بعد ساعات تنعقد قمة جوار العراق في بغداد وسوف تتجه الأنظار إلى من سيحضر من إيران والسعودية. ذلك أنه وبعد مناقشات جرت بأكبر قدر من السرية في العاصمة العراقية منذ أبريل ، ستجتمع القوتان المتنافستان في “مؤتمر جيران العراق” الذي ينظمه العراق بدعم وحماسة واضحة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وسيمثل طهران وزير الخارجية الجديد حسين أمير عبد اللهيان. ولم يتم الكشف عن مستوى مشاركة السعودية ، كما لم يتم الكشف عن مستوى مشاركة تركيا ولكن من ناحية أخرى ، أكد الرئيس المصري والملك الأردني عبد الله الثاني ، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، بالفعل حضورهما في هذه المبادرة الدبلوماسية العراقية المكرسة لدعم استقرار البلد المضيف وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط والتكامل الاقتصادي الإقليمي. ولا يتوقع المراقبون انفراجة في المحادثات الإيرانية السعودية أو في الأزمات الإقليمية (لبنان واليمن).
لكن من المؤكد ان لدى مصطفى الكاظمي خططا أمنية مشتركة لمواجهة الإرهاب خاصة مع خبرته في هذا المجال من خلال عمله كرئيس لجهاز المخابرات العراقي بين عامي 2016 و 2020 ، لكن لا يزال من غير الواضح ما الذي يجعل الكاظمي واثقا من أن السعوديين أو الإماراتيين أو حتى المصريين سوف يمدون يد المساعدة إلى مساعدة العراق في هذا الوقت بالذات الذي يبدو فيه العراق أقرب ما يكون إلى أن يتجه ليكون تحت نفوذ إيراني خالص خاصة بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق.
لكن لا شك أن الأجندة الداخلية لعبت دوراً في خطة مصطفى الكاظمي لدعوة هذا المؤتمر الإقليمي حيث يأمل أن تنجح مبادرته في فرض العراق كلاعب إقليمي رائد خاصة فيما يتعلق بالوساطة بين طهران والرياض ، وفي نفس الوقت خططه لتحقيق التنمية الاقتصادية مع مصر والأردن كجزء من رؤيته حول “الشام الجديد”.
وعلى الرغم من أنه لم تتم دعوة سوريا بسبب عداء فرنسا ودول الخليج. لكن بغداد ، أرسلت ، رئيس جهاز الأمن القومي ، فلاح الفياض ، إلى دمشق لتسليم رسالة إلى الرئيس بشار الأسد ، مؤكدة أن سوريا لا تزال شريكًا رئيسيًا للعراق وسط مؤشرات عن رغبة فرنسا وبلدان غربية أخرى في إزاحة بشار الأسد من السلطة في دمشق .