28 مارس، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

“قمة سوتشي الثلاثية” .. شكوك حول نجاحها ولكنها تعزز نفوذ “بوتين” بالمنطقة وتحافظ على بقاء “الأسد” في السلطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تشهد الأزمة السورية حراكاً دولياً على كافة المستويات والأطراف المشاركة والمعنية بالأزمة، فبعد أن استدعى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” نظيره السوري “بشار الأسد”، الإثنين الماضي، ليتفقا على سبل التسوية السياسية التي سيكون “الأسد” جزء منها، عقد “بوتين” في اليوم التالي قمة ثلاثية مشتركة (روسية – تركية – إيرانية) لإستكمال الاتفاق الذي حدث بينه وبين “الأسد”، خاصة وأن الرئيس الروسي مصراً على إشراك كافة الأطراف فقام بالإتصال بالرئيس الأميركي “دونالد ترامب” والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وخادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز”، وأطلعهم على ما تم الاتفاق عليه مع “الأسد”.

خلال القمة الثلاثية بـ”سوتشي”، اتفق الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ونظيراه التركي، “رجب طيب أردوغان”، والإيراني، “حسن روحاني”، على بدء العمل بإطلاق حوار سوري وطني شامل.

قائلاً “بوتين”، في مؤتمر صحافي مشترك عقب القمة، الأربعاء 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2017: “إن روسيا وإيران وتركيا تواصل العمل الوثيق على تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، والتطبيق المستدام لخفض التصعيد، ورفع الثقة بين أطراف الأزمة”.

تفعيل الحوار السوري الشامل..

مشدداً “بوتين”: “وفي هذا السياق قمنا برسم الخطوات ذات الأولوية الخاصة بتفعيل الحوار السوري الشامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

مشيراً “بارتياح” إلى أن “كلاً من رئيسي إيران وتركيا أيدا المبادرة الخاصة بعقد المؤتمر السوري العام للحوار الوطني في سوريا”، موضحاً أن المشاركين في قمة سوتشي “اتفقوا على إجراء هذه الفعالية بالغة الأهمية على مستوى مناسب مع ضمان مشاركة ممثلين عن الشرائح الواسعة للمجتمع السوري فيها”.

وأكد الرئيس الروسي على أنه من المخطط، خلال هذا المؤتمر، “جمع ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية، والمعارضة الداخلية والخارجية، والطوائف العرقية والدينية، حول طاولة المفاوضات”.

هيكلة الدولة السورية..

مشدداً الرئيس الروسي على أن “المؤتمر سينظر في القضايا المحورية للأجندة الوطنية العامة في سوريا”، مبيناً أن من بينها، بالدرجة الأولى، “تلك التي تتعلق بوضع معايير لهيكل الدولة السورية المستقبلية، وتبني دستور جديد، وعلى أساسه إجراء انتخابات بمراقبة من قبل الأمم المتحدة”.

وذكر “بوتين” في هذا السياق أنه أبلغ كلاً من “روحاني” و”أردوغان” بنتائج لقائه الرئيس السوري، “بشار الأسد”، في سوتشي، يوم الإثنين الماضي.

حل سلمي للأزمة السورية..

موضحاً: “أشرنا إلى تمسك القيادة السورية، الذي تم تأكيده لنا، بمبادئ الحل السلمي للأزمة السياسية، واستعدادها لإجراء الإصلاح الدستوري، وانتخابات حرة بإشراف من قبل الأمم المتحدة”.

إعادة إعمار سوريا..

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الروسي أن أطراف “قمة سوتشي” اتفقت أيضاً على بذل الجهود لتحفيز الدول الأخرى للانضمام للعمل على إعادة إعمار سوريا.

قائلاً “بوتين” في هذا السياق: “إننا وخلال مفاوضات اليوم لم نهمل كذلك قضية إعادة إعمار سوريا اجتماعياً واقتصادياً، ويجب القيام بعمل كبير يتمثل حقاً بمساعدة السوريين في إعادة إنشاء البنية التحتية، وإحياء قطاعات الصناعة والزراعية والتجارة، وإعادة فتح المنشآت العامة مثل المستشفيات والمدارس ورياض الأطفال”.

وشدد على “الأهمية المبدئية لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للسكان عدة مرات، وتطهير أراضي سوريا من الألغام بشكل كامل، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي”.

مضيفاً أن أطراف المحادثات في “سوتشي” اتفقت على “فعل كل شيء ممكن لتحفيز انضمام الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية والدولية إلى هذا العمل”.

مرحلة نوعية جديدة..

معلناً “بوتين” أنه “وفقاً لرأينا المشترك فإن النجاحات في ميدان القتال، التي تعجل تحرير كامل أراضي سوريا من قبضة المسلحين، تفتح مرحلة جديدة نوعية في تسوية الأزمة بشكل عام”.

مضيفاً: “أقصد هنا وجود آفاق حقيقية لتحقيق التطبيع الشامل وطويل الأمد في سوريا، ووضع المبادئ السياسية للدولة في المرحلة بعد النزاع، وهو الأمر الذي يعتمد عليه البيان المشترك المتفق عليه نتيجة محادثاتنا”.

وفي ختام كلمته، أعرب “بوتين” عن أمله في أن الاتفاقات، التي تم التوصل إليها في القمة، “ستسهم في التسريع الحقيقي لعملية التسوية السورية، وخفض مخاطر وقوع نزاعات جديدة وتصعيد الخلافات العرقية والدينية، وبالتالي ستؤثر بشكل إيجابي جداً على الوضع في منطقة الشرق الأوسط”.

تأييداً لمبادرة الحوار..

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، خلال المؤتمر الصحافي ذاته، أن إيران وتركيا تؤيدان المبادرة الخاصة بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.

قائلاً: “الهدف الأساسي لقمتنا الثلاثية في سوتشي هو عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري … قمنا بالإعلان عن مواقفنا، وأعربت كل الدول الـ 3 عن دعمها لعقد مؤتمر الحوار الوطني علناً، في سوتشي”.

مضيفاً “روحاني” أن إيران وروسيا وتركيا اتفقوا على إجراء لقاءات على مستوى وزراء الخارجية، وكذلك ممثلين عن الهيئات الخاصة لهذه الدول لضمان الظروف الملائمة لعقد المؤتمر.

مشدداً على أن الأطراف الـ 3 تأمل في أن “يصبح هذا المؤتمر خطوة جديدة في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا”، وإجراء انتخابات حرة في البلاد على أساس الدستور.

توافق في محاربة الإرهاب..

في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني على أنه “تم تدمير الجزء الأكبر من قواعد تنظيم داعش في سوريا والعراق”، مشيراً إلى أن ثمة “توافقاً في المنطقة بخصوص محاربة الإرهاب”.

لافتاً إلى أن “الإرهاب لا يجب أن يكون أداة في أيدي أي دولة، وإلا فسيتحول إلى تهديد للدول في كل الظروف”، مشدداً في هذا السياق على أن “داعش” يهدد حالياً الدول، التي ساعدته في وقت سابق.

وأكد “روحاني” على أن إيران وروسيا وتركيا “تدعو العالم لتقديم الدعم لإحلال السلام في سوريا وضمان ظروف لإعادة إعمارها”.

بصيص أمل لتحقيق الإستقرار..

بدوره، أعلن الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، أن نتائج القمة الثلاثية في “سوتشي” تتيح “بصيص أمل لتحقيق الإستقرار في سوريا”.

مضيفاً بالقول: “بياننا المشترك اليوم خطوة أولى تعكس أسس تعاوننا، لكن نجاح هذا الجهد منوط بمواقف الأطراف السورية المعنية في مقدمتها النظام والمعارضة”.

لا حوار مع “سوريا الديمقراطية”..

في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، قال الرئيس التركي: “لا ينبغي لأحد أن ينتظر منا الجلوس تحت سقف واحد مع تنظيم إرهابي يستهدف أمننا القومي … توصلنا إلى اتفاق في الآراء بشأن تقديم دعم لتفعيل عملية سياسية شاملة وحرة وشفافة تجري بقيادة واستضافة الشعب السوري، كما ينص على ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254”.

آملاً “أن يكون لهذا التعاون المثمر بين دولنا أثر إيجابي على المنطقة بأسرها، وأن يحد من التوتر في المنطقة وخطر الإنشقاق الطائفي”.

مضيفاً: أنه “إذا كنا نؤكد إلتزامنا بوحدة تراب سوريا ووحدتها السياسية فلا يمكننا رؤية عصابة أيديها ملطخة بالدماء تسعى لتقسيم هذا البلد كلاعب أساسي”.

تطبيع الأوضاع في سوريا..

في سياق متصل، قال “أردوغان” إن أطراف “قمة سوتشي” شددت على أن إنشاء مناطق خفض التصعيد لعبت الدور الرئيس في تطبيع الأوضاع في سوريا.

مؤكداً على ضرورة إتخاذ خطوات تسهم في تطوير نتائج مفاوضات “جنيف” حول سوريا بناء على عملية “آستانة”.

وتهدف “قمة سوتشي” الثلاثية التي جاءت بعد يوم واحد من زيارة رئيس النظام السوري “بشار الأسد” إلى موسكو، “للعمل من أجل تسوية بعيدة الآمد للنزاع” في سوريا، وتأتي قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد في “جنيف”.

وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجري في “آستانة” بين المعارضة السورية والنظام، نجحت في إقامة “مناطق لخفض التوتر” في إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.

وجرت سبع جولات محادثات في “آستانة” هذه السنة؛ جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلين عن النظام والمعارضة السورية، وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات “جنيف” تراوح مكانها.

مفاوضات المعارضة في الرياض..

من جهة أخرى، تجتمع قوى المعارضة السورية في الرياض، الأربعاء، لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات “جنيف”، التي ستتناول مسألتي الدستور والانتخابات في سوريا، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثنى مصير “بشار الأسد”.

وأتاح التدخل العسكري الروسي عام 2015 لقوات النظام السوري إستعادة مدينة “تدمر” من تنظيم “داعش”، ثم إستعادة شرق “حلب” من الفصائل المسلحة المعارضة، وبعدها إستعادة مدينة “دير الزور” من التنظيم المتظرف وأخيراً مدينة “البوكمال” آخر مدينة تقع تحت تنظيم “داعش” في سوريا.

النظام السوري يرحب..

من جانبها، رحبت الحكومة السورية، بالبيان الختامي للقمة الثلاثية، قائلاً مصدر رسمي فى وزارة الخارجية والمغتربين السورية فى تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): “انطلاقاً من حرص الجمهورية العربية السورية على دعم أي عمل سياسي يحترم سيادة واستقلال ووحدة أراضيها؛ ويسهم فى حقن الدم السوري ترحب الحكومة السورية بالبيان الختامي للقمة”.

مضيفاً: “أن هذه القمة تأتي إستكمالاً للقمة الروسية السورية وما تمخضت عنه فيما يتعلق بالاتفاق على مواصلة مكافحة الإرهاب والمبادئ الأساسية لتنظيم المسار السياسي للأزمة فى سوريا وعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري وتشكيل لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات البرلمانية لاحقاً”.

تعزز نفوذها بالشرق الأوسط.. وتحافظ على بقاء “الأسد” في السلطة..

صحيفة (الواشنطن تايمز) الأميركية؛ ترى إن روسيا تعزز نفوذها بالشرق الأوسط من خلال خطة السلام التي طرحتها لإنهاء الحرب في سوريا.

مضيفة أن خطة السلام التي طرحها “بوتين” وعرضها على زعماء العالم، وفقاً لـ(الواشنطن تايمز)، ستحافظ على بقاء “الأسد” في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية والنيابية الجديدة.

وتنقل الصحيفة الأميركية عن “جيم فيليبس”، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، قوله إن التطورات بعد هزيمة تنظيم الدولة وهزيمة بعض الفصائل المدعومة أميركياً، تجعل من بقاء “الأسد” في السلطة أمراً مرجحاً.

موضحاً “فيليبس” أن “الحملة الجوية الروسية والدعم الإيراني البري أنقذا نظام الأسد وتمت هزيمة المعارضة. بوتين اليوم يجلس في مقعد السائق بسوريا، في حين ركزت أميركا على هزيمة تنظيم الدولة وليس الأسد”.

لن يستمر النشاط الأميركي..

مضيفاً: أنه “الآن وبعد أن تمت هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، فإنه ليس من المرجح أن تبقى أميركا نشطة في هذه البلاد”.

وتقول (الواشنطن تايمز) إن مصير “الأسد” لا يزال يشكل، على ما يبدو، حجر عثرة أمام التوصل إلى تسوية شاملة، ولكن المؤكد أن عملية السلام في سوريا تُكسب روسيا نفوذاً جديداً في الشرق الأوسط.

مضيفة أن القوات الروسية وقفت مع جيش النظام السوري؛ على الرغم من “الفظاعات” التي ارتكبها جيش النظام، وضمنها استخدام الأسلحة الكيماوية.

شكوك حول نجاح مبادرة “بوتين”..

فيما تقيم خبيرة شؤون الشرق الأوسط، “مورييل أسيبورغ”، في شك كبير فرص نجاح مبادرة “بوتين”، موضحة أنها لا ترى نهاية للحرب الأهلية. فالرئيس “بوتين” يحاول تحويل الهيمنة العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي حصلت عليها روسيا في سوريا إلى حل للنزاع. وهذا لا يعني بأن المعارك انتهت فعلاً. وهذا يقابله الكثير من المصالح العسكرية التي يريد النظام، وكذلك بعض الفاعلين الإقليميين الآخرين فرضها.

وحول إدراج “عمليات سياسية”، ترى أنه من ناحية هو يعني بذلك “عملية آستانة”. فهذه المبادرة أطلقها في بداية هذا العام بالإشتراك مع تركيا وإيران. ومن هذه العملية انبثقت أربع ما يسمى “بمناطق خفض التوتر”. وفي هذه المناطق تحاول الأطراف تهدئة الوضع بين النظام والمتمردين من خلال وقف لإطلاق النار مع أمل توسيع وقف إطلاق النار ليشمل كافة البلاد. ومن خلال عقد “مؤتمر الشعوب السورية” هو يريد إطلاق نوع من الحوار الوطني. وفي هذا الإطار يُراد الجمع بين مجموعات المعارضة والمجموعات المقربة من النظام. لكن يجب القول بأنه لم نسمع شيئاً عن هذه المجموعات الكثيرة.

تحاول الحصول على أكبر قدر من الشرعية..

مشيرة “أسيبورغ” إلى أنه لا يمكن التحدث عن الديمقراطية، لكن روسيا تحاول من أجل حل النزاع الحصول على أكبر قدر من الشرعية. وعلى هذا الأساس يجب الإلتزام ببعض الأساليب: يجب اعتماد دستور، ويجب أيضاً تنظيم انتخابات. وهل هذه الانتخابات ستكون متطابقة مع معايير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فهذا يبقى مشكوكاً فيه. لا أعتقد بأنه ستكون هناك انتخابات حرة وعادلة تحت مراقبة دولية ولا أن يتم إشراك السوريين في المهجر.

يوجد خطر تصعيد جديد للعنف..

لافتة إلي أن “فلاديمير بوتين” يريد البزوغ في هذا الوضع كخادم سلام ويريد المساهمة فعلاً في حل هذا النزاع وتحقيق السلام. لكنني أشك كثيراً في أن ينجح في ذلك. فالوعي لدى القوى الإقليمية بأننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة لهذا النزاع أدت بقوة إلى أن تحاول هذه القوى فرض مصالحها أيضاً عسكرياً. إنني أرى خطر تصعيد جديد للعنف. فالنظام السوري سبق وأن أعلن مثلاً أنه ينوي السيطرة مجدداً على “الرقة” ومحافظة “إدلب”. ويضاف إلى ذلك خطر تصعيد إقليمي، لاسيما تركيا ستحاول تفادي أن تقوم منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا. وحتى إسرائيل ستحاول فرض مصالحها، ولاسيما تفادي وجود مواقع إيرانية وميليشيات تقودها إيران ـ مثلا “حزب الله” ـ في المنطقة الحدودية مع إسرائيل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب