28 مارس، 2024 12:57 م
Search
Close this search box.

قصف يساري .. “هاأرتس” : أمراض اليمين الإسرائيلي ميئوس منها

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في إطار المعارك الحامية بين اليسار واليمين داخل إسرائيل، تواصل صحيفة “هاأرتس”، المحسوبة على التيار اليساري، قصف المعسكر اليميني بنشرها مقالاً مدوياً للكاتب والباحث السياسي “أوري مسغاف” يتعرض فيه إلى الأمراض المزمنة لليمين الإسرائيلي، ويصفه بالفاشي والشعبوي، ويقول إن الأمل قد انقطع من شفائه وعودته إلى صوابه.

يمين فاشي وشعبوي..

يرى “مسغاف” أنه لا يمكن إصلاح اليمين الإسرائيلي، فقد صار لا يُرجى برؤه، وباتت كل النداءات وجميع المحاولات لإصلاحه محكوم عليها بالفشل. فمنذ أن قطع اليمين عهداً مشبوهاً مع الفاشية والشعبوية، أصبح ميئوس منه. إن الفاشية والشعبوية تشبهان الثقوب السوداء، التي اكتشفها علماء الفيزياء الفلكية وقالوا إنها تتمدد باستمرار وتبتلع كل ما حولها. كما أن محاولة مغازلة اليمين من حين لآخر، عند أي حدث انتخابي، يعتبر أمراً شبه محال وهو أقرب إلى امتطاء ظهر نمر.

تسيبي ليفني

اليمين تعرض للتجريف..

يضيف الكاتب الإسرائيلي أن الذين يخرجون على الساحة الإسرائيلية من حين لآخر وينادون بظهور شخصيات يمينية ذات مكانة مرموقة وشأن أخلاقي رفيع، يعانون من السذاجة وربما من العمى أيضاً. فيقول “مسغاف”: “إنني أظن أن من ينادي بذلك لا يتابع الساحة الإسرائيلية منذ عشر سنوات على الأقل. فقبل ذلك كان اليمين يضم عدداً من الشخصيات العظيمة، ولكنها إما أن تكون قد هربت أو طُرِدَت أو تم تشويه سمعتها في الشارع الإسرائيلي حتى فقدت مكانتها، تماماً كما حدث مع كل من “دان مريدور” و”ميخائيل إيتان” و”موشيه يعلون”. ولا ننسى ما حدث مع “بيني بيغين” الذي أبعده “بنيامين نتنياهو” عن قائمة “حزب الليكود” عندما أنزله من رأس القائمة إلى ذيلها. ولو نظرنا إلى شخصيات أخرى مثل “تسيبي ليفني” و”موشيه كحلون”، لوجدنا أنهما نجا بنفسيهما وأسسا أحزاباً سياسية جديدة. أما شخصيات مثل “موشيه فيغلون” و”يهودا غليك” – اللذين رغم إيمانهما بآراءٍ سياسية متطرفة إلا أنهما يعتنقان رؤية مدنية ليبرالية مُعتبرة – فلم يعودا أكثر من مجرد أضحوكة”.

تشويه متعمد ومعارضة دائمة..

يقول “مسغاف”: “إن الأوساط اليمينية في هذه الفترة تقود حملة ممنهجة من التشويه لكل الرموز السياسية على اختلاف توجهاتها، فهي على سبيل المثال تتهم “زئيف غابوتنسكي” بأنه كان رقيق القلب، بينما تعتبر “مناحيم بيغين” يسارياً خطيراً، وتنظر إلى “أريئيل شارون” على أنه خائن، ونحن نرى شواهد صريحة على ذلك في مصنفات الفكر السياسي التي تصدر من داخل معسكر اليمين خلال السنوات الأخيرة. لقد حدث هذا التشويه بجهد وإصرار كبيرين، وكانت النتيجة للأسف الشديد تصحراً ثقافياً عارماً”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي قائلاً: “رغم ذلك يمكن بسهولة تحديد المشكلة الأساسية لليمين الإسرائيلي، وهي أنه بعد 50 عاماً من الاحتلال ليس لديه ما يقدمه إلا الرفض، فهو معارض دائماً، يناهض اليسار ويحتقره، ويعارض وسائل الإعلام، ويقف في وجه ما يصفه “طغيان محكمة العدل العليا”، ويعارض التمويل الأجنبي إلا إذا كان قادماً من الملياردير اليهودي الأميركي “شيلدون أديلسون” أو من المليونير اليهودي الأسترالي “يوسيف يتسحاك غوتنيك” أو من المسيحيين الإنجيليين. وباختصار فإن اليمين الإسرائيلي لا يمتلك أي أجندة إيجابية”.

روشتة اليمين عبارة عن كراهية وتشهير..

يشير “مسغاف” إلى: “إنه لا يمكن فعل المستحيل. حيث لا يمكن الاستمرار في الاستيلاء على الأراضي المحتلة من خلال إصدار قرار لضمها إلى إسرائيل، أو استخدام أساليب التمييز العنصري أو الإبقاء على وضع الاحتلال العسكري، وفي الوقت نفسه نستمر في الحديث والثرثرة عن أننا دولة ديمقراطية، فذلك غير ممكن عملياً وأخلاقياً. إن اليمين الإسرائيلي يروج للكراهية والاضطهاد والتحريض والتشهير، وتلك أمور تتفاقم وتتعاظم كما رأينا في ظل أفضل التجارب التاريخية للفاشية والشعبوية”.

شيلدون أديلسون

يمين لا يحترم سلطة الدولة أو حقوق الإنسان..

يعتقد “مسغاف” أن الذين يأملون في صلاح اليمين وشفائه من أمراضه العضال وعلله المزمنة، ينظرون بطبيعة الحال إلى التجربتين الألمانية والبريطانية وما آل إليه الأمر فيهما حالياً، حيث تمكنت الأحزاب الحاكمة من تيارات اليمين المحترمة والمسؤولة أن تجد، بطريقة أو بأخرى، الحل الأمثل للعودة لصوت العقل والانضمام إلى الصف الوطني.

ولكن الكاتب الإسرائيلي يرى أن هذا لن يحدث في إسرائيل لأسباب مختلفة، من أهمها أن اليمين الإسرائيلي قائم على القومية الدينية المتشددة، فعندما لا يكون مصدر السلطة العليا هو الدولة، وعندما تكون الديمقراطية وحقوق الإنسان أقل قداسة واحتراماً من الأضرحة والتراب، فليست ثمة فرصة لأن يوجد في إسرائيل يمين “ليِّن” أو “معتدل” أو “واقعي” أو غير ذلك مما نهذي به.

الحل في خلق بديل مقنع..

ختاًما يقول الكاتب والباحث الإسرائيلي: “إذا كان الواقع كذلك، فيجب أن تنصب جهودنا السياسية على خلق بديل مقنع، وإني أقول لمن اختار أن يواصل العيش في إسرائيل أنه ليس هناك ما يدعو لليأس، فلا طعم للحياة إلا بمقاومة الظلامية والشر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب