وكالات- كتابات:
كشف مصدر في “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، اليوم الأحد، عن تحضيّرات مكثفة لإطلاق عملية أمنية واسعة ضد تنظيم (داعش) في البادية السورية وصولًا للحدود العراقية، بالتعاون مع (التحالف الدولي) ومشاركة “جيش سورية الحرة”، دون إشراك قوات الحكومة السورية.
وأوضح المصدر؛ لمنصات إخبارية محلية كُردية، أن: “وحدات مكافحة الإرهاب في (قسد) دخلت حالة الجاهزية القصوى، وتم إبلاغ الضباط والعناصر بالاستعداد لعملية نوعية ضد التنظيم، دون الإفصاح عن توقيتها أو الموقع المحدَّد لانطلاقها”.
وأشار إلى أن: “التقارير الاستخباراتية تؤكد تصاعد نشاط خلايا (داعش) في مناطق تمتدّ من بادية تدمر وحمص وصولًا إلى ريف دير الزور القريب من الحدود العراقية، وسط معلومات عن تخطيط التنظيم لشّن هجمات تستهدف مناطق واسعة مستغلًا حالة الفراغ الأمني”.
وأكد المصدر أن: “العملية المرتقبة ستُنفذّ بقيادة (قسد) وبدعم جوي ولوجستي من (التحالف الدولي)، إلى جانب مشاركة مقاتلي (جيش سورية الحرة) المتَّمركزين في منطقة التنف؛ الواقعة على مثُلث الحدود بين سورية والعراق والأردن”.
ووقع مساء الإثنين الماضي؛ تفجير دموي داخل “كنيسة مار إلياس” في “حي الدويلعة”؛ بالعاصمة “دمشق”، خلال قُداس حضره عشرات المصلين، حيث أقدم مهاجم على إطلاق النار قبل أن يُفجّر نفسه بحزام ناسف، ما أسفر عن دمار واسع وسقوط عدد كبير من الضحايا.
وأعلنت “وزارة الصحة” السورية أن حصيلة الهجوم بلغت: (26) قتيلًا وأكثر من: (60) مصابًا، في حين أكدت “وزارة الداخلية” أن منفذَّي الهجوم ينتمون إلى خلية تابعة لتنظيم (داعش)، وقد جرى اعتقال عددٍ من عناصرها في عملية أمنية نُفذّت في ريف “دمشق”.
وفي المقابل؛ تبنّت جماعة (سرايا أنصار السَّنة) الجديدة، مسؤوليتها عن هجوم “كنيسة مار إلياس” في “دمشق”، واصفةً إياه بأنه ردًا على: “استفزازات مسيحية ضد السَّنة”.
وكانت مصادر أمنية؛ كشفت يوم أمس السبت، أن الأجهزة الأمنية العراقية المشتركة المعنية بضبط أمن الشريط الحدودي مع “سورية”، رصدت تحشيدًا عسكريًا غير مسبّوق من العجلات والمسلحين من قبل قوات مسلحة متشدَّدة بحجة المحاولة لتحرير قياداتهم الأجنبية من السجون الموزعة قرب الحدود المشتركة مع “العراق”.
ووفقًا للمصادر؛ التي أفادت، فإن: “الحكومة العراقية أعدت خططًا استراتيجية لمواجهة أي سيناريو من قبل هذه الجماعات المسلحة، وأن القوات المشتركة بمختلف صنوفها القتالية الاستخبارية تُراقب كل التحركات بواسطة الكاميرات الحرارية والقوات الاستطلاعية وباهتمام كبير وعلى طول الحدود العراقية المشتركة مع سورية، كما تم إرسال تعزيزات إضافية للقوات المتواجدة هناك لضبط الأمن ومنع أي خرق كون الحراك العسكري السوري على الحدود المشتركة مقلق بالنسبة للقيادة العسكرية”.
كما أكد عضو تحالف (دعم الدولة)؛ “علي حسين الفتلاوي”، أن: “المخططات الخارجية مازالت تجري على قدمٍ وساق من أجل إيجاد ثغرة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وقبل أيام وردت معلومات حول حراك لأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل افغاني وأذري وآسيوي يعملون داخل سورية على هذا الأساس، (لإثارة القلق على الحدود “العراقية-السورية”)”.
وكان تنظيم (داعش) قد استولى على محافظات “نينوى وصلاح الدين والأنبار” وجزء من محافظتي “ديالى وكركوك”؛ في حزيران/يونيو 2014، وتمت استعادة هذه المناطق من التنظيم لاحقًا، ونهاية 2017، أعلنت “بغداد” الانتصار على (داعش) باستعادة الأراضي التي كان يُسيّطر عليها، وتبلغ نحو ثُلث مساحة “العراق”.
فيما انتهى الوجود الجغرافي لتنظيم (داعش) في “سورية” بانهيار آخر معاقله في منطقة “الباغوز فوقاني”؛ في آذار/مارس 2019، بعد معارك ضارية مع “قوات سورية الديمقراطية”؛ (قسد)، ومع ذلك لا يزال التنظيم يُشكل تهديدًا أمنيًا من خلال خلاياه النائمة وتنفيذ هجمات متفرقة.