16 أبريل، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

قصة عاشق معصوب العينين .. 2450 سجين بسبب “المهور” في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كان كبقية الشباب الإيراني.. باحثاً عن الزواج، غارق في الأحلام، يسعى في إثر إمرأة.. يجلسها على حصانه الأبيض ويسعدها. رأى نفسه كالآخرين في “الكوشة”. سعيد بفرحه وتهاليل الآقارب. يرى عش الزوجية الصغير مرتب فيسيل لعابه لقضاء عمره تحت سقفه.. يتذكر كل شيء في هذه اللحظة من خلف قضبان السجن، فيستغرق في الغضب لثواني.

هذا حال كل من خاض التجربة.. في غضون ذلك لم يتصور العشاق والأحبة في أسوأ كوابيسهم أن يتفكك عشهم الصغير يوماً، وأن ينهار حبهم، ويأخذهم الشعور بالانتقام إلى السجن.

ويبلغ عدد سجناء “المهور” (الزوجية), طبقاً لأحدث احصائيات “لجنة الدية” بوزارة الداخلية الإيرانية، حوالي 2450 شخص، وبحسب صحيفة “الصبح الجديد” الإيرانية, فهذا العدد يعكس انهيار 2450 حياة مشتركة.

لكن الأمر لا يقتصر على تلك الحياة المنهارة, وإنما هناك آلاف المنازل التي يسودها مناخ الحرب بدلاً من الحب، حيث تتداول التهديدات بدلاً من كلمات الحب.

هذا بخلاف احصائيات الزيجات التي هي بصدد اشتراط “المهر”, واحتمالات تعرض رجل البيت إلى السجن. هذه الكتلة كما أعلن السيد “أسد الله لاجويي”, رئيس لجنة الدية بوزارة الداخلية، بكل أريحية أن عددها يفوق كثيراً عدد الموجودين بالسجن.

رقم 2450 سجين ليس جزءً من الاحصاء الحقيقي لسجناء “المهر”، لأن احصائيات “لجنة الدية” تقتصر فقط على الرجال العاجزين عن دفع “المهر”، وليس لديهم مال يكفي لأداء الدين, (وبالتالي تشملهم مظلة دعم اللجنة), وإلا فهناك رجال لم يثبت اعسارهم المادي ويراوغون عمداً وبآلاف الحيل لعدم دفع “المهر”.

جيوب خالية.. ومهور غالية..

السجن ليس مكاناً للكثيرين، وإن كان مكاناً للجميع, لكنه ليس بيت الرجل.

تقول “مريم حاتمي”, بصحيفة “الصباح الجديد”: “لست هنا بصدد توجيه أصابع الاتهام إلى النساء، وهذه السطور لا تنتقد أي إمرأة وإنما تبحث في الحياة الزوجية المشتركة التي لا يجب أن تنتهي بالسجن. لكن عيون الرجال المعصوبة، وعيون الأسرة المغمضة, (كما يقول رئيس لجنة الدية), تسببت في امتلاء السجون بسجناء الدية.

ونظرة على ملف “سجناء الدية” في لجان وزراة الداخلية, تكشف عن حقيقة مريرة تعتبر شاهد عيان على الأعين المعصوبة أثناء عقد الزواج والتفكير في كل شيء عدا القدرة المالية للشباب الذي سيصير عريساً.

تتابع الصحافية الإيرانية في تقريرها: “وها أنا أتصفح الملف، فأرى زوجاً شاباً يعمل ساعياً براتب أقل من مليون طومان، وشاباً آخر فصل من العمل مؤخراً وعديم المال، وثالث تلميذ يبع الفاكهة، ورابع موظف بسيط في شركة. وفي تموز/يوليو الماضي، انتشر في وسائل الإعلام خبر كثرة عدد النساء والرجال من المتورطين في مشاكل “المهر”، لم يرى أي منهم عملة ذهبية عن قرب، لماذا المطالبة بمئات العملات الذهبية وقبول دفع بضعة آلاف من العملات. السجناء الذين يتحملون العقاب حالياً في عموم سجون الدولة ولا تُعرف مدة سجنهم، جميعهم ضحايا هذه الثقافة الخاطئة. بينما الثقافة التي لم يتعلمها المقبولون على الزواج هي” “لا تكلف نفسك فوق طاقتك”، لم يعلموهم أن كتابة “المهر” تستغرق ثواني, بينما قد يتطلب الأمر عمراً من الزمن لتسديد هذا المهر”.

المهر.. دين تعويضاته ثقيلة..

مع التعثر، فإن جملة (لا أملك)، أو المراوغة، أو بكاء الزمان والمكان لا تصلح لإغلاق الملفات المتعلقة بالمهور.

وتحرص “لجنة الدية” بوزارة الداخلية, باستمرار على توضيح أن مساعداتها تشمل فقط الأشخاص المتعثرين فعلاً, الذين يواجهون السجن طبقاً للاتفاق، والشواهد تشير دائماً إلى عزوف أهل الخير عن مساعدة سجناء “المهر”.

كذلك لا تضع “لجنة الدية” بوزارة الداخلية أسماء سجناء المهور على رأس قائمة توزيع مساعدات أهل الخير، لأنهم يعتقدون أن الثقافة الخاطئة وتجاهل التحذيرات هي السبب في سجنهم.

مع هذا خصصت الحكومة قبل سنوات مبلغاً من ميزانية وزارة الداخلية السنوية لسداد دين سجناء “المهور”. وهذه التسهيلات في الحقيقة هي نوع من القروض تُدفع لسجناء “المهور” على سبيل القرض الحسن، ويجبرون ويتعهدون على سدادها في مهلة محددة. وقد حددت الحكومة قيمة مبلغ التسهيلات بـ50 مليون طومان. لكنها كما قيل لا تساوي شيئاً مقارنة مع “المهور” الكبيرة التي تعهد سجناء المهور بدفعها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب