إذا كان الرئيس زيلينسكي؛ مستَّعدًا للتفاوض وبحسَّن نية لإنهاء هذه الحرب”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي؛ “ماركو روبيو”، في برنامج (ذيس ويك) على شبكة (إيه. بي. سي)، أنه لم يتحدث إلى “زيلينسكي”؛ منذ يوم الجمعة.
وقال “روبيو” أيضًا إنه لم يتحدث إلى نظيره الأوكراني؛ “أندريه سيبيها”، منذ المشَّادة الكلامية بين “ترمب” و”زيلينسكي”؛ في “البيت الأبيض”، وما أدت إليه من عدم توقيع اتفاق متوقع بشأن المعادن.
وأضاف “روبيو”؛ في المقابلة: “سنكون مستَّعدين لمعاودة التواصل عندما يكونون مستَّعدين للسلام”.
وقالت السناتور الديمقراطية الأميركية؛ “إيمي كلوبوشار”، في البرنامج نفسه إنها شعرت: “بفزع” من المشَّادة في “المكتب البيضاوي”، وإنها التقت بـ”زيلينسكي” قبل ذهابه إلى “البيت الأبيض”؛ يوم الجمعة، وكان متحمسًا لتوقّيع اتفاق.
وأضافت: “لا يزال هناك مجال للتوصل إلى اتفاق سلام”.