خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في إطار سياسته الخارجية الجديدة، أعلن الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، أن “الولايات المتحدة” ستوقف دعمها للعمليات العسكرية في “اليمن”، بما في ذلك بيع الأسلحة والمعدات، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة” ستستمر في دعم ومساعدة “المملكة العربية السعودية” في الدفاع عن سيادتها وأراضيها.
وقد أسفرت الحرب في “اليمن” عن مقتل 110 آلاف شخص، ودفعت بملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، “جيك سوليفان”، أعلن الخميس، تغير سياسة “واشنطن” في هذا المجال.
وقد ساعدت “الولايات المتحدة”، بقيادة رئيسين سابقين، لـ”بايدن”، “السعودية”، في حربها في “اليمن”.
ترحيب سعودي..
وتوالت ردود الأفعال المرحبة بذلك القرار، فسارعت “السعودية” بالترحيب بما ورد في خطاب، “بايدن”، حيال إلتزام بلاده بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها.
وأكدت “السعودية”، في بيان؛ على: “موقفها الثابت في دعم التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية”، كما رحبت بتأكيد “الولايات المتحدة” على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية، لحل الأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي السيد، “مارتن غريفيث”.
يستند على المرجعيات الثلاثة..
وبدورها، رحبت الحكومة اليمنية، المُعترف بها دوليًا، بما ورد في خطاب الرئيس الأميركي؛ بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.
وأكدت “وزارة الخارجية” اليمنية، في بيان؛ أن الحل السياسي يجب أن: “يستند على المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى وجه الخصوص القرار (2216)”.
قد تكون خطوة نحو إنهاء الصراع..
“الحوثيون” أيضًا، رحبوا في “صنعاء”، مساء الخميس؛ بقرار إدارة الرئيس الأميركي إنهاء دعم “واشنطن” للعمليات في “اليمن”، حيث تقود “السعودية” تحالفًا عسكريًا، معتبرين أنها قد تكون خطوة نحو إنهاء النزاع.
وقال المسؤول في صفوف الحوثيين، “حميد عاصم”، لوكالة (فرانس برس): “نتمنى أن يكون مقدمة لاتخاذ قرار وقف الحرب على اليمن، وأن يكون مقدمة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن لصالح وقف العدوان (عمليات التحالف العربي)”.
غير أن “محمد عبدالسلام”، الناطق الرسمي باسم جماعة (أنصارالله) الحوثية؛ قال إن البرهان الحقيقي لإحلال السلام في “اليمن”؛ هو وقف “العدوان ورفع الحصار”.
وأشار “عبدالسلام”؛ إلى أن: “صواريخ اليمن للدفاع عن اليمن، لن تتوقف إلا بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل”.
خطوة إيجابية نحو العمل الدبلوماسي..
في سياق متصل، أكد “مارتن غريفيث”، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مساء الخميس، أن تعيين “تيم ليندركينغ”، مبعوثًا لـ”الولايات المتحدة” إلى اليمن: “خطوة إيجابية نحو تعزيز الإنخراط الدولي والدبلوماسي”.
وقال “غريفيث”؛ في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “تهاني الحارة لتيم ليندركينغ، على تعيينه مبعوثًا للولايات المتحدة إلى اليمن”.
وتطلع المبعوث الأممي للعمل مع المبعوث الأميركي الجديد؛ من أجل إعادة “اليمن” إلى مسار السلام.
خطاب تاريخي..
وعاد اليوم وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، “عادل الجبير”، ليعلق على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، “جو بايدن”، حول ملامح السياسة الخارجية لـ”الولايات المتحدة الأميركية” في المنطقة.
وقال “الجبير”، في تغريدة على صفحته الرسمية بـ (تويتر): “خطاب الرئيس بايدن، كان تاريخيًا، أكد على إلتزام أميركا بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لحل الصراعات والتعامل مع التحديات. نتطلع للعمل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء الصراعات ومواجهة التحديات كما فعلنا منذ أكثر من 7 عقود”.
لهذا أوقفت الإمارات الحرب !
كما علقت “الإمارات العربية المتحدة”، على قرار “بايدن”، بشأن وقف دعم الحرب في “اليمن”، وغرد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور “أنور قرقاش”، عبر حسابه الرسمي على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، مبينًا أسباب وقف بلاده حربها في “اليمن”: “أنهت الإمارات تدخلها العسكري في اليمن، في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي، حرصًا منها على إنتهاء الحرب، دعمت الإمارات جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة، ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب اليمني”.
لفرض وجود عسكري مباشر..
أما “إيران”؛ فكان لها تعقيب مختلف، حيث كشفت، مساء أمس الجمعة، عن سببًا “مفاجئًا”، وراء قرار الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، لوقف دعم حملة “التحالف العربي”، في “اليمن”.
