22 أبريل، 2025 10:38 م

قريبا تخرج للميادين .. تصاعد احتجاجات غضب طلاب العراق ضد إيران

قريبا تخرج للميادين .. تصاعد احتجاجات غضب طلاب العراق ضد إيران

غضب طلابي عارم لم يفلح معه إلا رصاص المليشيات لتفريقهم.. عراقيون نعم.. لكنهم يرفضون كل مكون تدعمه إيران يعمل على تفرقة الشارع العراقي، إذ يبدو أن الكيل قد طفح وكان لابد من توجيه رسالة ساخنة من طلبة الجامعات العراقية للساسة والمدعومين من إيران بأن كفى تدخلاً، كفى ميليشيات تنفذ أجندات طائفية، “نريد عراقنا.. إيران برا برا”!

هكذا قابل طلاب جامعة القادسية بمحافظة الديوانية جنوب العراق حضور “قيس الخزاعلي” الأمين العام لمليشيات عصائب أهل الحق للمشاركة معهم في المؤتمر الذي نظمته الجامعة لدعم وتأييد الحشد الشعبي في مواجهة الإرهاب.

رفض الطائفية والعنف..

لقد أبدى الطلاب رفضاً قاطعاً لوجود “الخزعلي”، المولود في مدينة الصدر ببغداد والبالغ من العمر 43 عاماً ومؤسس كتلة “الصادقون”، لما رأوه من تصرفات عنيفة من قبل مليشياته تجاه مدنيين عراقيين على أسس طائفية، إذ أنه يسيطر على واحدة من أكثر المليشيات في العراق شراسة، وينال دعماً غير محدود من رئيس الوزراء  العراقي السابق والنائب الأول للرئيس العراقي الحالي، “نوري المالكي” الذي يلام دائماً بحسب محللين على أنه سبب ازدياد الطائفية والتطرف والفساد في العراق.

“إيران برا برا” بعد 14 عاماً على رحيل صدام..

هتافات مناهضة لرجل مليشيا “عصائب أهل الحق” الأول لم تتوقف منذ وضع قدمه في قاعة مؤتمرات الجامعة، وعلى إثرها لم يستطع مواصلة خطابه الذي جهزه للطلاب، في العاشر من نيسان/ابريل 2017، مع حلول الذكرى الـ14 لرحيل “صدام حسين” على يد الغزو الأميركي في 2003، ليجبره الطلاب على المغادرة فوراً بعد هتافات لم تتوقف إلا برحيله، حملت رسالة واحدة وهي “إيران برا برا”، في إشارة إلى إدارك الطلاب ووعيهم جيداً بانتساب الخزعلي وعمله لمصلحة إيران وليس العراق وأبنائه !

أعيرة نارية من الحماية وإصابات داخل الحرم !

مع تدافع الطلاب وإصرارهم على طرده خارج جامعتهم بهتافات مرتفعة الصوت نالت من الرجل، تدخلت قوة حراسات الخزعلي، لتفريق المحتجين باستخدام الرصاص الحي لتأمين خروجه، ما أسفر عن إصابة طالبين بحسب تقارير إعلامية عراقية، في حين لم يمتلك الطلاب سوى الهتاف “سلمية سلمية”، للتأكيد على أنهم لا يواجهون الرجل وحرسه بأي سلاح وإنما فقط أبدوا حقهم في الاعتراض على شخصه ومواقفه ومليشياته !

الطلاب قالوا إن كثيراً من شهود العيان من العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب على يد “عصائب أهل الحق”، ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت انتهاكات وعمليات تعذيب ممنهجة بحق مواطنين عراقيين فقط لأنهم ينتمون للمكون السني !

مواقف عدائية للخزعلي ضد السنة وداعميهم..

ولمن لا يعرف “الخزعلي”، الرجل له موقف ثابت معلن بأن تركيا هي العدو الأكبر للعراق، كما ألمح في مقابلة مع التليفزيون العراقي في أيلول/سبتمبر 2015، بأن المخابرات التركية هي من يسهل دخول أعداد كبيرة من عناصر داعش وبينهم انتحاريون من تركيا إلى سوريا ومن سوريا إلى العراق !

زعيم مليشيا عصائب الحق، الذي انتفض الطلاب في وجهه، له تصريحات تتهم تركيا بأنها أكبر المستفيدين من ثروات العراق، من خلال النفط الذي تبيعه حكومة “كردستان العراق” عبر خط أنابيب يصل إلى ميناء جيهان التركي، فضلاً عن اتهامه لها بالتعامل مع عناصر داعش وشراء النفط منها.

نوايا سيئة..

لقد ذهب الرجل إلى أبعد من ذلك بتصريحاته في حزيران/يونيو عام 2016، التي هدد خلالها السعودية والبحرين بـ”خيار العنف المسلح ضدهما”، بل أبدى استعداده للمشاركة على الأرض والمساعدة فيه باعتباره توجهاً عاماً لمليشيات “الحشد الشعبي”، ما لفت الأنظار وقتها ودعا المحللين لاتهامه بأنه طائفي ولا يقدر حتى على إخفاء نواياه وأن كل نواياه السيئة تجاه أي مكون سني أو تلك الدول التي تدعم السنة بالمنطقة على حدود العراق.

دفع الثمن ورسالة تهديد..

الهتافات المناهضة للخزعلي، على يد الطلاب، يبدو أن هناك من قرر ألا تمر مرور الكرام، فقد تعرض مقر “الحزب الشيوعي” في محافظة الديوانية إلى هجوم مسلح بقنابل يدوية تسبب في أضرار مادية، وذلك بعد يوم واحد فقط من احتجاجات الطلاب، وبالتحقيق في الأحداث تبين أن الطالب الذي قاد الاحتجاج هو ابن قيادي في الحزب الشيوعي في الديوانية، وأنه كان لابد من أن تصل رسالة لوالده بأن هناك من يستطيع الوصول إليه بل ويقبض روحه إذا لم يكف نجله عن مهاجمة عصائب أهل الحق !

رغم ذلك، نفى عدد من طلاب “جامعة القادسية” وجود أي دافع سياسي وراء التظاهرة، وأن الأمر فقط اتفاق بين الطلاب على رفض أية زيارة يقوم بها السياسيون إلى الجامعة، خاصة هؤلاء الذين يساهمون في إضعاف العراق وتمارس عليهم الإملاءات الخارجية.

الشرطة تكشف الحقيقة..

في المقابل، اتهمت “عصائب أهل الحق”، بعض الطلبة بمحاولة “إرباك الوضع” داخل جامعة القادسية، وأن الزيارة جاءت بدعوة رسمية وجهت إلى هيئة الحشد الشعبي من قبل إدارة الجامعة لحضور “ندوة علمية”، كما نفت إطلاق أي أعيرة نارية من قبل الحرس الخاص بالخزعلي تجاه الطلاب، رغم تأكيد مصادر في الشرطة العراقية إطلاقهم لأعيرة نارية داخل الحرم الجامعي !

تصاعد الغضب..

الغضب الطلابي هذه المرة يؤكد على أن حالة الرفض تجاه التدخلات الإيرانية والخضوع لطهران آخذة في التصاعد، فلا يجب أن نغفل ما وقع مع رئيس الوزراء “حيدر العبادي” في نهاية شباط/فبراير 2017 عندما زار “جامعة واسط” وقوبل باحتجاجات طلابية كبيرة وصلت إلى حد رشق موكبه بالحجارة، رفضاً لما وصفه الطلاب وقتها بعدم قدرته على تصريف شؤون العراق أو اتخاذ قرار من رأسه دون الرجوع لطهران !

إن تكرار احتجاجات الطلاب ضد الهيمنة الإيرانية التي فرضت على العراق، ينبئ بأن هذه الموجة من التظاهرات لن تتوقف.. كما أنها لن تقتصر على حرم الجامعة ومع الوقت ستمتد تلك الاحتجاجات إلى خارج الأسوار، إلى الميادين والشوارع الرئيسية بالعراق حتى يتأكد الشباب العراقي أن قرار بلاده مستقل من أجلهم لا من أجل مصالح شرقية أو غربية !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة