قمة “بغداد 2” .. بين المصالح العراقية والخليجية والتقارب الأميركي والفرنسي ومحاولة إبعاد إيران !

قمة “بغداد 2” .. بين المصالح العراقية والخليجية والتقارب الأميركي والفرنسي ومحاولة إبعاد إيران !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تنطلق؛ اليوم الثلاثاء، في “مركز الحسين بن طلال” في منطقة “البحر الميت” الأردنية، النسخة الثانية من “قمة بغداد”، بتطلعات سياسية واقتصادية جديدة تؤكد ما جاء في النسخة الأولى التي عُقدت في “العراق”؛ خلال آب/أغسطس العام الماضي، وتواكب مستجدات تلتها، فيما أكد “الأردن وكندا” دعمهما إلى: “حل الدولتين” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويستضيف “الأردن” النسخة الجديدة بناءً على قرار صادر عن الأولى، وبدعوة من الملك “عبدالله الثاني”، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، ورئيس مجلس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، وبحضورهما، إلى جانب قادة وممثلي دول ومنظمات إقليمية.

وتُشارك في القمة: دولة “الإمارات وسلطنة عُمان والسعودية والبحرين والكويت ومصر وتركيا”، فيما تأكد حضور أمين عام “جامعة الدول العربية” وأمين عام “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” وممثلون عن “الأمم المتحدة” و”منظمة التعاون الإسلامي”، إضافة إلى “الاتحاد الأوروبي”.

فرصة لتحريك مباحثات إحياء “الاتفاق النووي”..

وأعلن وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، مشاركته في القمة الإقليمية معتبرًا حضورها: “فرصة لتحريك المباحثات في إحياء الاتفاق النووي”، فيما يُشّارك كذلك وزير خارجية الاتحاد الأوروبي؛ “جوزيب بوريل”، ومعاونه؛ “أنريكي مورا”، الذي تولى التنسيق المباشر لمباحثات النووي.

ويحضر الجلسة الافتتاحية: “بصفة ضيف”؛ سفراء الدول العربية ودول “الاتحاد الأوروبي” و”مجموعة العشرين” والأعضاء الدائمين في “مجلس الأمن الدولي” المعتمدين لدى المملكة.

أهداف القمة..

وتتطلع “قمة بغداد للتعاون والشراكة”؛ إلى قرارات تدعم “العراق” وسيّادته وأمنه واستقراره، وتطوير آليات التعاون معه بما يُعّزز الأمن والاستقرار، ويُسّهم في عملية التنمية في المنطقة. وتناقش ضمن أولويات جدولها تحديات تتعلق بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم.

من جهة أخرى؛ أكد العاهل الأردني؛ الملك “عبدالله الثاني”، خلال لقائه في “عمّان”، ووزيرة الدفاع الكندية؛ “أنيتا أناند”، أهمية العمل بشكلٍ فاعل لإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أسّاس حل الدولتين.

وحذّر في السياق ذاته: “من مخاطر إشتعال الأوضاع وتبعات ذلك على أمن المنطقة”.

وأكد الملك “عبدالله” أهمية التعاون بين “الأردن” و”كندا” لدعم “العراق”، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب ضمن نهج شمولي. وأكدت وزيرة الدفاع الكندية دعم بلادها الحلول السياسية لأزمات المنطقة وضرورة العمل على استقرارها. وشددت على الجهود المبذولة لمكافحة تجارة المخدرات عبر الحدود.

توفير الدعم اللازم لـ”العراق”..

من جهته؛ قال الكاتب الصحافي؛ “أشرف العشري”، مدير تحرير جريدة (الأهرام) المصرية، إن الهدف الرئيس لقمة (بغداد 2)؛ توفير الدعم اللازم لـ”العراق” للحفاظ على استقراره، ومواجهته للتنظيمات الإرهابية، في ظل تعرض بعض مناطق البلاد لعمليات إرهابية، فضلًا عن تحصّين “بغداد” من أي تدخلات خارجية.

وأضاف أن القمة سوف تناقش أيضًا ملفات دولية وإقليمية، تتعلق بأمن الطاقة، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون لتنفيذ مشروعات مشتركة داخل “العراق”؛ خلال الفترة المقبلة.

وأوضح مدير تحرير جريدة (الأهرام)، أن سبب وجود “فرنسا”، كقوة دولية، بين حضور القمة، إلى مّدها يد العون ونجاح مشاركتها في القمة السابقة، والتي توجتها بمجموعة من الاستحقاقات لـ”العراق”، تتعلق بتدريب قواته الأمنية، والعمل على مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنه وقع الاختيار على “باريس” لتكون ممثلًا دوليًا في القمة، لما وجد الترشيح من قبول واضح بين الدول الحضور.

“أميركا” لن تترك نفوذها في المنطقة دون حماية..

كما أكد “رائد العزاوي”، رئيس مركز (الأمصار) للدراسات والأبحاث، أن “العراق” الآن لديه أولوية في التعامل مع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ وهذه الأولوية حرص رئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، على الاهتمام بها لإنهاء تحمّل أكثر من ملف كان من أبرزها  ملف السلاح المنفلت والجماعات المسلحة ومواجهة الإرهاب.

وأضاف “العزاوي”؛ في تصريحات لقناة (العربية الحدث)، أن “آلينا رومانوسكي”، السفيرة الأميركية، تُجسّر علاقات مع الشارع العراقي، لكنها في النهاية تصطدم بالسلاح المنفلت من الجماعات والميليشيات والتي هي الآن في هدنة مع السفارة.

وواصل “العزاوي”: “هناك تهديدات وصلت للبيت الأبيض أن يمكن للجماعات أن تعاود مرة أخرى للعنف، واستهداف المصالح الحيوية الأميركية في العراق؛ رغم أن السفيرة تتحرك بشكلٍ حر والسفيرة تتحرك بشكلٍ ديناميكي مختلف عن باقي السفراء الحلفاء للعراق”.

وأوضح “رائد العزاوي”، أن رئيس الوزراء؛ السيد “محمد شيّاع السوداني”، يبحث عن خطة اتفاق على المساعدة مع “أميركا” للاستفادة من قدراتها لإخراج “العراق” من الأزمة الاقتصادية، متابعًا بقوله: “يجب أن نتفق على أن وجود أميركا في العراق ضرورة لوجود ما يُطلق عليه؛ (سلاح المقاومة)، فماذا يمكن للميليشيات أن تقنع الحاضنة الشعبية والشارع غير أنهم يحملون السلاح ضد الاحتلال الأميركي، فإذا خرجت أميركا من العراق فلن تكون هناك بضاعة تُباع لهذا الشارع وستكون بضاعتهم كاسدة”.

وأردف: “هناك شهر عسل بين السفيرة الأميركية وبين الميليشيات، والسفيرة الأميركية تدعم علاقتها مع أشخاص عليهم العقوبات الأميركية في الوقت الحالي، في المقابل إيران تُريد أن تضغط على هذه الميليشيات التي دعمتها في الماضي من أجل أن تمد شهر العسل مع الأميركان؛ وصولاً إلى حل في موضوع العقوبات الدولية بسب الملف النووي المُثّير للجدل”.

وواصل “العزاوي” بقوله: “لا يمكن أن يكون العراق ساحة للصراع بين الطرفين، والسوداني يُريد أن يُبعد العراق عن هذا الصراع، وفي النهاية أميركا لا يمكن أن تترك نفوذها في العراق والمنطقة دون حماية”.

ابتعاد أكثر لـ”إيران” وأذرعها..

وقال “العزاوي” أنه يجب ننتظر حتى يوم 20 كانون أول/ديسمبر؛ مع إنطلاق قمة (بغداد 2)؛ في “عمّان”، والتي يُعتقد أن يحضرها الرئيس الإيراني وهناك زعماء من المنطقة سيحّضرون، سيُحاول “العراق” أن يقول أن استقرار المنطقة من استقرار “العراق”، ويجب أن تقف “إيران” بعيدة ولا تُهدد منطقة “الخليج العربي”؛ وهي أولويات لدى صانع القرار في الخليج و”مصر”؛ لأنها تُريد أن تكون “إيران” أكثر ابتعادًا عن حلفائها وأذرعها في “الخليج العربي”.

واستطرد: “وزير الخارجية العراقي؛ فؤاد حسين، سيذهب إلى واشنطن ولديه ملفات أبرزها تهديد إيران لأمن واستقرار المنطقة”.

واختتم: “نستطيع أن نبتعد عن التدخل الإيراني وأن يجعل خطوط للتواصل مع إيران محددة؛ وألا يكون العراق منطلق لتهديد الخليج ومصر والأردن؛ لأن كل الدول العربية تشعر بالقلق من التهديدات الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة