9 أبريل، 2024 3:14 م
Search
Close this search box.

قصاصات من سجن “فشافويه” الإيراني .. تفاصيل صادمة عن الإدمان والعلاقات الجنسية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“عندما كنت أستعد للخروج من العنبر، رأيت صبيًا في جانب الممر كان ضابط الحراسة يتحفظ عليه ويتحدث إليه. علمت فقط، خلال هذه اللحظة، أن اسم الصبي، نيما، وأنه نُقل مؤخرًا إلى هنا. بعد ذلك أخبرني ضابط الحراسة أن، نيما، يبلغ من العمر 16 عامًا، ولم يكد يمر أسبوعان على سجنه، حيث أمضى 10 أيام في الحجر الصحي للسجن ونُقل إلى عنبر 3”.. هكذا بدأ “محمد شريفي مقدم”، الصحافي الإيراني بموقع (إيران واير) المعارض، تقريره الاستقصائي عن سجن “فشافويه” الإيراني.

لواط ومخدرات..

يكمل مراسل (إيران واير)؛ فسألت الحارس: ماذا كنت تقول لـ”نيما” في الصباح ؟.. فأجاب: حصلت منه أولاً على المعلومات، ربما أمكنني القيام بأي شيء. ثم أخبرته عن المخدرات وخلافه، وركزت بشكل أساس على مسألة اللواط.

قلت: كي يأخذ حذره.. هكذا يقوم بتنبيه الصغار سريعًا. وأنا أيضًا بطبيعة عملي لدي مناوبة مدة 24 ساعة وراحة 48 ساعة.

وذات يوم توجهت نحو الضابط، ولكن تداخلت المناوبات. فلم يكن يستطيع الكلام إلينا؛ بناءً على قرار رئيس السجن، وهو من جملة الضباط المعدودين، حيث يأتي كل يوم لتسليم وجبات الطعام، ويبقى بضع دقائق ونتحدث.

يقول: “يأخذون الكثير من هؤلاء الصغار، ولأن أعلم طبيعة الأجواء آتي كل مرة بنفسي، وعندما ينقلون الصغار هنا أخبرهم ماذا يفعلون”.

سألت: هل من نتيجة ؟.. فقال: “الأمر يُجدي”. قلت: “لا أعلم إذا كنت تقرأ الموضوع وتشعل سيجارة في الوقت نفسه وتنفخ الدخان؛ أم مثلي تتلفظ بالألفاظ النابية بعد مراجعة كل جملة”. فيجيب: “بالأمس عرض التليفزيون زيارة رئيس السلطة القضائية ورئيس هيئة السجون للإصلاحية؛ وقالوا: نحمد الله على قلة الأعداد هنا”. قلت: “كتبت مقالة عن الصغار”. فسأل: هل حققت نتيجة ؟.. فقلت: “لم تكن بلا جدوى”.

سجن “طهران الكبرى”..

يقع سجن “فشافويه”، (طهران الكبرى)، في منطقة “حسن آباد” الحارة الجافة. وبشكل أدق أقول: يبتعد عدة كيلومترات عن المطار؛ ويعد السجناء، في منطقة التريض، الطائرات التي تمر يوميًا فوقهم. ومن محطة مترو “كهريزك”؛ يمكن أن تصل إلى السجن بواسطة تاكسي، وإن كنت تركب سيارة وتأتي من تقاطع “قم” فسوف يكون عليك أن تنعطف يمينًا للوصول إلى المطار ثم تنعطف يسارًا فترى أبراج السجن.

ويتكون السجن من أربعة أجنحة لإسكان السجناء، يشتمل كل جناح على عشر عنابر تقريبًا، حيث 16 غرفة في العنبر، (8 جهة اليمين و8 جهة اليسار)، وفي كل غرفة 5 أسرة تتكون من ثلاث طبقات، (فيكون المجموع 240 سرير)، وفي نهاية العنبر يوجد عدد 16 حمام و18 مرحاض يُستخدم ثلثها بالغالب في تعاطي مخدر “الهرويين” ؛والبعض الآخر معطل.

وتبلغ كثافة العنابر عمومًا، 500 سجين، وهو ضعف القدرة الإستيعابية للعنبر. ويكثر وجود الصغار في معظم هذه العنابر.

أطفال السجن..

وقد أدت زيادة أعداد الصغار في السجن؛ إلى تخصيص عنبر إلى ثلاثة في كل جناح للصغار، يُعرف بـ”عنبر الشباب”، مخصص لمواليد 1997، ويشتهر بين السجانة باسم، “عنبر الفراشات”، للشباب من 15 عام وحتى 35 عامًا.

ومعظم الشباب تحت 18 عامًا في سجن “فشافويه”؛ أطفال بلا هوية إيرانية أو أوراق ثبوتية أفغانية، جيء بهم إلى هذا السجن بدلاً من الإصلاحية بسبب إنعدام الأوراق الرسمية التي تثبت أعمارهم.

أطفال وشباب بلا هوية !

والأطفال الذين يواجهون عقوبة السجن للمرة الأولى، تجدهم ضحايا السلوك البدني، والحرمان من الحرية، والحياة في الأماكن المزدحمة. هؤلاء الأطفال ضحايا السُخرة، مدمنون للمخدرات، تعرضوا للاستغلال الجنسي، وفيما يلي شهادات بعض نزلاء السجن بالأجنحة (1) و(4)…

“راشد”؛ من “هرات” الإفغانية، وهو ليس سوى طفل خدمات مهمش، كلما حاول تنظيف الأرضية يُكسر معصمه، ورغم محاولات رفاقه لم ينقلوه إلى المستشفى، حتى المحامي لم يتمكن من فعل شيء، من ثم ذهب به رفاقه إلى المستوصف، وقال لهم الأطباء: لم تعد الحالة طارئة؛ فقد أصيب المعصم بالإعوجاج وسيظل كذلك.

وما يزال يعمل بالخدمات حتى الآن. ويُكلف الشباب في السجن بتنظيف العنابر والممرات ومنطقة التريض والحمامات والمراحيض، وكذلك غسل ملابس جميع السجناء وإعداد الطعام، وثمة الكثير من الشباب الإفغاني في خدمة السجناء. ويحصلون مقابل التنظيف على “السجائر”، وهي تحل محل “المال” داخل السجن.

يبلغ “علي رضا”، 19 عامًا، ويعمل مصفف شعر، قضى 6 أشهر من مدة سجنه، وهو طهراني، يقول: “لم أكن أعرف التصفيف، وتدريجيًا بدأت الطريق، والآن أستطيع تصفيف عشرة أشخاص يوميًا، وكذلك بدأت الصنف بالطريقة ذاتها. جاءني وقال: صفف شعري، ففعلت، فقال: سلمت يداك وأعطاني قرص بوپرنورفین، (بديل للمخدرات يُستخدم في مراكز علاج الإدمان، لكنه مع الاستخدام المتكرر يتحول إلى إدمان)، وحاليًا أتناول قرصين باليوم”.

وتتعدى دورة العوائد المالية للمخدرات 100 مليون طومان، في الأسبوع. وتدخل المخدرات إلى العنابر عبر ثلاثة طرق: “ضابط الحراسة، أو المساجين الذين يخرجون للمثول أمام المحكمة أو بعض المقبوض عليهم حديثًا يدخلون المخدرات في أمعاءهم أو مؤخراتهم، أو مسؤولي السجن في منطقة التريض”.. كذلك بمقدور رجل الدين الخاص بالسجن أن يعقد زواج مؤقت لكل أعزب مع سجين آخر مقابل خمسمائة ألف طومان للمرة.

كذلك في بعض العنابر؛ يتحول كل من يحتاج إلى المال أو الأمن داخل السجن إلى رفيق جنسي خاص بأحد السجناء الآخرين الذي يستطيع حمايته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب