25 أبريل، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

قرار “الشيوخ” الأميركي بتقييد ترامب .. يكشف مصالح طهران في صراع “لوبيات” واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بشكل نهائي، وافق “مجلس الشيوخ” الأميركي، الخميس الماضي، على قرار للحد من سلطة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في التعامل العسكري مع “إيران”.

ووفقًا لنتائج التصويت، فقد صوت 55 من أعضاء “مجلس الشيوخ” لصالح القرار مقابل 45 ضده.

وقد تقدم بالمشروع الديمقراطي، “تيم كين”. ويُلزم النص الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، “بوقف كل الأعمال العدائية ضد إيران في غضون ثلاثين يومًا”.

تبريرات كاذبة..

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في “مجلس النواب” الأميركي، “إليوت إنغل”، أوضح إن إدارة “ترامب” قدمت تبريرًا “كاذبًا” لقتل الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”.

وقال “إنغل”، في بيان رسمي؛ إنه لا يُشير تقرير إدارة “ترامب”، إلى “الكونغرس” الأميركي، حول اغتيال “سليماني”، إلى أي من المزاعم السابقة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بأن العملية منعت هجومًا إيرانيًا على أهداف أميركية.

وتابع رئيس لجنة الشؤون الخارجية، قائلًا: “أرسلت الإدارة الأميركية للكونغرس تقريرًا قانونيًا يحدد فيه مبرراته القانونية والسياسية فيما يتعلق بالضرب التي قُتل فيها الجنرال الإيراني، قاسم سليماني”.

واستمر بقوله: “يتناقض هذا التقرير الرسمي المباشر مع تأكيدات الرئيس المزيفة بأنه هاجم الجنرال سليماني، لمنع هجوم وشيك على أفراد وسفارات الولايات المتحدة، ما يُظهر أن تلك الإدعاءات كاذبة ومزيفة”.

وفي وقت سابق، تبنى “مجلس النواب” الأميركي قرارًا مماثلاً، ولكنه لا يملك قوة قانونية. وتختلف الوثيقة التي إعتمدها “مجلس الشيوخ” في هيكلها ونصها. ومن غير المرجح أن يكلل مصيره بالنجاح، لأن “ترامب” لا يعتزم تأييده. وقد هاجم القرار بالإنتقاد وقال إن ذلك هو محاولة للديمقراطيين لوقف الجمهوريين وأن الآن “ليس وقت إظهار الضعف”.

وتصاعد التوتر بين “واشنطن” و”طهران”، عقب إعلان “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، فجر الجمعة 3 كانون ثان/يناير الماضي، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من “مطار بغداد الدولي”، أسفرت عن مقتل قائد “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، و”أبومهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، وآخرين. وفي 8 كانون ثان/يناير 2020، ردت “إيران” عبر تنفيذ هجوم صاروخي على قاعدتين عسكريتين في “العراق”، بينها قاعدة (عين الأسد)، التي تُضم نحو 1500 جندي أميركي.

تهديدات من الميليشيات المسلحة..

ويتزامن هذا القرار مع التهديدات التي تواجهها القوات الأميركية بالداخل العراقي من الميليشيات المسلحة التي تتوعد بالانتقام لمقتل قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”، و”أبومهدي المهندس”، نائب رئيس (الحشد الشعبي).

كما تواجه “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، هجوم دائم بالصواريخ (الكاتيوشا)، والذي كان آخره هجوم، أمس.

المراقبون يرون أن قصف السفارة لا يمكن تناوله بمنأى عن قرار “مجلس الشيوخ” بشأن تقييد حرية “ترامب” فيما يختص بـ”إيران”؛ وأيضًا ما يحدث في “طهران”، والانتخابات الأميركية القادمة.

دافع قوي لطهران للعب مع الديمقراطيين..

المحلل السياسي الإيراني، “محمد المذحجي”، قال: “إنه بعد قرار مجلس الشيوخ الأميركي وتصويت الديمقراطيين لصالح مشروع قرار ضد ترامب، لا يمكن الفصل بين قصف السفارة الأميركية وهذا التصويت، وقد علق جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، بقوله إن الانتقام لمقتل قاسم سليماني قد إقترب، كما أعلنت حركة (النُجباء) العراقية بأنها ستقوم بضربات ضد الأهداف الأميركية في العراق”.

وأضاف أنه: “سبق كل تلك الأحداث زيارة مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي إلى طهران؛ ولم يكشف عن تفاصيل تلك الزيارة التي تُعد في غاية الأهمية، وأعطت تلك الزيارة دافعًا قويًا لطهران للعب مع الديمقراطيين وكل من يعادي، ترامب، في النظام الدولي، وإيران تأخذ على عاتقها وبشكل مباشر الإنخراط في العملية الانتخابية الأميركية، ولا يمكن إغفال انقسام الحزب الجمهوري ضد ترامب، ولكنه لم يصل حتى الآن، إلى المستوى الذي يمكن أن يتسبب في أذى ترامب”.

بإمكانه استخدام حق “الفيتو”..

وأشار “المذحجي”، إلى أنه حتى الآن بإمكان “ترامب” أن يستخدم حق النقض الرئاسي لإلغاء مشروع القرار الجديد، الذي صادق عليه “مجلس الشيوخ”، وإذا أراد “مجلس الشيوخ” منع “ترامب” من استخدام (الفيتو) الرئاسي، فعلى أعضاء “الشيوخ” أن يصوتوا على القرار بنسبة الثُلثين، لكن قصف “السفارة الأميركية”، اليوم سوف يُساعد “ترامب” ويعزز موقفه في استخدام النقض الرئاسي ضد قرار “مجلس الشيوخ”.

صراع دولي بين لوبيين..

موضحًا المحلل السياسي: “أن ما نشهده من صراع دولي في المنطقة هو جزء من صراع دولي أكبر بين لوبيين، لوبي العولمة الذي ترعاه ألمانيا والصين، ونادي اليمين الصاعد في العالم، والمشروع الإيراني غير معترف بالحدود، تصدير الثورة، بكل تأكيد يتفق مع مشروع العولمة”.

وأضاف المذحجي، قائلًا: “إن هذا الصراع في المنطقة وفي داخل الولايات المتحدة، أرى أن طهران تستغله لصالحها وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، بل على العكس هناك من يستغلون إيران لضرب سياسة ترامب الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وإفسادها، وهناك دعم واضح من قادة الديمقراطيين لطهران والذين أعربوا عن أسفهم لقضية مقتل قاسم سليماني، والذي صنفته الولايات المتحدة بنفسها على قائمة الإرهاب، وأيضًا في المنظمة الدولية، ويستخدمون إيران للضغط على سياسة ترامب الخارجية وإفساد حملته الانتخابية، كما أن إيران تريد اللعب في تلك المنطقة لجذب إمتيازات من جهات عدة، منها الأوروبيين وحتى الولايات المتحدة نفسها، ولم ينعكس الصراع على الداخل الأميركي فقط؛ بل طال الداخل الإيراني، حيث يقول الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لماذا لا نجلس للحوار مع ترامب بدلًا من الصراع معه، بينما الحرس الثوري وخامنئي يرفضان ذلك ويفضلون الجلوس مع الأوروبيين والصين بديلًا عن ترامب”.

تنسيق الديمقراطيون مع طهران..

من جانبه؛ قال “عبدالقادر النايل”، المحلل السياسي العراقي: “إن القصف الإيراني جاء عبر ميليشيات (النُجباء) بعد يوم واحد من إعلان مسؤولها، أكرم الكعبي، من إيران في اجتماع الحرس الثوري، بأن الرد على القوات الأميركية من داخل العراق قد بدأ، ويأتي هذا التطور والاجتماع بعد إعلان مجلس الشيوخ بتقييد حركة ترامب في الرد، وهذا الدور برأيي يأتي نتيجة الدور الذي يلعبه الحزب الديمقراطي الأميركي، والذي يلعب دورًا خبيثًا في إبقاء النفوذ الإيراني وإيهام العالم بقوة طهران، وبالتالي يُنسق الحزب الديمقراطي الأميركي مع النظام الإيراني لإحراج الحزب الجمهوري وترامب في الانتخابات المقبلة”.

تُضر بالعراق والشرق الأوسط !

مشيرًا المحلل السياسي إلى أن: “المنافسة بين طهران والديمقراطيين فيها ضرر على العراق والشرق الأوسط ومنطقتنا العربية، وستتزايد مثل تلك الضربات حتى موعد انتخابات الرئاسة الأميركية لتقليل فرص فوز ترامب، ومن جهة أخرى، فإن النظام الإيراني حصل على الضوء الأخضر من الحزب الديمقراطي الأميركي، ليتبادلوا الأدوار”.

والجدير بالذكر؛ أن “الحزب الديمقراطي” هو من أبرم “الاتفاق النووي” مع “طهران”، وإتخذ منها حليفًا له داخل المنطقة ليكون شرطي الخليج.

يضع المصالح الأميركية في خطر..

فيما قال “ماك شرقاوي”، الكاتب والمحلل السياسي الأميركي: “أعتقد أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي لم يصل إلى الأغلبية التي تمنع الرئيس ترامب من استخدام (الفيتو) الرئاسي، بكل تأكيد أن الحزب الديمقراطي يريد تكبيل يد الرئيس ترامب ومنعه من إتخاذ أي إجراءات، خاصة تتعلق بالتعرض لإيران في المنطقة، وهذا القرار لو تم إقراره لن يجعل القوات والمصالح الأميركية في المنطقة وبالتحديد في الخليج في أمان، لأن المنطقة تُعج بالمشاكل وبشكل خاص ما يتعلق بالعراق وأفغانستان وما يتوقع حدوثه في الخليج خلال الفترة القادمة”.

وأضاف المحلل السياسي: “إن سقوط صاروخ على السفارة الأميركية ليست المرة الأولى؛ بل ربما تكون السادسة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وترامب سوف يستثمر تلك الضربة على السفارة في بغداد ليؤكد على ضرورة أن يُطلق الكونغرس يديه، ووفقًا للدستور الأميركي فإن من حق الرئيس أن يتخذ ما يراه ملائمًا ومناسبًا لحماية الأميركان والقوات الأميركية في أي مكان في العالم، وله أن يُحرك القوات ويقوم بعمليات عسكرية، وكل ما يتوجب عليه إخطار الكونغرس بتلك العمليات العسكرية بعد أو أثناء سيرها”.

وأضاف “شرقاوي”: “إذا وافق الكونغرس سوف تستمر العمليات، وإذا رفضها يعود العسكريون للبلاد خلال 60 يومًا؛ 30 يوم للانسحاب من العمليات العسكرية و30 يوم للعودة، الرئيس الأميركي سواء وجد هذا القانون أم لم يوجد؛ فإن بإمكانه أن يتخذ من القرارات التي تؤمن المصالح الأميركية”.

وأوضح المحلل السياسي: “أنه لا شك أن طهران تستغل مثل تلك الأحداث لتُرسل تهديدات للولايات المتحدة الأميركية عن طريق مسؤولين كبار من أجل تهدئة الأوضاع في الداخل، حيث قُتل خلال الشهرين الماضيين أكثر من 1500 متظاهر إيراني، في الأحداث التي شهدتها إيران”.

في مصلحة إيران..

كما قالت الدكتورة “آلاء المصطاف”، الأكاديمية والناشطة المدنية العراقية؛ إن: “القصف الصاروخي الأخير على السفارة الأميركية في بغداد، جاء تنفيذًا للتهديدات التي أطلقتها الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيًا، (ميليشيا نُجباء)، والتي أعلنت بشكل واضح وصريح أنها تُريد إنهاء الوجود الأميركي على أراضي العراق، تلك الميليشيات هي أذرع إيران في العراق والمنطقة العربية بشكل كامل”.

مضيفة: “إن إيران لا تقوى على مواجهة أميركا بمفردها، ولن تُقاتل بجندي إيراني واحد وسوف تفعل المستحيل من أجل درء الخطر عن أراضيها أو نشوب أي من الصراعات داخل حدودها، لذلك هى تدعم تلك الأذرع وتمدها بالقوة والسلاح من أجل استمرار تمددها داخل الجسد العربي، وكانت تتحين الفرص منذ أن تم الإعلان عن إجراءات عزل ترامب التي ترى فيه طهران، أنه يقف عقبة أمام تمددها في المنطقة، وقرار الشيوخ الأخير بكل تأكيد جاء في مصلحة إيران في الدرجة الأولى، ففي حال إقرار القانون سيحول دون تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة على طهران للحد من سطوتها وتأثيرها على المنطقة العربية والعراق بشكل خاص”.

وأكدت “المصطاف” على رفض العراقيين أي تواجد لقوات أجنبية على أراضيهم، مشيرًة إلى أن: “الأميركان هم من أتو واحتلوا البلاد وجلبوا الإيرانيين، وأدعو الجهة التي إجتاحت وبعثرت أراضينا إلى كنس نفاياتها؛ وعلى رأسها تلك الميليشيات التي تُفسد في الأرض تحت مسميات محاربة القواعد الأميركية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب