8 أبريل، 2024 12:05 ص
Search
Close this search box.

قرار “مجلس الأمن” بوقف إطلاق النار في غزة .. ماذا يعني وهل تلتزم به إسرائيل و”حماس” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة نزلت كالصاعقة على رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، لم تستخدم “الولايات المتحدة”؛ حق النقض (الفيتو)، في “مجلس الأمن”، يوم الاثنين، وامتنعت فقط عن التصّويت، لتسّمح بتمرير أول قرار لوقف إطلاق النار بشكلٍ فوري في “قطاع غزة”، وذلك رُغم تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”.

وبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، تبّنى “مجلس الأمن الدولي”، الاثنين، قراره الأول الذي يُطالب فيه بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في “غزة”.

وامتنعت “الولايات المتحدة” عن التصّويت؛ بعدما عّطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبّر اللجوء إلى حق النقض؛ (الفيتو).

والقرار الذي أيده: (14) عضوًا؛ مقابل امتناع عضو واحد، “يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار؛ خلال شهر رمضان”، الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن: “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، و”يُطالب بالإفراج الفوري وغير المشّروط عن جميع الرهائن”.

وتسبّب القرار في أزمة خارجية لـ”نتانياهو” مع “الولايات المتحدة”، وفي الوقت نفسه فجّر خلافات داخل حكومته، بسبب إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي بشأن “رفح” إلى “واشنطن”.

ويرى مراقبون أن عدم استخدام “الولايات المتحدة”؛ حق النقض (الفيتو)، ضد القرار الذي دعا إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، كشف الغطاء الخارجي للحرب الإسرائيلية على “غزة”.

وأعلنت “إسرائيل” على لسّان وزير الخارجية؛ “يسرائيل كاتس”، والوزير في مجلس الحرب؛ “بيني غانتس”، عدم التزام “إسرائيل” بقرار “مجلس الأمن”.

إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي لـ”واشنطن”..

وكان أول قرار اتخذه “نتانياهو”؛ هو إلغائه رحلة مقررة لوفد إسرائيلي إلى “الولايات المتحدة”، وذلك حسّبما أعلن مكتبه.

وكان من المقرر أن يزور وفد رفيع المسّتوى؛ “واشنطن”، لبحث عملية عسكرية إسرائيلية مزُّمعة في مدينة “رفح”؛ جنوب “قطاع غزة”.

ليس تغييرًا للموقف السياسي..

ومن جهته؛ أكد متحدث باسم “البيت الأبيض”؛ أمس، أن امتناع “الولايات المتحدة” عن التصّويت على قرار لـ”مجلس الأمن الدولي” يُطالب فيه بوقف فوري لإطلاق النار في “غزة”؛ لا يعني: “تغييرًا للموقف السياسي”.

وأوضح “جون كيربي”؛ أن “واشنطن” التي سّبق أن عطلت العديد من مشاريع القرارات المماثلة، لم تؤيد هذا القرار لأنه كان يفتقر إلى عناصر: “أساسية” مثل إدانة حركة (حماس).

وأضاف “البيت الأبيض”؛ أن عدم قدوم وفد إسرائيلي إلى “واشنطن”؛ على ما يبدو، أمر غير مثالي، وتابع: “نحن محبّطون للغاية من عدم زيارة وفد إسرائيل؛ واشنطن، من أجل إجراء محادثات شاملة بشأن رفح”.

وبدورها؛ قالت “وزارة الدفاع” الأميركية؛ (البنتاغون)، أمس، إن الوزير “لويد أوستن”، لا يزال يُخطط للقاء وزير الدفاع الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، في “واشنطن”.

وقال المتحدث باسم (البنتاغون)؛ الميجر جنرال “بات رايدر”، إن الاجتماع، المقُّرر عقده في (البنتاغون)؛ اليوم الثلاثاء، سيُغطي مجموعة من المواضيع بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) والحاجة إلى توصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنييّن الفلسطينيين في “غزة”.

انعكاس للأزمة العميقة بين “بايدن” و”نتانياهو”..

ويرى مسؤولون أن امتناع “الولايات المتحدة”؛ للمرة الأولى منذ بداية الحرب، عن استخدام (الفيتو) لوقف قرار “مجلس الأمن” يعكس أزمة عميقة بين رئيس الوزراء؛ “نتانياهو”، وإدارة “جو بايدن”.

فإلى جانب الرفض لوقف إطلاق النار، قال “نتانياهو”، في بيان إن “الولايات المتحدة” تراجعت عن موقفها المتسّق في “مجلس الأمن”؛ الذي ربط قبل عدة أيام بين وقف إطلاق النار والإفراج عن: “المخطوفين”، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.

وأضاف أن “الصين وروسيا” استخدمتا حق (النقض) على القرار السابق، لأنهما أيدتا وقفًا لإطلاق النار دون الإفراج عن المخطوفين، فيما دعمتا القرار الراهن، إلى جانب دول أخرى منها “الجزائر”.

وأشار “نتانياهو” إلى أن “الولايات المتحدة” لم تسّتخدم اليوم حق النقض على الصّيغة الجديدة، التي تدعو إلى وقف لإطلاق النار دون اشتراطه بالإفراج عن: “المخطوفين”، حسّب ما كتب.

وفي انتقاد علني لـ”الولايات المتحدة”؛ اعتبر “نتانياهو” أن موقف “واشنطن” هذا: “تراجع واضح عن موقفها المتسّق في مجلس الأمن منذ بدء الحرب”.

واعتبر أن ما وصفه: بـ”التراجع” يمّس أيضًا الجهود الحربية وجهود الإفراج عن المخطوفين، لأنه يُعطي (حماس) الأمل بأن الضغوط الدولية ستسّمح لها بالحصول على وقف لإطلاق النار دون الإفراج عن المخطوفين.

ولفت إلى أنه أوضح؛ أمس الأول الأحد، أنه في حال تراجع “الولايات المتحدة” عن موقفها المبدئي، فإنه لن يُرسّل البعثة الإسرائيلية إلى “الولايات المتحدة”، التي كان من المقرر أن تُناقش الهجوم الإسرائيلي المحتمل على “رفح”.

“إسرائيل” تصُّمم على مواصلة القتال..

كما فجر قرار “مجلس الأمن الدولي” أزمة أخرى تمثّلت في تصريحات الوزير بحكومة الحرب؛ “بيني غانتس”، الذي هاجم قرار “نتانياهو”، وإن كان رفض قرار “مجلس الأمن”.

وكتب “غانتس”؛ عبر منصة (إكس)، أن هناك على دولة “إسرائيل” التزامًا أخلاقيًا بمواصلة القتال: “حتى إعادة المختطفين”؛ وإزالة التهديد الذي تُمثّله (حماس)، مؤكدًا أن هذا ما ستفعله “إسرائيل”.

وقال إن قرار “مجلس الأمن” ليس له أي أهمية عملية، وأنه على أية حال سيسّتمر الاستماع إلى أصدقاء “إسرائيل”، وسوف يتم القيام بما هو صحيح لأمن “إسرائيل”.

وشدّد “غانتس” على أنه من الأهمية التذكير بأن العلاقة الخاصة بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” ركيزة لأمن “إسرائيل” وعلاقاتها الخارجية، وأن الحوار المباشر مع الإدارة الأميركية رصّيد أساس لا يجب التنازل عنه حتى عندما يكون هناك تحديات وخلافات.

وأعرب “غانتس” عن قناعته بصواب موقف “الولايات المتحدة”، مشيرة إلى أنها أوضحت أن وقف إطلاق النار سيتوقف على: “عودة المختطفين”، وأنه من الجيّد أن وزير الدفاع؛ “يوآف غالانت”، موجود الآن في “واشنطن”، وسيُّناقش مع كبار المسؤولين الحكوميين القضايا السياسية والأمنية المطروحة وحاجة “تل أبيب” إلى مواصلة القتال.

واعتبر “غانتس”؛ أنه ليس من الصّواب أن يُسافر الوفد الإسرائيلي فحسّب، بل سيكون من الأفضل لـ”نتانياهو” أن يُسافر هو نفسه إلى “الولايات المتحدة”، ويعقّد حوارًا مباشرًا مع الرئيس؛ “جو بايدن”، وكبار المسؤولين في الإدارة.

“لابيد” يُهاجم حكومة “نتانياهو”..

في ذات السيّاق؛ هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلي؛ “يائير لابيد”، “نتانياهو”، وحكومته إثر الأزمة مع الإدارة الأميركية، واصفًا الوضع: بـ”الأزمة السّيئة التي تتعامل معها إدارة مشؤومة”.

وقال “غانتس”، عبر منصة (إكس)؛ إن: “سؤالاً واحدًا ينبغي لنا أن نطرحه على أنفسنا بشأن الأزمة التي قادها نتانياهو إلى الولايات المتحدة.. هل هي جيدة لإسرائيل أم سيئة لإسرائيل ؟”.\

واعتبر أن الإجابة القاطعة هي أنها سيئة لـ”إسرائيل”، وسيّئة للأمن، وسيّئة للاقتصاد، متهمًا رئيس الوزراء بأنه أظهر: “لا مسؤولية” لا يمكن تصّورها.

ومع ذلك؛ فقد أكد أن “إسرائيل” ستتحرك في “رفح”، ولن تفعل ذلك في رمضان على أية حال، مشددًا على أن الخلاف مع الأميركيين ليس ضارًا فحسّب، بل أيضًا غير ضروري وكان من الممكن تجنّبه.

ضرورة اتخاذ قرارات صعبة..

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق؛ “إيهود بارك”، أن القرار في “مجلس الأمن” يعكس أزمة عميقة مع “الولايات المتحدة”، مؤكدّا الحاجة إلى قرارات صعبة، بهدوء ورؤية شاملة، معتبرًا أن هذا: “أكبر من نتانياهو”.

وأضاف؛ حسّب ما كتب عبر منصة (إكس)، أن: “الرجل المسؤول عن هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر؛ يقوم بتعميق الحفرة التي يجّر إسرائيل إليها”، في إشارة منه إلى “نتانياهو”، معتبرًا أن “غانتس” يتحول إلى ورقة توت غريبة.

وشدّد على أن الانتخابات الفورية وحدها القادرة على إنقاذ “إسرائيل” من أزمة أعمق بكثير، وهو في ذلك يتفق مع دعوة زعيم الأغلبية في “مجلس الشيوخ” الأميركي؛ “تشاك شومر”.

ماذا يعني القرار ؟

ويُثير قرار “مجلس الأمن الدولي” رقم (2728) الصادر، أمس، بوقف إطلاق النار في “غزة” خلال شهر رمضان، عددًا من التساؤلات القانونية.

فيقول الدكتور “أيمن سلامة”؛ خبير القانون الدولي وضابط الاتصال السابق في حلف الـ (ناتو)، للوقوف على التبعات القانونية لهذا القرار، وما قد يحدث حال عدم التزام “إسرائيل” به.

وأوضح “سلامة” مجموعة من الحقائق بشأن قرار “مجلس الأمن”، التي تجعله مختلفًا عن كثير من القرارات السابقة، منها على سبيل المثال القرار الصادر في أعقاب حرب تشرين أول/أكتوبر 1973.

01- فرق الوقف الدائم لإطلاق النار..

وقال الدكتور “أيمن سلامة”؛ إنه منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، يُعد هذا هو أول قرار يُصّدر من “مجلس الأمن” يطلب وقف إطلاق النار، لكن القرار لا يُنهّي الحرب الدائرة في “قطاع غزة”.

وأوضح أن القرار لا يعني وقفًا مسّتدامًا لإطلاق النار، كونه نص على أن ذلك سيكون خلال شهر رمضان الذي يتبقى منه أسبوعان تقريبًا.

02- الموقف الأميركي..

وقال خبير القانون الدولي؛ إن هذه هي السابقة الأولى التي لم تصّوت فيها “الولايات المتحدة” بـ (الفيتو)، الذي يُفشّل القرارات التي تُصّدر عن “مجلس الأمن”؛ كما حدث في كل المرات السابقة.

واعتبر أن القرار تكّمن أهميته في عدم الاعتراض الأميركي، على الرُغم من أنه لم يُحقق المطالب الأميركية المقترحة في كل مشروعات قراراتها السابقة، التي كانت تُطالب بإدانة حركة (حماس) إدانة صريحة ومباشرة، وإقرار مسؤوليتها من “مجلس الأمن” عن الحرب الدائرة في “قطاع غزة”، منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

03- خلاف واضح بين “واشنطن” و”نتانياهو”..

وأشار الدكتور “أيمن سلامة” إلى إن الإلغاء الفوري لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المجُّدولة مسّبقًا إلى “واشنطن”، التي دعاه إليها الرئيس الأميركي؛ “جو بادين”، تكشف بجّلاء عن مدى النزاع المسّتفحل في الأيام الأخيرة بين الإدارة الأميركية و”إسرائيل”.

واعتبر أنه ليس من المبالغة إذا تم وصف رد فعل “إسرائيل” و”نتانياهو”: بـ”الصدمة” من القرار، مشيرًا إلى أن “تل أبيب” سبق وطلبت أن تسّتخدم “واشنطن”؛ (الفيتو)، لإجهاضه.

4- التزام “إسرائيل” بوقف إطلاق النار..

ولا يتوقع الدكتور “أيمن سلامة”؛ ضابط الاتصال السابق في حلف الـ (ناتو) بالبلقان وخبير حفظ السلام الدولي، أن تمتّثل “إسرائيل” لتنفيذ قرار “مجلس الأمن” رُغمًا من الإلزامية القانونية لكافة القرارات التي تُصّدر عنه.

وقال إن من شأن أي تعليق للعمليات العسكرية الإسرائيلية في “قطاع غزة” الآن أن توفر الوقت والفرصة والجهد لحركة (حماس) في “قطاع غزة”، من أجل تعديل أوضاعها والمناورة بالقوات والأسلحة والنيران، عبر أكبر شبكة أنفاق في تاريخ الصراعات المسلحة.

ويرى أن من شأن ذلك أن يُثّبط الهمم والخطط العسكرية الإسرائيلية ويُحبّط قواعد اشتباك “تل أبيب” المُّعدلة والمتطورة في الفترة الحرجة الحالية، في جنوب “قطاع غزة”، وتحديدًا ما قبل اجتياح “رفح” المزّعوم، ولهذا فإن الجانب الإسرائيلي لن يلتزم به.

05- القرار من الناحية القانونية..

ويقول الدكتور “أيمن سلامة”؛ إن القرار مُلزم من الناحية القانونية، فكافة الدول أعضاء منظمة “الأمم المتحدة”؛ وبموجب المادة (24) من ميثاق المنظمة عهّدت ووكّلت “مجلس الأمن” ليعمل نائبًا عنها في قضايا حفظ السّلم والأمن الدوليين.

كذلك لفت إلى أن المادة (25) من الميثاق تنص على التزام هذه الدول بتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة، لكن مسألة: “الإنفاذية” لقرارات “مجلس الأمن” تسّتدعي دومًا أن يُصّدر القرار في صيغة قانونية واضحة لا لبّس فيها، تُلزم ليس فقط أطراف النزاع، ولكن كافة الدول الأعضاء لـ”منظمة الأمم المتحدة”.

ويقول “سلامة”؛ إنه على الرُغم من أن القرار يُطالب: “بوقف إطلاق النار في شهر رمضان”، إلا أنه يرى أن “الولايات المتحدة” لم تكن لتوافق عليه لو كان يحمل أية صيغة إنفاذية ضد “إسرائيل”.

6- الأطراف المخاطبة بالقرار..

ولفت الدكتور “أيمن سلامة”، في حديثه إلى (العين الإخبارية)، إلى أن قرار “مجلس الأمن الدولي” لا يُخاطب “إسرائيل” وحدها، بل يُخاطبها ويُخاطب الأطراف الفلسطينية، ولهذا لم يطلب من “تل أبيب” وحدها وقف إطلاق النار، وهو وقف مؤقت ينتّهي بنهاية شهر رمضان.

ويُلفت إلى أن القرار هنا يأتي خلافًا لقرار “مجلس الأمن” الصادر بعد حرب تشرين أول/أكتوبر عام 1973، الذي دعا أطراف الصراع المسّلح حينئذ لوقف إطلاق النار بشكلٍ فوري ومسّتدام، في حين قرار “غزة” لا يحمل صّيغة الوقف المسّتدام لإطلاق النار، الذي يُفضي في نهاية المطاف لإبرام اتفاق سلام بين “فلسطين وإسرائيل”، يُنهي حالة الحرب ويُرسّي السّلم بين الدولتين المتجاورتين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب