23 أبريل، 2024 9:20 م
Search
Close this search box.

“قطار القرن” يُؤمن عرش “بن سلمان” .. يُحقق 250 مليار دولار ويقضي على قناتي السويس وأسطنبول !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

يبدو أن حقبة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ستحقق أكبر استفادة لدول بعينها في الشرق الأوسط أو بطريق مباشر للحليف الأقرب والأبرز لواشنطن.. “إسرائيل”.. فقد نجح صهره، “جاريد كوشتنير”، في تقريب المسافات بشكل غير مسبوق بين أهم بلد عربي وأكبره مساحة – “السعودية” – ومعه أهم بلد تجاري صاحب الميناء الأنشط والأكثر قيمة وتداولاً لحركة التجارة في الشرق الأوسط، “الإمارات”، وتحديدًا “دبي”، للوصول إلى صيغة من التفاهمات تمنح مكتسبات بعيدة عن الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل..

ترتبط بدعم “بن سلمان” لتولي عرش المملكة..

تلك التفاهمات بُنيت على دعم كامل يُقدم للأمير الطامح في السلطة، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، كي يصل إلى عرش المملكة من بعد أبيه، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، فضلاً عن تقديم خطة اقتصادية تنموية طموحة له تحت مسمى، “رؤية 2030″، تقدمه كرجل التغيير في المملكة المرضي عنه من “إسرائيل” و”أميركا” كرجل مُحب للسلام..  

يرتبط قبول واشنطن وتل أبيب لـ”محمد بن سلمان” بمشروع “سكك حديد السلام”، وهو الاسم الذي أطلقه وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي على مشروعه الطموح، ويرمي خلاله إلى ربط سكك الحديد في “إسرائيل” مع “الأردن والسعودية والإمارات”.

من إسرائيل مرورًا بالأردن والسعودية ثم إلى دبي..

إذ سيمر الخط في “إسرائيل” من مسار “سكة الحجاز” التاريخية القديمة، بين “حيفا” و”بيسان”، وصولاً إلى معبر “الشيخ حسين” على “نهر الأردن”، حيث يرتبط بسكة حديد الأردن ومنها إلى شبكة القطارات السعودية والإماراتية، وستقام تحويلة إلى “مدينة جنين” في شمال “الضفة الغربية”.

لقد قال الوزير الإسرائيلي نصًا إنه ينوي، باسم الحكومة في المرحلة المقبلة، تسويق ربط السكك الحديد في السعودية ودول الخليج مع “ميناء حيفا” عبر الأردن، وربط الفلسطينيين أيضًا عبر “جنين”، وهو ما سيشكل رابطًا اقتصاديًا لكل الدول وسيحقق استفاضة اقتصادية كبيرة لـ”إسرائيل”، وفق ما أعلن أمام وسائل الإعلام..

سيبدأ وزير المواصلات الإسرائيلي التنسيق وإطلاق المشروع مع الدول ذات الشأن وبالتعاون مع “الولايات المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي”، ووفق ما ذكر، ستتحول “إسرائيل” إلى جسر للمواصلات وستمنح “السعودية” نافذة على المتوسط في “ميناء حيفا” لنقل البضائع إلى أوروبا والولايات المتحدة والعكس.. (لكن أي بضائع ممكن أن تصدرها السعودية للخارج غير البترول ؟).. يقول قائل.

الأردن ميناء بري له دور في الصفقة..

أما “الأردن” فسيتحول إلى عصب مواصلات مركزي، إذ سيقام ميناء بري لإستيعاب البضائع ونقلها، وهو مشروع في رأي الكثيرين ما كان ليتحقق لولا التقاء المصالح بين “إسرائيل” و”السعودية” على الصعد كافة..

فالسعودية اليوم أقرب إلى إسرائيل، وعنوان ذاك التقارب “لدينا عدو مشترك اسمه إيران”.. ومنه فلابد من التعاون لكسر هيمنة “إيران” وتمددها في المنطقة، ولا مانع في سبيل ذلك من التطبيع الكامل..

النقطة الأخرى أن تعزيز النظام الأردني يعد مصلحة للسعودية؛ التي فتحت أجواءها أمام الملاحة الجوية للوصول إلى “إسرائيل”، في خطوة غير مسبوقة..

يختصر المسافات بأقل من نصف المرور عبر “قناة السويس” !

وعن المشروع؛ فإنه سيختصر بشكل ملحوظ المسافات للوصول إلى “البحر المتوسط”، فالمسافة بين “الرياض” و”حيفا”، 1590 كم، ومن “الدمام” إلى “الرياض”، 408 كم، بينما من “دبي” إلى “الرياض”، 970 كم.. وأغلب الظن أنه سيصبح بديلاً لـ”قناة السويس” المصرية بالنسبة للسعودية والإمارات وللدول التي تتعاون معهما مثل “الهند”.

إذ إن المسافة للوصول إلى “قناة السويس” تحتاج 6100 كم، تقطعها السفن بسرعة أقل من تلك التي تقطعها القطارات إذا ما تحقق المشروع، وإن لم يصبح بديلاً لـ”قناة السويس” فإنه يهدد بشكل كبير حركة الملاحة في القناة التي تعتمد عليها “مصر” كمورد رئيس للعملة الصعبة !

السيطرة على حركة التجارة والسياحة !

فمع قليل من النفوذ الإسرائيلي، المدعوم من عدد لا بأس به من الدول ذات التأثير الإقليمي والدولي، سيتحول طريق التجارة إلى سكك حديد “حيفا”، سواء القادم من آسيا وعلى رأسها “الهند” – حليف إسرائيل – أو تلك البضائع التي ستدخل بكميات ضخمة إلى “دبي” قادمة من “الصين” ومنها إلى “الرياض” ثم إلى “حيفا”، وكذلك الأمر أغلب البضائع القادمة من “أميركا” إلى “أوروبا”؛ ومن “أوروبا” نفسها ستصل مباشرة، دون الحاجة إلى “قناة السويس”، إلى “ميناء حيفا” الإسرائيلي ومنه إلى “الرياض” ثم إلى “دبي” ومنها إلى “آسيا” !

فهو طريق أكثر أمنًا من “مضيق هرمز” ومن “مضيق باب المندب”، الواقعان في مناطق ملتهبة عسكريًا وأمنيًا، ويتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري من خلال المشروع نحو 250 مليار دولار بحلول عام 2030، أما المرحلة الثانية منه فستشمل السيطرة على قطاع نقل السياح والمسافرين إلى وجهات متعددة.. وهنا فإن الأمر يستهدف بطريق غير مباشر الاقتصاد المصري ويتطلب من القاهرة الإسراع بإقامة الجسري البري مع السعودية؛ مع أخذ تعهد “مكتوب” من الرياض بعدم التدخل لإضرار حركة الملاحة في “قناة السويس” أو إقامة مشروعات من شأنها التأثير عليها.

مشروع السكك الحديد، إذا ما تحقق بين “إسرائيل والأردن والسعودية والإمارات”، فإنه سيضر أيضًا خطة “تركيا” لإنشاء “قناة أسطنبول”، التي يعد بها الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، شعبه، إذ ستصبح هي الأخرى عديمة الفائدة؛ لأن الأوروبيين بطبيعة الحال لا يفضلون التعامل مع “إردوغان” أو منحه منافع اقتصادية تعضد من حكمه الموصوف دائمًا من قبل أغلبهم بالـ”ديكتاتوري”.

مشروعات المدن الصناعية الروسية الصينية تتضرر !

في النهاية؛ هو مشروع يعكس إلى أي حد وصل التقارب بين “إسرائيل” و”السعودية”، لكنه يكشف كذلك عن نيات التحالف من ورائه، وكيف أنه سيؤثر ليس فقط على “قناة السويس” بل على مشروعات المنطقة الصناعية الجاري إنشاؤها على جانبي القناة ومن بينها منطقة لروسيا وأخرى للصين لتنفيذ صناعات مهمة يسهل معها تصديرها مباشرة من القناة !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب