قصف معسكر “التاجي” يضع العراق على صفيح ساخن .. واشنطن تتأهب للرد بأمر من “ترامب” !

قصف معسكر “التاجي” يضع العراق على صفيح ساخن .. واشنطن تتأهب للرد بأمر من “ترامب” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تطور يُزيد التوتر داخل الأراضي العراقية، أكد “التحالف الدولي” الذي تقوده “الولايات المتحدة” في مواجهة تنظيم (داعش)، الأربعاء، مقتل 3 عسكريين بهجوم صاروخي على معسكر في “العراق”؛ وإصابة أكثر من 10 آخرين، معلنًا في بيان عن سقوط حوالي 18 صاروخ (كاتيوشا) على القاعدة العسكرية، وهو الأمر الذي على إثره تعهدتا “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” بمحاسبة مرتكبي الهجوم الدامي على القاعدة العراقية. وشدد وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ونظيره البريطاني، “دومينيك راب”، في مكالمة هاتفية؛ على ضرورة: “محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات”، وفق بيان صادر عن “الخارجية الأميركية”.

وجاء في بيان “التحالف الدولي” عن الحادث: “يتحرى التحالف وقوات الأمن العراقية ما حدث في الهجوم”.

وكان مسؤولان أميركيان قد صرحا، لـ (رويترز) في وقت سابق؛ نقلاً عن معلومات أولية؛ أنه من المعتقد أن أميركيين إثنين وبريطانيًا قُتلوا في هجوم صاروخي عندما سقط أكثر من 15 صاروخًا على معسكر (التاجي)، شمال العاصمة، “بغداد”، أمس الأول.

وقال المسؤولان إن نحو 12 من أفراد التحالف أصيبوا في الهجوم، مشددين على أن المعلومات أولية ويمكن أن تتغير.

إلى ذلك أعلن الجيش العراقي، في وقت سابق؛ أن 10 صواريخ (كاتيوشا) سقطت، الأربعاء، على قاعدة (التاجي)، التي تؤوي جنودًا أميركيين، في هجوم هو الثاني والعشرين من نوعه الذي يستهدف مصالح أميركية عسكرية في “العراق”، منذ أواخر تشرين أول/أكتوبر 2019.

كما أضاف أنه: “تم العثور على عجلة من نوع (كيا بنكو) تحمل منصة صواريخ فيها ثلاثة صواريخ متبقية جنوب منطقة الراشدية”.

فتح تحقيق..

من جهته؛ أعلن الجيش العراقي فتح تحقيق في هذا “العمل العدائي”. وأفادت وكالة الأنباء العراقية، أن قيادة العمليات المشتركة باشرت بأمر من القائد العام للقوات المسلحة، “عادل عبدالمهدي”، بفتح تحقيق لمعرفة الجناة المسؤولين عن مهاجمة قاعدة (التاجي) العسكرية ومحاسبتهم.

إلى ذلك؛ دانت “الخارجية العراقية” هذا “العمل العدائي”، معتبرة أنه: “يُقـوّض جهود مكافحة الإرهاب، ويُفسح المجال لعصابات (داعش) بالعودة”.

العراق يُدين..

من جهتها؛ أدانت، أمس، رئاسة الجمهورية العراقية، الهجوم على معسكر (التاجي)، والذي تسبب في مقتل ثلاثة عسكريين من التحالف.

وقالت الرئاسة في بيان إنها: “تُدين الإعتداء الإرهابي على قاعدة (التاجي) العسكرية العراقية بقصف بصواريخ (كاتيوشا)، والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي التي تعمل في العراق في نطاق محاربة الإرهاب، بدعوة من الحكومة العراقية”.

وأضافت أن: “هذا الإعتداء يُعد استهدافًا للعراق وأمنه”، مؤكدة: “على ضرورة إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه”.

ودعت البعثة الأممية في العراق إلى: “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، معتبرة أن: “قيام جماعاتٍ مسلحةٍ بأعمال مارقة يُشكل مصدر قلق دائم” في “العراق”.

وأضافت البعثة، في بيان أمس؛ أن: “آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية”.

استغراب لمواقف المسؤولين..

فيما قال الناطق باسم (كتائب حزب الله) العراق، “محمد محيي”، إن الاستنكارات الحادة من جهات عراقية لاستهداف (التاجي)، “مستغربة”.

وفي حديث له لقناة (الميادين)؛ شدد “محيي” على أن الجهات التي استنكرت استهداف معسكر (التاجي) لم تستنكر استهداف الأميركيين لقادة في “العراق”، كـ”أبومهدي المهندس”، مضيفًا أن: “على المسؤولين السياسيين والحكومة احترام قرارات مجلس النواب وإرادة الشعب العراقي ودمائه”.

كما أكد “محيي” أن “أميركا” بمجرد أن تعرضّت للاستهداف في (التاجي)؛ عمدت إلى قصف مواقع على الحدود حتى قبل التثبت أو التحقق، مشيرًا إلى أن: “الوجود الأميركي في العراق هو السبب لما يشهده البلد اليوم؛ وعليها أن تدفع ثمن ذلك وتخرج منه”.

كذلك؛ أوضح أن “البرلمان العراقي” أعطى الحكومة فرصة كبيرة للعمل دبلوماسيًا لإخراج القوات الأميركية، لكنها لم تتحرك، لافتًا إلى أن الوجود الأميركي في “العراق” يستوجب المقاومة.

وتابع “محيي” قائلاً: “أميركا استهدفت مرارًا قوات (الحشد الشعبي)، الذي يواجه (داعش)، بطائرات تزعم واشنطن أنها مجهولة”.

وفي سياق حديثه؛ رأى “محيي” أن الواجب الشرعي يدعو إلى مواجهة المحتل ومحاربة بقائه، ولا سيما أنه سبب في دفع البلاد نحو حرب أهلية، مضيفًا: “نحن مع استقرار الشارع العراقي وأمنه؛ ليكون لدينا حكومة ثابته تتمكن من العمل وتوفير الخدمات”.

هذا؛ ولفت “محيي” إلى أن محاولات المحتل الأميركي فصل الشارع العراقي عن مقاومته؛ لم ولن تنجح.

كما كشف “محيي”، في حديثه لـ (الميادين)؛ أن: “أميركا تُحاول ترسيخ وجودها في العراق؛ وهناك معلومات عن بناء مطار في (عين الأسد) ونشر صواريخ (باتريوت)”.

الناطق باسم (كتائب حزب الله) العراق أكد أن المقاومة العراقية تُحذّر من ترسيخ الوجود الأميركي، وستواجهه بكل الوسائل.

وكانت (كتائب حزب الله) قد قالت، أمس الخميس؛ إن: “اختيار الوقت لعملية (التاجي) كان مناسبًا وموفقًا؛ وهو الوقت الأنسب لاستئناف العمل لطرد الأشرار”، كما باركت منفذي “العملية الجهادية الدقيقة التي استهدفت قوات الاحتلال في قاعدة (التاجي)”.

ترامب” يُعطي “البنتاغون” سلطة الرد على الهجوم..

إلى ذلك؛ قال وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، أمس؛ إن الرئيس، “دونالد ترامب”، أعطى “وزارة الدفاع”، (البنتاغون)، سلطة لإمكانية الرد على هجوم شنته جماعة مسلحة تدعمها “إيران” في “العراق”، أمس الأول، وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني.

وقال “إسبر”، للصحافيين؛ في (البنتاغون): “تحدثت مع الرئيس. وأعطاني السلطة لفعل ما ينبغي علينا فعله بما يتماشى مع توجيهاته”.

وبسؤاله عما إذا كان أي رد أميركي قد يتضمن توجيه ضربات داخل “إيران”، قال “إسبر” إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة الآن؛ “لكننا نُركز على الجماعة، أو الجماعات، التي نعتقد أنها نفذت هذا (الهجوم) في العراق، في الوقت الحالي”.

كل الخيارات مطروحة..

وكان وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، قد ذكر أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بعد هجوم صاروخي في “العراق” أسفر عن مقتل جندي بريطاني وجنديين أميركيين، وقال إن جماعات شيعية مسلحة تدعمها “إيران” تقف وراءه.

وقال “إسبر”، للصحافيين: “هجوم أمس الأول؛ الذي شنته جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران، تضمن نيرانًا متعددة غير مباشرة إنطلقت من منصة ثابتة واستهدف بوضوح قوات التحالف والقوات الشريكة في معسكر (التاجي)”.

وأضاف: “دعوني أكون واضحًا.. الولايات المتحدة لن تتساهل مع الهجمات على شعبنا ومصالحنا وحلفائنا”.

وتابع: “كل الخيارات مطروحة على الطاولة في سبيل مثول الجناة أمام العدالة ومواصلة الردع”.

تضرب عصفورين بحجر واحد !

تعليقًا على هذا الهجوم؛ يقول رئيس مركز “أفق” العراقي للتحليل السياسي، “جمعة العطواني”؛ أن القوات الأميركية لم تنتظر صدور التحقيقات التي تُجريها غرفة العمليات المشتركة بالتعاون مع الجانب الأميركي لمعرفة الجهات التي ضربت قاعدة (التاجي) العسكرية الأميركية، وقامت بتوجيه ضربات عسكرية لمواقع فصائل (الحشد الشعبي) وفصائل عراقية أخرى، وأرادت من ذلك ضرب عصفورين بحجر واحد، أولًا: الضغط على القائد العام للقوات المسلحة العراقية من أجل القبول بنصب الأميركيين صواريخ (باتريوت) في قواعدهم بذريعة تعرضهم للإعتداءات المتكررة، وثانيًا: تحميل (الحشد الشعبي) المسؤولية، وتوجيه ضربة لهم لإضعافهم وتخفيف قوتهم.

الرابح إيران وأذرعها..

من جهته؛ أكد الدكتور “رائد العزاوي”، أستاذ العلاقات الدولية العراقي؛ أن الذي أقدم بالهجوم على معسكر (التاجي)، بـ”العراق”، دون أدنى شك هي (كتائب حزب الله) بتوجيه مباشر من “إيران”.

وقال “العزاوي”؛ إن الرابح الأكبر، “إيران” وذراعها بـ”العراق”، والأكراد وجزء من السُنة، الذين لديهم رغبة فى بقاء، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء المستقيل، والذى يُشجع “إيران” داخل “العراق” حتى يظل الخلاف “الشيعي-الشيعي”.

وأضاف؛ الخاسر الحقيقي هو الشعب العراقي، لأن “الولايات المتحدة الأميركية” أكدت أنه لن يكون هناك تمييز لمن قام بالعملية، فهي عملية عسكرية قام بها عراقيون فيكون العقاب للشعب العراقي دون تمييز.

موضحًا أن الأزمة التي يواجهها رئيس الجمهورية الآن؛ فُرضت من قِبل القوى المسلحة، وهي الدولة العميقة بـ”العراق”؛ لديها القوة لفرض اسم معين وشخصية بعينها لن يقبلها الشعب العراقي؛ ونعود مرة أخرى للمربع الأول، وهو مربع “محمد توفيق علاوي”، وبالتالي ندخل بأزمة كبيرة من شقين؛ الأول: هو وباء “كورونا”، والثاني: الشارع العراقي الذي أصبح لا يهتم بمن سيكون رئيس الوزراء، الأهم مَن القادر على الخروج من الأزمة.

وحول تأثير الهجوم الذي تعرضت له القوات الأميركية وحلفائها حول اختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل، قال “العزاوي”؛ إن بموافقة “إيران”، سيفرض شخصية سياسية مقبولة وبموافقة “الولايات المتحدة الأميركية” في حالة واحدة فقط؛ إذا ما قام هذا الشخص المُناط به تشكيل الحكومة، بإبعاد “إيران”، وهذا أمر أصبح بعد هذه الضربة اليوم صعبًا.

جناحي التحكم بالإدارة الأميركية..

وأضاف: نحن أمام جناحين داخل الإدارة الأميركية، حيث أنه قبل ساعات من عملية معسكر (التاجي)؛ أقر “مجلس الشيوخ” الأميركي بعملية عسكرية ضد “إيران”، فهو جناح متحكم أكثر علمًا بأن “إيران” استطاعت خلال 72 ساعة استعطاف العالم لصالحها، ومن يعتقد أن “الولايات المتحدة” تستطيع أن تُقدم على عملية مثل اغتيال “سليماني” فهو مخطيء؛ وليست لديها القدرة على إنهاء التدخل الإيراني بـ”العراق”.

لن يمنعه من توجيه الضربات..

في إطار ذلك؛ قال الباحث في السياسات الأميركية، “كمال الساعدي”، إن موافقة “مجلس النواب” الأميركي على تشريع يحد من قدرة الرئيس، “دونالد ترامب”، على شن حرب ضد “إيران”؛ لا يعني أنه سيمنعه من توجيه ضربات موضوعية أو إستباقية ضد “الجمهورية الإسلامية”.

كما أضاف أن؛ القرار لن يكون له تداعيات على حملة الانتخابات الرئاسية في البلاد، بسبب عدم إهتمام المواطنين الأميركيين بشؤون السياسة الخارجية.

كلام “الساعدي” جاء تعليقًا على موافقة “مجلس النواب” الأميركي على مشروع “قانون صلاحيات الحرب” بأغلبية 227 صوتًا مقابل 186 صوتًا، في أحدث محاولة منه لإنتزاع سلطة إعلان الحرب من الرئيس، التي يكفلها الدستور.

وسيُلزم مشروع القانون، الذي وضعه السناتور الديمقراطي، “تيم كاين”، الرئيس، بسحب القوات الأميركية المشاركة في أعمال قتالية ضد “إيران”؛ ما لم يُعلن “الكونغرس” الحرب أو يوافق على تفويض محدد باستخدام القوة العسكرية.

هجمات سابقة..

ويُعتبر هذا الهجوم؛ هو الـ 22، منذ نهاية تشرين أول/أكتوبر الماضي، ضدّ مصالح أميركية في “العراق”.

وسبق لهجمات مماثلة استهدفت جنودًا ودبلوماسيين أميركيين أو منشآت أميركية في “العراق” أن أسفرت عن مقتل متعاقد أميركي وجندي عراقي.

ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ “واشنطن” عادة ما تتّهم الفصائل الشيعية الموالية لـ”إيران” بشنّ هجمات مماثلة، في إطار التوتر القائم بين “إيران” و”الولايات المتحدة” منذ أشهر، في إطار عمليات الثأر لاغتيال الجنرال الإيراني النافذ، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”، في ضربة أميركية في “بغداد”. ولم يُقتل أي جندي أميركي في الضربة، لكن “وزارة الدفاع” الأميركية أعلنت إصابة 109 جنود بإرتجاج في الدماغ.

وفي كل مرة؛ تُؤكد القوات العراقية العثور سريعًا على منصة إطلاق الصواريخ في تلك الهجمات، إضافة إلى صواريخ غير منفجرة، غير أن التحقيقات لم تؤدِ أبدًا إلى منفذي الهجمات.

وفي خضم التوتر؛ صوّت “البرلمان العراقي” على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، لكن الحكومة العراقية لم تُفصح عن خطط للمضي في هذا المشروع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة