4 مارس، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

قطاعات صناعية مختلفة تتبناها .. هل تُجبر جائحة “كورونا” على إتجاه العالم لإعتماد تقنية الجيل التالي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس الشرقاوي :

سواء كنت تعتقد أن الخوف المحيط بـ”كورونا”، أو الفيروس التاجي، له ما يبرره أم لا، فإن مستوى إجتياح الفيروس أدى إلى تقلب أسواق الأسهم العالمية بقوة، بما في ذلك رصد أكبر انخفاض الأسبوع الماضي منذ الركود العظيم الذي وقع قبل 12 عام.

بدأ التأثير المتقلب في ضرب المحافظ الأميركية، وفقًا لمقالة نشرتها شبكة (CNBC) الأميركية مؤخرًا، قدمت أرقامًا توضح أنه إذا لم يتم “إحتواء الفيروس” بشكل كبير بحلول شهر حزيران/يونيو 2020، فقد يهبط نمو مبيعات التجزئة إلى النصف تقريبًا إلى 2.2%، مقابل تقدير 4.1%؛ إذا تم إحتوائه بحلول نيسان/أبريل المقبل.

وبحسب مجلة (فوربس) في تقريرها، تقول أن فيروس “كورونا” أثبت حقيقة لا جدال فيها، أن القليل جدًا من الصناعات محصنة ضد تهديدات الوباء عالية المخاطر؛ والتي يمكن أن تضغط على الأنظمة في الدول عمومًا. سواء كان ذلك من خلال تقلص القوى العاملة، أو الحدود المغلقة، أو الرسوم الجمركية، أو الأحداث الجوية، أو حتى الخوف الذي يمكن أن يؤثر على سلوك الشراء، فإن تأثير أوجه القصور محسوس في كل صناعة.

وسط فوضى الوباء، الذي صنفته “منظمة الصحة العالمية” مؤخرًا كـ”جائحة”، أصبح من الضروري والحتمي الإنتقال لتقنيات الجيل التالي المبتكرة دفعة واحدة.

وفيما يلي؛ أربعة قطاعات صناعية تعتمد بالفعل تقنيات جديدة بسبب الفيروس، ومن المحتمل أن تتغير للأفضل إلى الأبد بسبب إعتمادها لتكنوجيا الجيل التالي…

اختبارالمنتجات الرقمية..

تحتاج شركات البيع بالتجزئة الحصول على عينات من المُنتج قبل إعتماده ضمن العلامات التجارية؛ وغالبًا ما يكون هناك تغييرات يجب إجراؤها تتطلب إرسال عينة أخرى من الخارج، وقد يستغرق ذلك شهورًا. ولسنوات عديدة، كانت تعمل العديد من شركات الطباعة ثلاثية الأبعاد والتحليلات التنبؤية على إقناع بائعي التجزئة والعلامات التجارية بفكرة أن رقمنة سلسلة التوريد التي تسمح ليس بإختصار المهل الزمنية في تجريب المنتج فحسب، ولكنها عملية أيضًا تؤدي إلى مواءمة المنتجات مع السعر ومن ثم تحصيل عائد أكبر.

ومع تهديدات انتشار الفيروس، يحدث تراكم للمنتجات التي لا تزال تنتظر الدخول إلى الميناء وتأخير العناصر الجديدة التي سيتم شحنها. ولذلك يبحث تجار التجزئة والعلامات التجارية عن تخفيض مراحل عملية وصول المنتج.

بغض النظر عن استخدام هذه الطريقة في وقت أزمة “كورونا”، فإن إعتمادها بشكل مستدام يُبسط الكثير من الإجراءات بالنسبة لشركات البيع بالتجزئة والموردين.

الروبوتات الصحية..

من الضروري تسليط الضوء على فكرة استخدام الروبوتات في المجال الطبي، حيث يمكن تسخيرها لخدمة مرضى حاملين لأمراض معدية، وكذلك تطهير غرف المستشفى.

تُشكل العدوى المكتسبة من المستشفيات، (HAI)، خطرًا كبيرًا على المرضى؛ وكذلك العاملين بالمجال الطبي، حيث يُقدر “مركز السيطرة على الأمراض” أن مليوني شخص في “الولايات المتحدة” يُصابون سنويًا بالعدوى المكتسبة من المستشفى، مما يؤدي إلى ما يقرب من 90.000 حالة وفاة.

يوضح تقرير (فوربس)؛ أن “UVD Robots” طورت روبوتات للتطهير ينبعث منه ضوء الأشعة فوق البنفسجية لمحاربة فيروس “كورونا”؛ والذي بدوره يقوم بإزالة جميع الفيروسات والبكتيريا تقريبًا التي تنتقل عبر الهواء على أسطح الغرفة. يتجول الروبوت بشكل مستقل في المستشفى أو في أماكن أخرى يمكن أن ينتشر فيها الفيروس التاجي، ينبعث منه ضوء الأشعة فوق البنفسجية المركزة مع تأثير مبيد للجراثيم يُكسر الحمض النووي للفيروس. وقد أثبتت التكنولوجيا فعاليتها بالفعل في فيروس “السارس” وفيروس “ميرس”، الذي يشبه فيروس “كورونا”. ولوحظ مؤخرًا أن المستشفيات الصينية تشحن روبوتات الأشعة فوق البنفسجية.

إذا استمر الانتشارعلى مستوى العالم، فمن المحتمل أن تنمو شركات مثل “UVD Robots” بسرعة. وبمجرد أن يكون الفيروس تحت السيطرة، من السهل تخيل كيف سيستمر استخدام هذه الروبوتات لتقليل حالات الإصابة بالعدوى المكتسبة من المستشفى.

العمل من المنزل..

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) مؤخرًا أن العديد من الشركات في جميع أنحاء “أوروبا” تضع سياسات جديدة للعمل من المنزل للحد من انتشار الفيروس وحماية موظفيها. ثم أعلنت شركة “تويتر”، هذا الأسبوع، أنها ستشجع جميع موظفيها في جميع أنحاء العالم على العمل من المنزل “إذا كانوا قادرين”.

لطالما كان العمل من المنزل واحدًا من “ألطف الأشياء” التي يمكن أن يقدمها مكان عمل للموظفين. ومع ذلك، فقد أستشهد “بارون” مؤخرًا بمقابلة مع محل “Cti Research Walter Pritchard”، الذي أشار إلى أنه: “يمكننا أن نرى تطورًا على المدى الطويل في تمكين إنتاجية العاملين في مجال المعلومات خارج بيئة المكتب التقليدية”. كما ذكرت المقالة أيضًا أن شركة “Amazon”؛ قد أخبرت موظفيها مؤخرًا بتجنب السفر غير الضروري في الوقت الحالي، بما في ذلك داخل “الولايات المتحدة”، واستبدال السفر بمكالمات فيديو.

وأضاف “كيت ليستر”، رئيس “Global Place Analytics”: “إن ما تميل هذه الاستخدامات المؤقتة إلى القيام به هو إظهار قدرة الشركات على القيام بذلك، وخلق بيئة عمل مرنة ومحفزة للأشخاص”.

تؤكد المجلة أن هذه أخبار جيدة لشركات مثل “Slack” و”Zoom”، والتي تتيح إمكانية العمل عن بُعد  من خلال المنصات عبر “الإنترنت”. وأشاد “ليستر” أيضًا بأداء تلك المنصات؛ قائلاً أنه: “في هذا الوقت، أيضًا أن الأسهم الخاصة ببرامج مكان العمل مثل (Zoom) و(Slack)، التي تساعد في العمل عن بُعد، تعمل بشكل ممتاز”.

تكنولوجيا التعليم..

شهدت تكنولوجيا التعليم صعودًا وهبوطًا، وكافحت على مدار التاريخ، ولكنها كانت صناعة تنتظر نقطة التحول. قد يكون فيروس “كورونا” بداية جيدة، لبداية إعتماد خطة تكنولوجيا التعليم، خاصة مع تزايد انتشار الفيروس في العالم وإزدياد المخاطر السياسية الصحية.

في الوقت الحالي، تعاظمت الفوائد التي تعود على الشركات التي تخدم “الصين”، حيث ارتفعت أسهم “التعليم عبر الإنترنت”. قال “آرون جو”، المحلل المالي في شركة “Tigress Financial”: “في الوقت الحالي، يتزايد انتشار الفيروس التاجي الجديد بشكل أكبر، وقد أوقفت العديد من المدن في الصين الدراسة في الفصول وأعدت تحديد بعض الصفوف من خلال المنصات عبر الإنترنت، مما يفيد قطاع التعليم عبر الإنترنت”.

ولقوة تأثيره على الاقتصاد العالمي، لا يزال هناك طريق طويل لتحديد مدى عمق تأثير فيروس “كورونا” على نمو الاقتصاد. في هذه الأيام، المخاطر التي يمكن أن تؤثر على الشركات والمستهلكين لا حصر لها. وحدها فقط، الشركات القادرة على تبني التكنولوجيا لتعويض المخاطر والخسائر والتي يمكن أن تتطور بسرعة استعدادًا لـ”الحدث الكبير التالي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب