26 أبريل، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

“قرني جميل” : لم أفضل أبداً استخدام السلاح لكنني حاربت بالفن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بدأ الفنان التشكيلي العراقي، “قرني جميل”، حواره مع صحيفة (البايس) الإسبانية بالقول: “لم أفضل أبداً استخدام السلاح لكنني حاربت بالفن”، واعترف ابن مدينة “أربيل” الكردية أنه كان يقدم نفسه إلى العالم بصفته مواطن عراقي كردي وفقط، لكنه من خلال رحلاته إلى العالم أصبح يرى أنه عابر سبيل يشعر بأن كل دول العالم موطنه وقبل كل شئ هو إنسان.

وشارك “جميل” في الكثير من المعارض الفنية العالمية والدولية، كما أقام معرضاً للوحاته في مدينة “أربيل” عاصمة إقليم كردستان العراق.

الخيال واللون البني في فن “قرني جميل”..

تتميز لوحات “جميل” بأنها عبارة عن تنقيب عن زمان ومكان خياليين، يتحدث فيها عن المشاعر الداخلية للإنسان، ويهوى رسم المخلوقات ويهتم كثيراً بالطبيعة بما فيها من مكاسب وخسائر، كما يغلب فيها اللون البني بدرجاته المختلفة؛ ذلك لأنه يذكره بأيام طفولته وبمسقط رأسه “أربيل”، إذ عاش في تلك المدينة الصغيرة، بينما كانت عبارة عن مجرد قلعة بنيت حولها منازل معدودة وشوارع قليلة.

وأضاف “جميل” للصحيفة الإسبانية: “اكتشفت أسلوبي في الرسم خلال السنوات الأخيرة من رحلتي إلى إسبانيا، في البداية كنت أرسم لوحات صغيرة على الورق، لكنني عندما عدت إلى كردستان أصبحت لوحاتي أكبر واستخدمت الألوان المائية”.

ويرى الفنان العراقي أن مصير جميع الأشياء في هذه الدنيا هو الفناء و”الأشخاص يعيشون ثم بعد ذلك يتوفاهم الموت، ويتعاقب بنو آدم على مدار السنين فيشيدوا المدن ويقيموا الحضارات التي ما تلبث أن تزدهر حتى تضمحل مرة أخرى”، ويقول إن لوحاته تعبر عن آمال غير متحققة.

رحلته إلى إيطاليا وإسبانيا..

روى الفنان البارز للصحيفة الإسبانية أهم نقاط رحلته إلى إيطاليا وإسبانيا، فقال: “تخرجت في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1977، ثم بدأت العمل في مدرسة حكومية في كردستان بالقرب من الحدود التركية، لكنها قصفت وهدمت بعد عام واحد !”.

وأردف: “لم يكن وضعي جيداً في العراق، إذ كنت حينها لدي اهتمام بالسياسة وعضواً في الحزب الشيوعي العراقي، فقررت حزم أمتعتي وفي 1979 بدأت رحلتي قاصداً إيطاليا”.

وسافر “جميل” إلى إسبانيا في 1984، وعاش في مدينة “برشلونة” بإقليم كتالونيا، لمدة عامان ثم انتقل إلى الجنوب واستقر في مدينة “غرناطة” ليدرس الفن التشكيلي الإسباني ومدى تأثره بالواقع.

ويقول: “انتقالي إلى إسباني يمثل لي تجربة مهمة للغاية، فقد كنت مغرماً بفنانيها، وأعتقد أن الشعب الإسباني مر بمشاعر قاسية جراء الحرب الأهلية لذا كنت مهتماً بملاحظة تأثير ذلك على الفن”.

والحقيقة أن المتابع لأعمال “جميل” يرى أن فنه عبارة عن مزيج بين ثقافته الخاصة وثقافة العالم، بين العراق والغرب.

“أربيل” انفتحت على العالم..

شهد الفنان، البالغ من العمر 63 عاماً، على أبرز الأحداث التي مرت بها بلاده، وعندما عاد إليه بعد فترة غياب عقب الإطاحة بنظام الرئيس الراحل “صدام حسين”، وجد أنه لم يتغير شيئاً سوى أن الحياة أصبحت أكثر كآبة بفعل الأحداث.

وأضاف: “لكن (أربيل) الآن تغيرت كثيراً وانفتحت على العالم، والأوضاع أصبحت أكثر استقرار والشعب قادر على الاستمتاع بالحياة”.

تحريك البيئة الثقافية..

كان لـ”جميل” دوراً بارزاً في تحريك البيئة الثقافية في بلدته المنهكة من الحرب، إذ أنه أدار مجلة للفنون وأقام معارض فنية، كما أشرف على مشروع تطوير “متحف الفن الحديث” في أربيل، ويرى أن الاهتمام بالثقافة تحسن كثيراً في “أربيل”؛ لكن لا تزال دون المستوى الذي وصل إليه الغرب، وأن المدينة لا تزال محتفظة بطابعها الشرقي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب