13 يوليو، 2025 10:25 م

قطر .. تصعيد يحيي أزمة متجددة مع السعودية والإمارات

قطر .. تصعيد يحيي أزمة متجددة مع السعودية والإمارات

كتب – محمود زين :

احتدم التراشق الإعلامي في الخليج بعد نشر موقع وكالة الآنباء القطرية تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، أثارت حفيظة الكثير رغم صدور تكذيب لها.

بحسب محللين، من المتوقع أن تمر قطر بأوقات صعبة خلال الأيام المقبلة في ضوء عمل بعض أشقائها العرب على تأليب الرأي العام الداخلي فيها والخارجي في المنطقة ضد حكومتها، بالإضافة إلى محاولة منع وصول صوتها لتبرير موقفها إلى الشعوب العربية بحجب بعض أبرز مواقعها الإخبارية.

الحملات المستعرة في دول خليجية مثل السعودية والإمارات ربما لا تستهدف فقط صناعة رأي عام موجهة وإنما تمهيد الأرض أمام عمل مرتقب لأعضاء من “مجلس التعاون الخليجي” ضد الدوحة.

يرى بعض المحللين في السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر هي حقيقية بشكل تام وأن القول بإن موقع الوكالة قد تعرض لهجوم إلكتروني مجرد محاولة لامتصاص موجة الغضب التي ولدتها.

ويعتقد آخرون أن ثمة محاولات تجري على الأرض لحصار قطر تمهيداً لعمل أكبر، ويتجلى ذلك في عدم الالتفات إلى الرد القطري والمضي قدماً في مهاجمة البلد العربي ومحاولة تأليب الرأي العام الداخلي على الحكومة والعمل على حصار وسائل الإعلام القطرية ومنع وصول الصوت القطري إلى كافة البلدان بهدف صياغة رأي عام يمضي في اتجاه معين عبر حجب أبرز مواقعها الإلكترونية وأوسعها انتشاراً.

تصريحات أمير قطر..

ذكرت الوكالة القطرية في البداية – قبل العودة للتكذيب – أن أمير البلاد قال إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها، كما أدان وضع جماعة “حزب الله” و”حركة حماس” على قائمة الإرهاب باعتبارهما حركتي مقاومة، واتهم كلاً من السعودية والإمارات والبحرين بالتحريض على قطر واتهامها برعاية الإرهاب.

تكذيب التصريحات..

أعلنت الخارجية القطرية والمكتب الإعلامي للحكومة القطرية أن موقع وكالة الآنباء “قنا” قد تعرض لهجوم إلكتروني وتم خلال الاختراق نشر هذه التصريحات.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية القطري: “لا دليل لدينا حول منشئ الهجوم الإلكتروني، لكن فور حصولنا على أدلة كافية، يمكن أن تُقدم أمام القضاء، كدعوى، فهذا سيتم وفق الإجراءات القانونية المعتمدة”.

وأضاف: “هناك قوانين دولية تحكم جرائم مماثلة، وخاصة الأزمات التي تتعلق بالقرصنة، وسيتم مقاضاتها وفق القانون”.

تجاهل النفي القطري للتصريحات..

بالرغم من أن وكالة الآنباء القطرية أصدرت بياناً، نفت فيه صحة التصريحات المزعومة، وقالت إن موقعها الإلكتروني تعرض للقرصنة، إلا أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية واصلت هجومها على قطر بسبب تلك التصريحات.

وكان التراشق الإعلامي قد بدأ يتصاعد بعدما سلطت قنوات تليفزيونية سعودية وإماراتية الضوء، الثلاثاء الماضي، على التصريحات المثيرة للجدل وأخذت تستضيف محلليين مناهضين للدوحة لمناقشة تداعياتها.

بعض ما ورد في الإعلام السعودي..

أخذت وسائل الإعلام الخليجية المناهضة لقطر تشهر بالدوحة وتعمل على تأليب الرأي الإقليمي ضد أمير قطر.

كتبت صحيفة “عكاظ” اليومية السعودية، “قطر تشق الصف وتنحاز لأعداء الأمة”.

وقالت صحيفة “عرب نيوز” السعودية، إن التصريحات أثارت موجة غضب في دول خليجية أخرى.

مجلس التعاون الخليجي..

شهدت العلاقات بين قطر ودول خليجية أخرى خلافاً استمر ثمانية شهور في عام 2014، بسبب ما يتردد عن دعم قطر لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي لعبت دوراً إبان ثورات الربيع العربي، ووصل بعض أفرعها إلى السلطة في دول مثل مصر.

من أجل فهم واقع الأزمة الجديدة ينبغي الإلتفات إلى أن المجلس يتألف من ست دول: “السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر وعمان”، تشارك جميعها باستثناء عمان في التحالف العربي السني الذي يقاتل ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

يجري حالياً استغلال التصريحات المنسوبة لأمير قطر من وسائل إعلام رسمية وخاصة في كل من السعودية والإمارات والبحرين، في حين فضلت الكويت وعمان إلتزام سياسة النأي بالنفس.

كانت نفس الدول الثلاثة – السعودية والإمارات والبحرين – قد سحبت سفرائها من قطر قبل شهور في أسوأ لحظة تاريخية بين دول المجلس.

هناك دول منخرطة في الأزمة الراهنة مثل “مصر” التي قررت حجب مواقع قطرية، تماشياً مع الموقف الإماراتي والسعودي في هذا الصدد.

كان موقف قطر تجاه مصر السبب الرئيس وراء سحب سفراء البلدان الثلاثة من الدوحة في ضوء الدعم المحتمل من جانب حكومة قطر لنظام الرئيس المصري المعزول “محمد مرسي”، الذي تمت الإطاحة به في تموز/يوليو 2013، تحت قيادة الرئيس الحالي “عبد الفتاح السيسي”، الذي حصل من أول يوم على دعم السعودية والإمارات والبحرين والكويت.

توقيت الأزمة..

يأتي هذا التصعيد بعد الزيارة الأولى للرئيس الأميركي “دونالد ترامب” إلى المنطقة ومشاركته في ثلاث قمم: سعودية وخليجية وعربية إسلامية، ركزت على الحرب على الإرهاب واعتبرت إيران رأس حربة الإرهاب العالمي.

واندلعت الأزمة أيضاً بعد أيام من شكوى قطر من أنها مستهدفة في “حملة ممنهجة ومغرضة” من الانتقادات من جانب أطراف غير معروفة في إطار التحضير لزيارة ترامب تزعم أن قطر تدعم جماعات متشددة في الشرق الأوسط.

طرد سفراء..

أوردت قناة “العربية” السعودية، خبراً مفاده أن وزير الخارجية القطري، “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، أبلغ سفراء مصر والبحرين والإمارات والسعودية بمغادرة الدوحة خلال 24 ساعة وهو ما نفاه الوزير القطري لاحقاً.

محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

أكبر المستفيدين..

علق السياسي الفلسطيني، “ياسر الزعاترة”، على الخلاف القطري السعودي الذي أثير في الآونة الأخيرة، قائلاً: “قادة إيران يبتسمون الآن”.

وكتب “الزعاترة” في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر موقع التدوين المصغر “تويتر”، إن “بث قناة العربية لتصريحات قديمة لأمير قطر السابق – منشورة منذ سنوات – يعني أن الأمور ماضية نحو مزيد من التصعيد”.

وقال الناشط الأحوازي، “ناهض أحمد الأحوازي”، إن “الخليج قوي بوحدته واصطفافه ضد التوسع الإيراني، والاختراق الذي تم لوسائل إعلامية لدولة قطر ما هو إلا خطة دبرت من قبل إيران لشق الصف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة