خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تتجه العلاقات بين بريطانيا وروسيا نحو التأزم؛ بعد اتهام الأولى للأخيرة بمحاولة تسميم عميل روسي مزدوج سابق وابنته بغاز الأعصاب، حيث وصل الأمر إلى أن دعت لندن لاجتماع طاريء لمجلس الأمن الدولي لإطلاع الأعضاء على مستجدات الأمور في تحقيق حول هجوم بغاز الأعصاب الذي استهدف العميل وابنته، حيث كانت رئيسة وزراء بريطانيا، “تيريزا ماي”، قد قالت إنه من المرجح جداً أن تكون روسيا وراء الهجوم على العميل السابق، “سيرغي سكريبال”، وابنته، “يوليا”، المحتجزين في المستشفى في حالة حرجة، وهي الاتهامات التي تنفيها روسيا جملة وتفصيل، واصفة إياها بالجنون.
المعضلة الرئيسة تكمن في توقيت الأزمة المتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية الروسية، كما وقعت أيضاً في وقت تواجه فيه بريطانيا وضعاً حرجاً في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وانقساماً كبيراً في صفوف حكومة رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، التي لا تتمتع بأغلبية مطلقة في البرلمان.
التصعيد هو الخيار الوحيد بين الجانبين..
قد مثلت هذه العوامل منطلقات منطقية لجعل التصعيد خياراً وحيداً للجانبين. ويحاول الرئيس، “فلاديمير بوتين”، الذي يتوقع إعادة انتخابه لولاية جديدة في الانتخابات المقررة، في 18 آذار/مارس الجاري، الظهور كـ”رئيس قوي لدولة قوية”، وهو الشعار الانتخابي الذي تعتمده حملته الانتخابية. وسيتطلب ذلك عدم التراجع أمام إجراءات بريطانيا التصعيدية لمعاقبة روسيا.
وبالمثل، تسعى “ماي” إلى تعزيز موقعها في الداخل، والإنتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، في سجال حادّ تقوده المعارضة العمالية حول إدارة الحكومة لملف “بريكسيت”.
طرد 23 دبلوماسي روسي..
الدافع وراء ما جعلها تتخذ خطوات فعلية، حيث قامت، قبل ذهابها إلى مجلس الأمن، بالإعلان عن أن بريطانيا أمهلت 23 دبلوماسياً روسياً أسبوعاً لمغادرة البلاد.
والدبلوماسيون، الذين منحوا مهلة أسبوع واحد لمغادرة البلاد، هم جواسيس غير معلنين، ويعملون في محطة الاستخبارات في السفارة الروسية، لكن تحت غطاء دبلوماسي.
وشملت الإجراءات أيضاً عمل أجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية على تفكيك شبكات تجسس روسية تعمل في بريطانيا، وإجراءات أمنية أخرى لن تعلن عنها لندن.
وقالت “ماي”، أيضاً، إنه سيتم تجميد أصول لروسيا في بريطانيا، إذا وجدت أدلة على أنها قد تستخدم لتهديد حياة أو ممتلكات المواطنين أو المقيمين في المملكة المتحدة.
إدعاءات وقحة وسنطرد دبلوماسيين بريطانيين..
رداً على الإجراءات البريطانية؛ قال وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”: أن “موسكو ستعلن قريباً عن طرد دبلوماسيين بريطانيين رداً على إجراءات لندن التي خرجت في ممارساتها عن المألوف”.
معتبراً “لافروف” أن إدعاءات بريطانيا ضد روسيا وقحة ولا تستند إلى أدلة، وقال أن “ممثلنا في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، حدد، بالطبع موقفنا وردودنا بشكل دبلوماسي ولبق على الاتهامات الوقحة ضدنا، وغير المثبتة، والتي لا أساس لها من الصحة… دعونا لاعتماد آلية ينبغي التحقيق فيها على أساس اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إلا أن المندوب البريطاني رفض هذا الإقتراح”.
ولفت الوزير الروسي إلى أن دوافع ونوايا لندن في “قضية سكريبال” غير نظيفة، قائلاً: “أعتقد أن الدوافع في أي حال كانت غير نظيفة.. فلو كانت عكس ذلك لكانوا أخبرونا عن الدلائل ولقدموا إجابات عن التساؤلات التي طرحناها… بما فيها تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.
حشد دولي يتضامن مع بريطانيا..
تضامن الرئيس الفرنسي، “إمانويل ماكرون”، مع رئيسة وزراء بريطانيا التي هددت وحذرت وتوعدت روسيا، فيما بعد عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، “ينس ستولتنبيرغ”، في حديث مع وزير الخارجية البريطاني، “بوريس غونسون”، عن دعمه الكامل للسياسة التي تمارسها بريطانيا تجاه روسيا.
ليس هذا فحسب؛ وإنما أصدرت “بريطانيا والولايات المتحدة، وألمانيا وفرنسا” بيانًا جماعيًا، الخميس 15 آذار/مارس 2018، لإدانة استخدام روسيا لغاز الأعصاب لمحاولة قتل الكولونيل الروسي السابق، “سيرغي سكريبال”، وابنته أوائل آذار/مارس الجاري، بمدينة “سالسبيري” ببريطانيا.
واتهم البيان، روسيا، بشكل واضح بأنها وراء تلك العملية، وأدان استخدامها لغاز الأعصاب، ووصفه بالإعتداء على السيادة البريطانية، وقال البيان، إن هذه أول مرة يستخدم فيها سلاح كيماوي على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح البيان، إن التحقيقات أظهرت أن غاز الأعصاب المستخدم، هو من النوع الذي تطوره روسيا.
وتسعى بريطانيا، منذ بداية الأزمة، إلى حشد تضامن دولي معها، في ظل الأزمة، خاصة أن الإجراءات العقابية التي إتخذتها سيقابلها رد من جانب روسيا.
وقائع الحادث..
كان الكولونيل الروسي السابق، “سيرغي سكريبال”، 66 عامًا، قد وجد فاقدًا للوعي بجانب ابنته، “يوليا”، 33 عامًا، أمام مركز تسوق بمدينة “سالسبيري” في الرابع من آذار/مارس الجاري.
ويرقد “سكريبال” وابنته في العناية المركزة، في حالة فقدان تام للوعي منذ حينها، بالإضافة إلى الشرطي الذي عثر عليهما.
وأظهرت تحقيقات “معمل الأسلحة الكيميائية” ببريطانيا أنهم فقدوا الوعي نتيجة إصابتهم بتسمم بغاز الأعصاب، ولم يعرف حتى الآن كيفية إصابتهم به، إلا أن التحليل أظهر أن غاز الأعصاب الذي أصيبا به هو من النوع الذي تطوره روسيا.
و”سكريبال”؛ هو كولونيل روسي متقاعد، أدين عام 2006 بالتخابر لصالح بريطانيا وحكم عليه بالسجن 13 عامًا، وأفرج عنه عام 2010 في صفقة مع الولايات المتحدة لتبادل جواسيس، وتم تسليم وتسلم الجواسيس عام 2010 في “مطار فيينا” بالنمسا، وانتقل بعدها “سكربيال” للعيش في بريطانيا.
وجاء تصعيد بريطانيا لحدة إجراءاتها ضد روسيا؛ بعد أن رفضت الخارجية الروسية مهلة 24 حددت بريطانيا، الثلاثاء 13 آذار/مارس 2018، للرد علي المزاعم بضلوع موسكو بقتل العميل الروسي السابق “سيرغي سكريبال”.
وقبيل إنقضاء المهلة التي حددتها “ماي”، نشرت السفارة الروسية في بريطانيا عدة تغريدات بموقع (تويتر)، تقول فيها إنها لن ترد قبل الحصول على عينات من المادة السمية.
وذكرت التغريدات أيضاً أن الإلتزامات الدولية توجب إجراء تحقيق مشترك بشأن الحادث.
وفي تغريدة أخرى، أوضحت السفارة أنها سعت للحصول على “تفسير” من وزارة الخارجية البريطانية، وذلك وسط تكهنات بأن بريطانيا قد تشن هجوماً إلكترونياً على روسيا.
استفزاز غير مسبوق..
اعتبرت موسكو، الأربعاء، أن قرار بريطانيا بطرد 23 دبلوماسياً روسياً على خلفية تسميم الجاسوس الروسى السابق، يشكل مؤشراً على أن لندن اختارت المواجهة، مضيفة أنها سترد على ذلك قريباً.
وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أن “الحكومة البريطانية اختارت المواجهة مع روسيا … وردنا لن يتأخر”.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماى”، بشأن تدابير معاقبة موسكو بزعم تورطها فى تسميم “سيرغي سكريبال” وابنته، استفزازاً غير مسبوق يقوض أسس العلاقات الطبيعية بين البلدين.
يجب أن تتنحى موسكو وتخرس..
رد عليها وزير الدفاع البريطاني، “غيفين ويليامسون”، الخميس، ليعلن أن بلاده تنتظر رد موسكو على طرد الدبلوماسيين الروس من بريطانيا، وأنه يرى أن على روسيا أن “تتنحى جانباً وتخرس”.
مضيفاً: أن “لندن ستقيم بدقة كل الخطوات وردود الفعل الروسية، لكن من الخطأ التقدير مسبقاً بما ستكون ردة الفعل الروسية”.
لندن متوترة ولديها ما تخفيه..
ثم عادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، لترد عليه قائلة إن كلمات وزير الدفاع البريطاني الموجهة لروسيا تدل على توتر لندن، وأن لديها ما تخفيه.
وكتبت، عبر حسابها على الـ (فيس بوك): “على ما يبدو أن وزير الدفاع البريطاني أعلن أن روسيا يجب ألا تتخذ إجراءات الرد، بل عليها أن تتنحى وتخرس. وماذا يمكن أن يقول وزير الدفاع في بلد يخفي ظروف استخدام المواد السامة على أرضه ولا يرغب في نقل المعلومات المتاحة، كما يلزم بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ؟.. لدى لندن ما تخفيه، الشركاء متوترون”.
وحَملت الصحف الروسية بعنف على رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، واتهمتها بـ”تسميم” العلاقات مع موسكو.
تحاول تسميم العلاقات..
عنونت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا): (تيريزا ماي تسمم العلاقات بين موسكو ولندن)، فيما نددت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) الرسمية برد فعل “يضر بالأعصاب لماي” التي اختارت “مواجهة موسكو”.
وأشارت صحيفة (كومرسانت) إلى أن “أزمة العلاقات بين موسكو ولندن بلغت ذروة جديد”، متهمة السلطات البريطانية بـ”البحث عن ردود سامّة” على تسميم العميل الروسي السابق.
وكتبت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) الشعبية: أن “تيريزا ماي حاولت اتهام روسيا بكل الخطايا في خطابها أمام البرلمان”.
موسكو سترد بشكل أكثر شمولاً..
من جهتها، قالت صحيفة (إيزفيستيا): إن روسيا “سترد على الأقل بالطريقة نفسها على طرد 23 دبلوماسياً روسياً”، وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصادر دبلوماسية، على أن “رد الفعل الروسي قد يكون شاملاً أكثر”، وأضافت: “استعدوا للردّ”.
وتوقعت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) الشعبية؛ “فترة طويلة من الجمود” في العلاقات الروسية البريطانية، لكنها أكدت على أن “روسيا بإمكانها تحمل كل ذلك ورأسها مرفوع”.
تصعيد مدروس بدقة..
حول هذا الموضوع يقول الباحث السياسي، “بسام رجا”، إن التصعيد الغربي ضد روسيا وسوريا مدروس بدقة فائقة وعناية، لدرجة أن هذا التصعيد يأتي في مرحلة مفصلية مع تحرير “الغوطة الشرقية” بريف “دمشق” من الجماعات الإرهابية، وأرادت بريطانيا والولايات المتحدة، ومعهم فرنسا، من وراء هذا التصعيد، إيقاف عمليات الجيش السوري الناجحة على كامل الجغرافية السورية، وأيضاً العملية السياسية التي تدار بحنكة بين سوريا وروسيا وإيران، على إتجاهين، الإتجاه الأول وهو السياسي في مناطق خفض التصعيد الذي وصل إلى مرحلة جيدة، أيضاً التقدم العسكري على كامل الجغرافية السورية.
للعبث في السياسة الدولية الروسية..
يأتي هذا التصعيد الغربي في سياق المحاولة للعبث في السياسة الروسية الدولية الضامنة للأمن والسلم العالميين، لأن روسيا نجحت وبإقتدار، من خلال حضورها على المسرح الدولي بقيادة الرئيس “فلاديمير بوتين”، وهذه السياسة استطاعت أن توقف ألسنة اللهب التي تكاد أن تصل إلى أوروبا كفرنسا وبريطانيا وغيرها، وكانت روسيا حريصة منذ بداية الأزمة أن تكون هذه الدول في دائرة العقل، لكنها ذهبت إلى التصعيد، وشاهدنا كيف أرادت هذه الدول إشعال الحرب في “أوكرانيا” وضرب روسيا في خاصرتها، ثم حاولوا ضرب دور روسيا في “سوريا” من خلال فرض العقوبات الاقتصادية التي استخدمت ضد بعض الشخصيات الروسية، ومحاصرة الدور الروسي من خلال التصعيد في مجلس الأمن ضد سوريا، حيث استخدمت ذرائع كثيرة كذريعة استخدام السلاح الكيميائي، ولم ترض هذه الدول حتى بإجراء تحقيق نزيه.
بسبب الدعم الإستراتيجي الروسي لسوريا..
مضيفاً “رجا”: “إني أرى هذا التصعيد الأميركي، من خلال بريطانيا، هو مدروس من قبل الولايات المتحدة، وإفتعال قضية تسميم الضابط السابق “سيرغي سكريبال”، والتي ليس لروسيا أي مصلحة فيها، كما أن إتخاذ بريطانيا قراراً بطرد 23 دبلوماسياً روسياً والتصعيد في مجلس الأمن، يأتي ذلك من خارج المنطق السياسي المتعارف عليه بين الدول، كما أن كل ذلك يأتي بسبب الدعم الإستراتيجي الروسي لسوريا والإنتصارات التي يحققها الجيش السوري ضد الجماعات الإرهابية، كما أن هذا التصعيد أتى للتشويش على الانتخابات الرئاسية الروسية، وأيضاً للتشويش على “مونديال كأس العالم”؛ الذي تستضيفه روسيا وعلى الإنجازات الاقتصادية التي تحققها روسيا، ولا شك أن الرئيس “بوتين” كان قد قرأ ما تخطط له الدول الغربية ضد روسيا وتحدث عن ذلك في كلمته إلى الأمة وعرض التقنيات والأسلحة الحديثة الجديدة الروسية، ولم يكن ذلك من أجل التخويف، بل تحدث عن التطور التكنولوجي للصناعة الروسية والخبرات الدفاعية، وبعد ذلك جاءت رسائل وزارة الدفاع الروسية لكل من يفكر بضرب دمشق أو الخبراء الروس في سوريا، وأن الرد سيكون حاسماً”.
محاولة لضرب الدور الروسي في مجلس الأمن..
استطرد “بسام رجا” قائلاً؛ أعتقد أن المخابرات الأميركية، بالتوافق مع المخابرات البريطانية وبعلم من “ترامب”، هي التي دبرت مقتل ضابط المخابرات، “سيرغي سكريبال”، ومن ثم اتهام روسيا، لأنه يجب أن نبحث عن المستفيد من هذه الحادثة؛ عندها نعرف من الذي خطط لها، كما أن بريطانيا والولايات المتحدة تسعيان لمحاولة ضرب الدور الروسي في مجلس الأمن، ولكن لم يستطيعوا التشويش على المشهد السياسي الروسي المتقدم ذو الطابع السلمي المبني على القانون الدولي.
لمنعها التدخل الغربي في سوريا لإسقاط النظام..
فيما قال الصحافي الروسي في جريدة (إزفيستيا)، “أندريه أونتيكوف”، حول الأسباب الحقيقية للتصعيد الغربي ضد روسيا؛ أنه لا شك أن أحد أسباب هذا التصعيد ضد روسيا، هو أن روسيا منعت التدخل الغربي في سوريا لإسقاط النظام فيها، ولكن هناك أسباب أخرى وأهمها هو عودة شبه جزيرة “القرم” إلى روسيا، وبعدها فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا، ورغم أن هناك أصوات في أوروبا تقول إن هذه العقوبات ليست في صالح الدول الأوروبية، كما أن هناك طلب من أجل إلغاء هذه العقوبات، ولكن وبعد حادثة تسميم “سيرغي سكريبال” سنشهد تصعيداً أكبر ضد روسيا، وسنشهد تبادل للعقوبات بين روسيا وبعض الدول الغربية، لأن الغرب لا يزال متمسكاً بسياساته في فرض العقوبات على روسيا لأنها تحافظ على سيادة سياستها فيما يحقق مصالحها، عدا عن ذلك فإنه بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي تعودت الولايات المتحدة على قيادة العالم من خلال القطب الواحد، ولكن اليوم وبعد التدخل الروسي الشرعي في سوريا لم تعد سياسة القطب الواحد بقيادة أميركية سائدة، وروسيا في عقيدتها الجديدة تصر على أن يكون العالم متعدد الأقطاب واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وكل ذلك يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة التي تشعل الحروب في العالم من أجل تحقيق أهدافها.
مضيفاً “أونتيكوف”: “أن الغرب يريد معاقبة روسيا، ولا يريد أن تكون روسيا لاعباً في حل القضايا الساخنة في العالم”.