وقال السفير الإيراني لدى صنعاء، “حسن إيرلو”، في تغريدة عبر حسابه على (تويتر): إن “قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقف دعم حملة التحالف العربي في اليمن؛ سببه سعي الولايات المتحدة لفرض وجود عسكري مباشر هناك”.
وقال: “أميركا الشيطان الأكبر، ولسنا متفائلين بالحديث الأميركي، وبالتأكيد فالإدارة الجديدة لها سياسة مختلفة عن سابقاتها؛ وهو فرض الحضور السياسي والعسكري مباشرة في اليمن، كما حدث في كل من العراق وسوريا. يجب أن نعول على الله وعلى الشعب اليمني، الذي اكتسب مقاومة وصمود أسطوري وسيستمر حتى النصر”.
يُنهي تبادل المعلومات الاستخبارية..
حول تبعيات القرار، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، “جون كيربي”، أمس الجمعة، إن أمر الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، بإنهاء دعم العمليات العسكرية في “اليمن”: “يُنهي تبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة للقوات السعودية”.
وأكد “كيربي”، خلال تصريح صحافي، أن: “وزارة الدفاع؛ كانت تقدم بعض المساعدة غير القتالية المحدودة لعمليات التحالف، والتي تشمل المعلومات الاستخباراتية وبعض النصائح وأفضل الممارسات”.
وأردف الناطق باسم (البنتاغون) قائلاً: “نتيجة لأمر الرئيس، أمس، تم إنهاء كل شيء، لكن المملكة العربية السعودية لا تزال شريكًا في مكافحة الإرهاب في المنطقة”.
إلغاء تصنيف “الحوثي” على أنها إرهابية..
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، وإنما قالت “الولايات المتحدة”، أمس، إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة “الحوثي” اليمنية على أنها منظمة إرهابية؛ ردًا على الأزمة الإنسانية في “اليمن”، لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد واتخذتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس، “جو بايدن”.
وبدأ وزير الخارجيّة الأميركي، “آنتوني بلينكن”، رسميًا أمس الجمعة، إجراءات إلغاء القرار السابق. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “أبلغنا الكونغرس رسميًا بنيّة وزير الخارجية؛ إلغاء هذه التصنيفات”.
وقال المتحدث: “بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيفي، (أنصارالله)، على أنها منظمة إرهابية أجنبية، وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية”، مستخدمًا اسمًا آخر لجماعة “الحوثي”.
وأضاف أن: “تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، منذ ذلك الحين، أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وتقول “الخارجية الأميركية”؛ إن: “هذا القرار لا علاقة له بنظرتنا للحوثيّين وسلوكهم المستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيّين وخطف مواطنين أميركيين”، مضيفًا: “أكدنا إلتزامنا مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات جديدة”، بحسب ما قال المتحدث باسم الوزارة، والذي شدد على أن: “تحرّكنا هذا ناجم فقط عن العواقب الإنسانيّة لهذا التصنيف، الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة”.
تدعيمًا للحل السياسي..
واعتبر المحلل السياسي والخبير العسكري، “حسن ظافر الشهري”، أن ترحيب “السعودية” بما جاء في بيان الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، وإلتزامه بالتعاون معها للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها: “ترجمة للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين”.
وقال إن: “موقف السعودية ثابت من قبل وصول، بايدن، إلى البيت الأبيض في دعم التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وأزمات المنطقة، وكانت السعودية سباقة فيما يخص اليمن لتعزيز فرص السلام ووقف إطلاق النار بشكل أحادي، اعتمادًا على ركائزه الثلاث: (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية – مخرجات الحوار الوطني – والقرار الدولي 2216)، والمطالب تجاه إيران؛ وهذا ما نسعى لتطبيقه، ولا نقبل بغير ذلك”.
وأضاف: “جهود المملكة في كبح معاناة الشعب اليمني واضحة، والعالم استفاد كثيرًا من حرب المملكة على الإرهاب”.
ويرى “الشهري”؛ أن: “سُبل الدعم التي تتلقاها السعودية من الولايات المتحدة في اليمن، محدود في الدعم اللوجيستي والاستخباراتي طيلة، العامين الماضيين، وربما يكون وقتيًا لمزيد من المراجعات وانتظار ردة فعل طهران في مدى استجابتها للتعاون في جعل المنطقة مستقرة”.
تضيف شكل جديد للعب باليمن..
فيما رأى المختص بالشأن اليمني، “ياسين التميمي”، أنه: “لا جديد في موقف الإدارة الأميركية، لأن إدارة الرئيس السابق، ترامب، كانت أعلنت نفس الموقف، لكن لم يتغير شيء”.
موضحًا أن: “المقاربة الجديدة للإدارة الأميركية؛ لن تجذب السلام للساحة اليمنية، بل ستضفي شكلاً جديدًا للعبث الدولي فيها”.