قصفت أربيل وسورية وباكستان .. لماذا ضربت “إيران” أهدافًا بعيدة عن القواعد الأميركية ؟

قصفت أربيل وسورية وباكستان .. لماذا ضربت “إيران” أهدافًا بعيدة عن القواعد الأميركية ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

خلال (24 ساعة)، وجَّهت “إيران” صواريخها تجاه ثلاث دول، هي: “العراق وسورية وباكستان”، وقصفت أهدافًا فيها، ليست من بينها مصالح أميركية.

عن ضربتها على شمال “العراق”، بّررت “إيران” ضرباتها الصاروخية بأنها كانت دفاعًا عن سيّادتها، فيما سّارعت “بغداد وباريس وواشنطن” إلى إدانة هذه الضربات واعتبرتها انتهاكًا لسيّادة “العراق”.

وأضاف المتحدث باسم “الخارجية الإيرانية”؛ أن: “طهران تحترم سلامة أراضي الدول، لكنها تستخدم حقها المشروع لردع التهديدات لأمنها القومي”.

وقال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني؛ “محمد صالح جوكار”، عن الهجمات الصاروخية التي شّنها (الحرس الثوري) الإيراني على “أربيل” و”العراق” وأجزاء من “باكستان”، إن: “هذه الخطوة كانت مجرد انتقام صغير؛ ويجب على الأعداء انتظار المزيد من الضربات الساحقة”.

“بغداد” تسّتدعي سفيرها من “طهران”..

ونتيجة لتلك الضربات؛ استّدعت “وزارة الخارجية” العراقية سفيرها لدى طهران؛ “ناصر عبدالمحسن”، الثلاثاء، “للتشاور”، بعد الهجمات الصاروخية التي نفّذتها “طهران” في “إقليم كُردستان العراق”.

وجاء في بيان صادر عن “الخارجية العراقية” في “بغداد”، حليفة “طهران”: “استّدعت وزارة الخارجية؛ سفير جمهورية العراق لدى طهران؛ نصير عبدالمحسن، لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين”.

وجاء في البيان أن الحكومة العراقية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذا السلوك الذي تعتبره انتهاكًا لسيّادة “العراق” وأمن شعبه بما يشمل تقديم شكوى إلى “مجلس الأمن الدولي”.

احتجاج لدى “طهران”..

وفي وقتٍ سابق؛ استدعت “وزارة الخارجية” العراقية القائم بالأعمال الإيراني في “بغداد”، وسّلمته مذكرة احتجاج أعربت فيها “جمهورية العراق” عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في “أربيل”.

الرئيس العراقي يُدين..

وفي وقتٍ سابق؛ دان الرئيس العراقي؛ “عبداللطيف جمال رشيد”، القصف على مدينة “أربيل”، واعتبره انتهاكًا للسيّادة وتقويضًا للأمن والاستقرار، وذلك في تغريدة نشرها على موقع (إكس).

وقال الرئيس العراقي؛ إن: “حسّم المسّائل يكون عبر الحوار وليس الهجمات العسكرية التي تُهدد استقرار العراق وكل المنطقة؛ التي تشهد توترات ينبغي العمل على خفضها”.

انتهاك للسيّادة العراقية..

وفي “باريس”؛ اعتبرت “فرنسا” أن هجوم (الحرس الثوري) الإيراني على “أربيل” يُمثل: “انتهاكًا صارخًا وغير مقبول ومثيرًا للقلق” لسيّادة العراق”.

وقالت “وزارة الخارجية” الفرنسية إن: “هجوم (الحرس الثوري) على أربيل؛ يُفاقم التصّعيد في المنطقة”.

في “بغداد”؛ دانت سفيرة “الولايات المتحدة الأميركية” لدى العراق، الهجوم الإيراني على “أربيل”.

وكانت “وزارة الخارجية” الأميركية ندّدت بالهجمات التي وقعت قرب “أربيل” ووصفتها بأنها: “متهورة”.

وقال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم استهداف أي منشآت أميركية؛ ولم تقع خسائر في صفوف الأميركيين.

وقالت “أدريان واتسون”؛ المتحدثة باسم “مجلس الأمن القومي” بالبيت الأبيض، في بيان: “لقد تتبعنا الصواريخ التي سقطت في شمال العراق وشمال سورية. ولم يتم استهداف أي موظفين أو منشآت أميركية”.

وأضافت: “سنواصل تقييّم الوضع، لكن المؤشرات الأولية تُشير إلى أن هذه كانت مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة”، مضيفة أن: “الولايات المتحدة تدعم سيّادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه”.

ضربات مدروسة ودقيقة..

عن سبب استهداف “طهران” أماكن بعيدة عن الوجود الأميركي؛ رُغم اتهامها لـ”واشنطن” بالمسؤولية عن الصراعات القائمة في المنطقة، يقول الباحث في الشأن الإيراني؛ “وجدان عبدالرحمن”: “المعروف أن ردود طهران على واشنطن مدروسة ودقيقة؛ بحيث لا تؤدي لخسائر بشرية أميركية؛ لذا استهدفت أربيل بحجة ضرب مركز لـ” (الموساد)”.

وبقصف “أربيل” و”إدلب”: “يمكنها التغطية على خسائرها، وإظهار شيء من القوة أمام أنصارها وحلفائها في إطار قوة الردع بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد أن فشلت أذرعها في الحفاظ على قوة الردع هذه”، في إشارة لعدم توجيه رد كبير من هذه الأذرع على مقتل قيادات من (حزب الله) و”إيران” وحركة (حماس)؛ خلال الأسابيع الأخيرة.

مخرج لطواريء أزماتها..

كذلك؛ يتّفق الباحث العراقي المتخصّص في شؤون الأمن القومي الإيراني؛ “فراس إلياس”، مع “عبدالرحمن”، في أن: “إيران عادةً ما تبحث عن ردود منخفضة الكلفة، والعراق هو البيئة الأنسّب لها في هذا الأمر”.

ويُفسّر توجيه صواريخها إلى “أربيل”؛ بأنه: يدل على “مدى عجزها” عن المواجهة المباشرة، وفشلها في التعاطي مع التصّعيد الإسرائيلي والأميركي في المنطقة ضمن معادلة توازن الردع.

كذلك تُبرهن الضربات الإيرانية مرة أخرى على أنّ “طهران” ليست لديها القدرة على توسّيع دائرة الصراع بالمنطقة، وتتخذ من “العراق” مخرج طواريء لأزماتها.

وأمّا الهجمات التي توجّهها أذرع “إيران” وجماعات مرتبطة بها داخل “العراق” على القواعد الأميركية في “العراق وسورية”، فهي: “تأتي في إطار استراتيجية وحدة الساحات، وهدفها الرئيس الاستنزاف؛ وليس تحقيق النصر الحاسم على العدو، وإِشغال إسرائيل والولايات المتحدة عن إيران”.

لكن استراتيجية: “وحدة الساحات”؛ فقدت الكثير من قوّتها لعدم وجود شخصية توازي تأُثير قائد (فيلق القدس)؛ في (الحرس الثوري)، “قاسم سليماني”، الذي قتلته غارة أميركية في “العراق” عام 2020.

تدمير النموذج الكُردي..

من جانبه؛ يُشدّد رئیس حزب (سربستي كُردستان)، المعارض لنظام الحكم الإيراني؛ “عارف باوە جاني”، على أن زعم “طهران” أنها استهدفت مقرًا لـ (الموساد)؛ في “أربيل”، هو: “حجة كاذبة”، لكن أهدافها الحقيقية من الهجوم هي: تدمير نموذج إقليم كُردستان؛ حتى لا يمتد تأثيره لعمل نموذج كُردي مماثل (حكم ذاتي) في منطقة “كُردستان الشرقية” بـ”إيران”.

كما أن “إيران” ترى في “كُردستان العراق” عدوًا قائمًا، وموقعًا محتملاً أن تستخدم “واشنطن” أراضيه حال توجيه “واشنطن” ضربة أميركية لـ”إيران”.

وتوجد في “كُردستان العراق” فصائل كُردية إيرانية مسّلحة؛ ما يُهدد أمن “إيران”.

وسبق أن سّعت “بغداد” لمنع توجيه “طهران” هجمات لـ”العراق” بحجة وجود هذه الفصائل، بأن وقّعت اتفاقية مع “طهران” لتفكيك معسكرات المعارضة الكُردية الإيرانية في “كُردستان”؛ وإبعادها عن الحدود مع” إيران”، مقابل وقف العمليات العسكرية الإيرانية.

ووفقًا لـ”اللجنة العُليا لتنفيذ الاتفاقية الأمنية”، تم إخلاء جميع مقرات المعارضة الإيرانية على الحدود.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة