قضية التحرش الجنسي .. تزعزع العلاقة بين “أمازون” و”وودي آلن” !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

نجحت مزاعم التحرش الجنسي التي وجهت للمخرج والكاتب الأميركي المخضرم، “وودي آلن”، في زعزعة العلاقة بينه وبين شركة “أمازون”.

فقد إدعى “آلن” أن الشركة لن تلتزم بالعقد المبرم بينهما، الذي ينص على إنتاج 4 أفلام جديدة من إخراجه؛ إلى جانب أنها جمدت توزيع أحدث أفلام، (A rainy day in new York). فلأول مرة، منذ 45 عامًا، يمر عام دون أن يعرض فيلم جديد للمخرج الأميركي المخضرم صاحب، الرقم القياسي للترشح لجائزة الـ”أوسكار” في فئة “أفضل سيناريو”، وذلك من خلال 16 ترشيحًا في هذه الفئة خلال مسيرته، فاز منها بأربعة جوائز “أوسكار”، وذلك عن أفلام: (Annie Hall) في عام 1977، (Hannah And Her Sisters) في عام 1987، و(Midnight In Paris) في عام 2012. وجائزة رابعة في فئة الإخراج عن فيلم، (Annie Hall)، في دور العرض السينمائية؛ وهو أمر لم يعتاد عليه الجمهور منذ أن أقتحم “آلن” مجال الفن السابع.

“أمازون” تكشف سر موقفها مع “آلن”..

تقول عملاقة شركات التكنولوجيا، “أمازون”، إن هناك ما يبرر إنهاء صفقة الأفلام الأربعة مع المخرج، “وودي آلن”، الذي رفع دعوى قضائية ضد الشركة مطالبًا بتعويض قدره 68 مليون دولار، لعدم إلتزامها بالعقد المبرم بينهما. موضحة أن تعليقات المخرج المثيرة للجدل بشأن مزاعم الإعتداء الجنسي وحملة (#MeToo)، المناهضة للتحرش الجنسي، والتي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج السينمائي الأميركي، “هارفي واينشتاين”، بالتحرش، كانت مسؤولة عن فشل أفلامه، وذلك بعد أن أثار بتصريحاته غضب الجمهور وعدد من المشاهير الذين رفضوا العمل معه.

وقد أستشهد موقع (أمازون) برد “آلن” على مقال كتبه إبنه، “رونان فارو”، في صحيفة (نيويورك تايمز)؛ حول مزاعم سوء السلوك الجنسي ضد “واينشتاين”، حيثُ قال: “حزين لجميع المعنيين.. فحقًا هي حياة مأساوية بالنسبة للنساء الفقيرات المتورطات، وحزين أيضًا على هارفي لأن حياته قد أفسدت”. واصفًا إياه بأحد أقطاب السينما الأميركية. واستنكر مزاعم النساء حول إعتداء “هارفي” عليهن عنوة. معتقدًا أن هذا تم بالتراضي والموافقة من جانب الطرف الآخر، وهي التصريحات التي فتحت عليه عاصفة وسيل من الاتهامات يجني ثمارها حتى الآن؛ رغم مرور عام على تصريحاته.

وفي بيان لها؛ قالت “أمازون”: “أصبح مقال، رونان فارو، المحفز لشعب واسع يحسب حول استمرار التحرش الجنسي في مجال الترفيه والصناعات الأخرى. على الرغم من الإجماع الفوري على أهمية الإعتراف بهذه القضية ومعالجتها، أدلى آلن بسلسلة من التعليقات العامة التي تشير إلى أنه فشل في إدراك مدى خطورة القضايا أو تداعياتها على حياته المهنية”.

الاتهام بالإعتداء على إبنته..

وأستشهد موقع (Amazon) أيضًا برد “آلن” على الاتهامات التي وجهت له، في كانون ثان/يناير 2018، بالإعتداء الجنسي من قِبل إبنته بالتبني، “ديلان فارو”، وهو ما أنكره بشده بقوله: “على الرغم من أن عائلة فارو تستغل الفرصة التي تتيحها حركة تايم أب لتكرار هذا الإدعاء المشكوك في صحته، لا تجعل الأمر أكثر صحة اليوم مما كان عليه في الماضي. لم أتحرش أبدًا بإبنتي – حيث إنتهت جميع التحقيقات قبل ربع قرن من الزمان”.

وكانت “ديلان”، (32 عامًا)، قد إدعت بأن “آلن” قد إعتدى عليها جنسيًا منذ 25 عامًا، في عام 1992، وخضعت القضية حينها لتحقيق كامل في ولاية “نيويورك” و”كونيتيكت”، وخلص تحقيقان استمرا لأشهر؛ إلى أنه لم يكن هناك أي استغلال. ثم عادت نشر هذه التصريحات مجددًا مستغلة موجة التنديد بالإعتداءات الجنسية التي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج الأميركي، “هارفي واينشتاين”، والذي كان لشقيقها الصحافي، “رونان فارو”، الفضل في الكشف عن فضيحة “واينشتاين”.

وأكد عملاق البث على أنه بعد إكتمال أعمال ما بعد الإنتاج في (يوم المطر)، الذي تم إطلاقه من قِبل “Allen Day”، في “نيويورك” في عام 2018، أنهوا اتفاقهم مع المخرج وقاموا بإلغاء إصدار الفيلم بسبب “تجدد الإدعاءات ضد السيد آلن وتعليقاته المثيرة للجدل والرفض المتزايد للمواهب العليا للعمل معه أو الإرتباط به بأي شكل من الأشكال”.

يُشار إلى أن علاقة صداقة قوية ربطت بين “وودي آلن” و”أمازون”، حيثُ وصفه الأخير بأنه واحدًا من أهم صُناع السينما في “أميركا”، تزعزت بسبب اتهامات التحرش الجنسي التي وجهت له.

جدير بالذكر؛ أن التعاون بين الطرفين بدأ مع مسلسل قصير يحمل اسم، (Crisis in Six Scenes)، وتبعه فيلم (Cafe Society). وفي عام 2017، وقع الطرفان اتفاقية جديدة تنص على أن تدفع الشركة 9 ملايين مقابل كل فيلم من إخراج “آلن”، بالإضافة إلى مبالغ أخرى حسب نجاح العمل. كما تلزمها بطرح الفيلم في دور السينما لمدة 90 يومًا على الأقل.