قضية “سيغيف” تكشف .. سباق حرب المعلومات بين “إيران” و”إسرائيل” !

قضية “سيغيف” تكشف .. سباق حرب المعلومات بين “إيران” و”إسرائيل” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شغل، “غونين سيغيف”، منصب وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، في الفترة 1995 – 1996، قبل أن توجه له السلطات القضائية الإسرائيلية تهمة “التجسس على إسرائيل، ومساعدة العدو إبان الحرب؛ من خلال نقل المعلومات بهدف ضرب الأمن الإسرائيلي”.

وفي، العام 2005، قضى “غونين سيغيف”، وقد كان طبيبًا، مدة عامين في السجن بتهمة إدخال أكثر من 30 ألف قرص مخدر مهربة من “هولندا” إلى “إسرائيل”، وكذلك تزوير جواز سفر دبلوماسي.

وتم اعتقال هذا الوزير السابق في مطار “بن غوريون”، عام 2018، واتهامه بتقديم معلومات تتعلق بسوق الطاقة، والمواقع الأمنية الإسرائيلية، والمنشآت والمسؤولين الرسميين في المؤسسات السياسية إلى “الجمهورية الإيرانية”.

واستناداً إلى بيان “منظمة الاستخبارات والأمن الداخلي الإسرائيلي”، (شین‌ بت)، للحصول على المعلومات اتصل، “غونين سيغيف”، مع عدد من الإسرائيليين في القطاعات العسكرية والأمنية والدبلوماسية وسعى، (بعد إدعاء أن المصادر الإيرانية التي يتعامل معها هم تجار فقط)، لربط هؤلاء الإسرائيليين مع المصادر الإيرانية.

وأضاف البيان: “زار (سيغيف)، الجمهورية الإيرانية، للاجتماع بعنصر المخابرات الإسرائيلية المسؤول عنه. وأنه كان يستخدم نظام اتصالات سري لإرسال رسائل مشفرة إلى المتعاونين معه من الجانب الإيراني”.

وبحسب الفضائية الإسرائيلية، (آي۲۴)، فقد صدر الحكم ضد “غونين سيغيف” بالسجن مدة 11 عامًا في تهم التجسس لصالح “إيران” ونقل المعلومات إلى العدو.

جدير بالذكر؛ أن الاتهامات “بتقديم الدعم للعدو إبان الحرب” قد حذُفت من الملف بعد إعتراف المتهم.

وفي هذا الصدد؛ أجرى “سیاوش صبحگاهي”، مراسل وكالة أنباء (أسبوتنيك) الروسية، الحوار التالي مع، الدكتور “سيد هادي برهاني”، الأستاذ بجامعة “طهران” والمتخصص في شؤون غرب آسيا…

اختراق إسرائيل..

“أسبوتنيك” : ما هو تقييمكم لمدى مصداقية هذه الأخبار ؟

“سيد هادي برهاني” : تقييمي، بحسب المعلومات المنشورة، هو أنه قد أتضح لـ”الجمهورية الإيرانية” أن “جهاز المخابرات الإسرائيلي” يعمل ضد “إيران” ويضطلع بتنفيذ عمليات تخريبية ضد أهداف إيرانية، أبرزها استشهاد بعض علماء “إيران” في المجال النووي بواسطة جواسيس “إسرائيل” داخل “إيران”.

من هذا المنطلق؛ وصلت “إيران” إلى مرحلة من الذكاء والإنتباه بشأن ضرورة الدفاع عن نفسها إزاء مثل هذه العمليات، وهذه المسألة تتطلب إمتلاك معلومات كافية عن خطط وتصميمات ومشاريع “جهاز المخابرات الإسرائيلي”.

وعليه؛ إتخذت الأجهزة الإيرانية عددًا من الخطط ووضعتها قيد التنفيذ، تتعلق بكيفية النفوذ داخل “إسرائيل” والحصول على المعلومات المطلوبة. ومن ثم فقد تمكنت من إصطياد هذا الوزير الإسرائيلي على الأراضي النيجيرية وإستخلاص المعلومات. والمعلومات التي لدنيا تؤكد حصول هذا الأمر، وأن “إيران” تمكنت من السيطرة على هذا الوزير الإسرائيلي السابق، وأقتربت بهذه الوسيلة من المعلومات التي أرادات الحصول عليها.

لا تأثير على العلاقات “الإيرانية-النيجيرية”..

“أسبوتنيك” : ما هي نوعية المصالح الإيرانية في دولة “نيجيريا” ؟

“سيد هادي برهاني” : في رأيي لا أرى أي علاقة بين هذا الموضوع و”نيجيريا”، أي أن هذا الأمر لا يرتبط بالمصالح الإيرانية في “نيجيريا”. وإنما تندرج هذه القضية في إطار حرب المعلومات بين البلدين، وهو أمر يحدث في كل دول العالم المختلفة.

وبخصوص هذه الحالة؛ فقد كان الوزير الإسرائيلي السابق موجودًا بـ”نيجيريا”، في الفترة من 2012، وكان يمارس مهنة “الطب” هناك بعد منعه من مزاولة المهنة في “إسرائيل” على خلفية المحاولة الفاشلة بتهريب عشرات الآلاف من الحبوب المخدرة إلى “إسرائيل”. من ثم سعى جهاز المخابرات الإيراني داخل “نيجيريا” في إثره. وهذا في رأيي كل الموضوع ولا أرى سببًا آخر.

العقوبة تكشف إزدواجية العمالة..

“أسبوتنيك” : هل يتناسب الحكم، مدة 11 عامًا، وجريمة التجسس ؟.. أم أن السبب هو المعلومات المحتملة التي قدمها هذه الوزير السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية ؟

“سيد هادي برهاني” : بالنسبة للحكم ينبغي القول؛ يبدو إنه تعاون في مرحلة ما مع الحكومة الإسرائيلية، ولذلك تم تخفيف الحكم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة