قلق أممي من التهجير الطائفي واتهام سني للامن بالتواطؤ

 قلق أممي من التهجير الطائفي واتهام سني للامن بالتواطؤ

‎ بينما عبرت الامم المتحدة عن قلقها من تصاعد عمليات التهجير الطائفي القسري وقتل ‏السنة في جنوب العراق فقد اتهم ديوان الوقف السني الاجهزة الامنية بالتواطؤ في تنفيذ هذه العمليات ‏مهددا باحتجاجات تقود الى اغلاق جميع مساجد السنة ومؤسساتهم في وقت اكد المالكي ملاحقة ‏المجموعات التي تقوم بالتهجير والتي قال انها تهدف الى احداث شرخ اجتماعي طائفي يشعل فتنة في ‏البلاد.

قلق اممي من تصاعد عمليات التهجير الطائفي
وعبر نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستن عن القلق البالغ ازاء ‏حالات التهجير الطائفي “في أعقاب تقارير مقلقة وردت في الآونة الاخيرة عن عمليات تهجير قسري ‏تعرض لها أبناء عشيرة آل سعدون في محافظة ذي قار الجنوبية والشبك في محافظة نينوى الشمالية ‏وعمليات القتل التي طالت أبناء الطائفة السنية في محافظة البصرة الجنوبية”.‏
وقال بوستن في بيان صحافي نقله ألمكتب الاعلامي لبعثة الامم المتحدة في العراق “يونامي” ان ‏‏”لجوء الجماعات المسلحة غير المشروعة لاستخدام أساليب العنف والتخويف ضد أبناء الطوائف ‏لاجبارهم على الفرار من ديارهم أمر غير مقبول ويعد انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان الأساسية” . ‏وشدد على ان “هذه الممارسات المثيرة للقلق قد تترتب عليها مخاطر جسيمة تهدد اللحمة الاجتماعية ‏في العراق وقد تعطل الجهود القائمة الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية”.
ودعا بوستن السلطات العراقية الى حماية ابناء جميع الطوائف من الهجمات وضمان سلامتهم وأمنهم ‏وحقهم في عيش حياة خالية من التهديد. ‏

الوقف السني يتهم الاجهزة الامنية بالتواطؤ في تهجير السنة
ومن جهته هدد ديوان الوقف السني باتخاذ “خيارات” عديدة لمواجهة عمليات استهداف أهل السنة ‏ومساجدهم في المحافظات الجنوبية والوسطى ودعا رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي إلى حمايتهم ‏منتقدا صمت وزارة الدفاع والداخلية إزاء هذه الأعمال وشدد على أن الأجهزة الأمنية تعتقل الأبرياء ‏في مناطق حزام بغداد “وتغض النظر” عن “جرائم المليشيات”.‏
وقال رئيس ديوان الوقف السني عبد الغفور السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى الديوان ‏ببغداد إن “العمليات الإجرامية التي تطال أهلنا في المحافظات الوسطى والجنوبية ما هي إلا دليل على ‏بلوغ مرحلة الاستخفاف بالدم العراقي، مما يطلب منا الوقوف بكل حزم أمام هذه العمليات والعبث ‏بأرواح أي ديانة أو طائفة أو قومية”، مؤكدا إن “تلك الأحداث أسفرت خلال الشهرين الماضيين عن ‏استشهاد 242 شخصا وجرح 351 آخرين واستهداف أكثر من 80 مسجدا” .‏
وأضاف السامرائي أن “الديوان وجه عشرات المخاطبات والكتب الرسمية إلى وزارة الداخلية ووزارة ‏الدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى لتوفير الحماية وللائمة ودعاة المساجد إلا أننا لم نلمس إجابة منهما”. ‏ودعا المالكي والأجهزة المختصة إلى “حماية أئمة المساجد ودور العبادة” .. وقال ان “الأجهزة الأمنية ‏تقوم باعتقال العشرات من أهلنا في مناطق حزام بغداد بما يسمى بثأر الشهداء والذين تبين أن غالبيتهم ‏أبرياء، فيما تغض النظر عن جرم المليشيات” مهددا “باتخاذ خيارات أخرى أبرزها غلق المساجد ‏والمؤسسات التابعة للديوان في العراق ليسجل التاريخ صفحة سوداء حانكة في تاريخ البلاد وتحكي ‏للأجيال ظلم الظالمين”.‏
وأكد رئيس ديوان الوقف السني على “وضع أكثر من 5000 حارسا على المساجد ونصب كاميرات ‏مراقبة”، مستدركا بالقول “ولكن لا يمكننا سد حاجة جميع المساجد بسبب كثرة المساجد التي يبلغ ‏عددها أكثر من عشرة آلاف مسجد”. ‏

المالكي : نلاحق المسؤولين عن عمليات التهجير الطائفي
لكن المالكي نفى اليوم حدوث عمليات تهجير واسعة لعوائل في المحافظات الجنوبية واتهم في مؤتمر ‏صحافي من اسماهم بالجهلة والمتواطئين المدفوعين المأجورين لإثارة فتنة طائفية تنفيذا لمؤامرة ضد ‏‏”هذا المذهب او ذاك من اجل احداث شرخ طائفي مجتمعي يستطيع المجرمون التسلل من خلاله لتنفيذ ‏مشاريعهم الطائفية لاحداث فتنة مجتمعية”. ‏
واضاف ان قيادة عمليات محافظات البصرة والكوت والناصرية في الجنوب تتولى حاليا البحث عن ‏المجموعة الارهابية التي قامت بالاعتداء على عشيرة السعدون في محافظة البصرة وعن خلفياتهم ‏وعن الدوافع التي قاموا بها “ولاشك اننا نضع الجريمة التي ارتكبت بحق ابناء عشائر السعدون الذي ‏يتعايشون بمحبة واخوة وسلام في المحافظات الجنوبية في خانة محاولة عودة البعد والصراع ‏الطائفي”.   ‏
واشار الى ان “هناك عوائل عديدة خرجت من المحافظات الجنوبية خوفا على أبنائها، ونحن من جانبنا ‏ندعوهم الى العودة لمحافظاتهم “. واوضح ان القيادات الامنية تمكنت “من مسك رأس خيط  العصابة ‏المجرمة التي ارتكبت الاعتداء على عشيرة السعدون”.‏
واضاف المالكي ان “ما يحصل من اعتداءات على المساجد ورجال الدين يشمل جميع المذهب ‏وينطلق وفق سقف المؤامرة الطائفية التي تريد ان تشعل نار الازمة بين المكونات”. وقال ان “الهدف ‏من كل هذه الممارسات هو لايجاد شرخ في السلم الاجتماعي او الانقسام وفق بعد طائفي حتى تحصل ‏من  ثغرات يستغلها اصحاب الشرخ الذين يريدون ايقاع المجتمع في منزلق خطير”.  ‏
وكانت مديرية الوقف السني للمنطقة الجنوبية قد أعلنت الاثنين الماضي عن إغلاق المساجد التابعة لها ‏في البصرة ازية ذلك إلى عدم حمايتها واستهداف أئمتها ومنتسبي الوقف في المحافظة. واستنكرت ‏مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية  حوادث الاغتيالات التي تعرض لها أبناء الطائفة السنية ‏مؤخراً في محافظة البصرة .‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة