20 أبريل، 2024 2:25 ص
Search
Close this search box.

قرارات وزراء الخارجية العرب .. هل تمثل سد منيع أمام التمدد الإيراني داخل الجسد العربي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في سابقة هي الأولى من نوعها، يتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب قراراً بهذه الشدة والصرامة ضد إيران وذيولها، حيث قالت جامعة الدول العربية إن “حزب الله إرهابي”، لافتة إلى أنه “شريك للحكومة اللبنانية”، وحمّلته مسؤولية “دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية”.

وطالبته “بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي”.

عدوان ضد أمن المملكة..

مُدينة بشدة، في بيان أصدره وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماع طاريء دعت إليه السعودية الأحد 19 تشرين ثان/نوفمبر 2017، لمناقشة كيفية التصدي للممارسات الإيرانية، وإطلاق صاروخ “بالستي” إيراني الصنع على أراض سعودية، معتبرة أن “الأمر عدوان صارخ ضد أمن المملكة السعودية، وتهديد للأمن القومي العربي”.

مؤكدة على “حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر إتخاذها ضد هذه الانتهاكات، في إطار الشرعية الدولية”.

حظر القنوات الفضائية الإيرانية..

طالبت جامعة الدول بـ”حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران، والتي تبث على الأقمار الاصطناعية العربية، باعتبارها تشكل تهديداً للأمن القومي العربي، من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية”. وطلبت من أمينها العام “متابعة هذا القرار مع الجهات ذات الصلة”.

وكلّفت المجموعة العربية في نيويورك “مخاطبة رئيس مجلس الأمن الدولي؛ لتوضيح الخروقات الإيرانية”.

رفض عربي للنهج الإيراني..

في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد ابو الغيط” على أن “هناك إجماعاً عربياً على رفض النهج الإيراني. ونأمل في أن تكون الرسالة وصلت إلى إيران وتغيّر نهجها”، مشيراً إلى أن “اجتماع وزراء الخارجية العرب لم يقرر بعد اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، إنما أحاطته بالموقف العربي من إيران وممارساتها”.

لن نعلن الحرب على إيران..

مؤكداً “أبو الغيط”: “لن نعلن الحرب على إيران في المرحلة الراهنة، الهدف هو مناشدة العالم لإدانة الممارسات الإيرانية”.

محذراً إيران من “مغبة استمرارها التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”، مؤكداً على “أنه سيتم مخاطبة المجتمع الدولي وعرض التهديدات الإيرانية عليه”.

التهديد بلغ نقطة اللاعودة..

من جهته، حذر وزير خارجية جيبوتي، “محمود علي يوسف”، من أن “مستوى التهديد الإيراني للدول العربية بلغ نقطة اللاعودة”، قائلاً: “قررنا التركيز على تقديم رسالة إلى مجلس الأمن، وإبراز المخاطر التي تشكلها الصواريخ الإيرانية البالستية”، مشدداً على وجوب أن “تتخذ الدول العربية التدابير المناسبة لمواجهة الأخطار الإيرانية”.

وخلال الاجتماع العربي تحفظ كل من “لبنان والعراق” على وصف “حزب الله” كـ”منظمة إرهابية”، فيما تحفظت بغداد أيضاً على “إدانة سياسة الحكومة الإيرانية” بالمنطقة، بحسب تصريحات رسمية لوفدي البلدين.

بيانات لا قيمة لها..

رفضت طهران ما ورد في البيان، قائلاً “بهرام قاسمي”، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن معالجة قضايا المنطقة ليس في إصدار بيانات لا قيمة لها، على حد تعبيره.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، على لسان “قاسمي”، قوله إن السعودية “نجحت من إنتزاع بيان من وزراء خارجية العرب يحتوي على جملة من الأكاذيب والعبارات المضللة”, كنص توصيفه.

مضيفاً المتحدث الإيراني أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو المسؤولين السعوديين، ولأجل أن تكون هذه البيانات مثمرة، إلى إنهاء اعتداءاتهم الهمجية ضد الشعب العربي في اليمن، وحتى لا يقع الأطفال والنساء والناس العزل في اليمن فريسة لحقدهم”.

إنهاء سياسة ممارسة الضغوط..

تابع “قاسمي” قائلاً: “إيران تدعو السعودية أيضاً إلى إنهاء سياسة ممارسة الضغوط على أشقائها العرب في لبنان وقطر وكل المنطقة، وأن تسحب قواتها من البحرين”.

أمر يدعو للأسف..

من جانبه، قال “حسن نصرالله”، الأمين العام لـ”حزب الله”، أنه “بعد تحرر لبنان وسوريا والعراق من داعش يجب أن نتوجه بالشكر إلى القيادة الإيرانية؛ وبالتحديد اللواء قاسم السليماني قائد الحرس الثوري”، مؤكدًا على أن “ما نملك من قدرة وطاقة هو بمساعدة إيران”.

معلناً أن “اتهام الجامعة العربية ليس بالجديد، وبالتالي لا شئ يدعو إلى التوتر إنما الأمر يدعو للأسف، واتهموا إيران بإنها دولة راعية للإرهاب؛ بينما هي كانت تساهم بمحاربة الإرهاب، أنتم أين قاتلتم داعش ؟”.

يجب مخاطبة الأمم المتحدة..

فيما أيدت “رابطة العالم الإسلامي” في مكة المكرمة البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب بخصوص التدخلات الإيرانية، داعية “جامعة الدول العربية” إلى مواصلة موقفها الحازم بمخاطبة الأمم المتحدة للتدخل السريع بفرض عقوبات رادعة ضد النظام الإيراني، الذي وصفته بأنه انتهك المعاهدات والأعراف الدولية حول أحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

خطر كبير على المنطقة..

كما شدد وزير الخارجية البحريني، الشيخ “خالد بن أحمد آل خليفة”، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، على أن إيران تمثل خطراً كبيراً على المنطقة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين.

محذراً، وزير الخارجية البحريني، من أن هناك تصعيد خطير للممارسات الإيرانية في المنطقة.

إيران وأعوانها يولولون..

في تغريدة له على الموقع العالمي للتدوين القصير (تويتر)، قال وزير الخارجية البحريني، أن إيران ومن وصفهم بـ”أعوان إيران، يولولون”، على حد تعبيره، من قرار الجامعة العربية، “ولن يضرنا نباحهم فنحن على الدرب ماضون، وبالدفاع عن أمتنا ملتزمون”.

وفي تغريدة سابقة له، قال الشيخ “خالد بن أحمد”: “القرار العربي يدين إيران وأذرعها في المنطقة.. وأولها حزب الله اللبناني الإرهابي.. ويقف بكل حزم مع أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين”.

تحالف عربي لوقف إرهاب إيران..

في سياق ذي صلة، دعا “الائتلاف السوري المعارض”، الدول العربية إلى تشكيل تحالف لوقف “إرهاب إيران”، وحثها على إتخاذ “القرارات اللازمة”، عبر مجلس الأمن الدولي، لوقف “التدخلات الإيرانية المرفوضة”.

مضيفاً: “ينبغي عدم الإكتفاء بصدور بيان، وإنما التحرك عبر مجلس الأمن الدولي، وإتخاذ القرارات اللازمة، إذ إنه لا يمكن القبول بأن ترعى دولة منظومة الإرهاب العابر للحدود، وتعتبر نفسها فوق القانون، دون أن تجد ما يردعها دولياً”.

أحدثت تغيير ديموغرافي في سوريا..

موضحاً رئيس الدائرة الإعلامية في “الائتلاف السوري المعارض”، أن “ما تفعله إيران في سوريا يشكل نموذجاً للإرهاب، الذي تقوم به ميليشياتها في المنطقة، ومنذ بداية الأزمة دعت المعارضة الجامعة العربية إلى التحرك ضد تدخلات طهران، وسعيها إلى إثارة فتن طائفية”.

متهماً إيران بالتسبب في إحداث تغيير ديموغرافي في سوريا بقوله: “ما يجري الآن بالغ الخطورة، وهو أن إيران ترعى عبر أذرعها عملية التغيير الديمغرافي، وتهجير أهالي سوريا، وإحلال مرتزقة مكانهم”.

مشدداً على أن “هذا الأمر يجب أن يقرع جرس الإنذار لدى جميع الدول العربية، ونعتقد أن تحرك الجامعة الأخير يمثل البداية، ويجب أن يستمر ويأخذ طابعاً أكثر جدية وصرامة”.

مضيفاً: “بالنسبة للسوريين خطر إيران لا يقل عن خطر نظام الإستبداد (بشار الأسد)، وجرائم إيران في سوريا لن تنسى لعقود طويلة”.

جبهة سورية متحدة..

مؤكداً على أن “المرحلة المقبلة ستشهد تحركات ملموسة لمواجهة الهجمة الإيرانية في عمق العالم العربي، والائتلاف الوطني السوري يعمل على بناء جبهة سورية متحدة تكون جزءاً من تحالف عربي ودولي أوسع، للتصدي للخطر الإيراني بكل الوسائل”.

مراجعة مجلس الأمن..

رحبت المعارضة الإيرانية ببيان الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية العرب، الذي أكد إدانة نظام طهران بسبب “تدخلاته المستمرة في الشؤون العربية، والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية ودعمه للإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية”، بحسب بيان أصدرته أمانة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” من باريس.

مرحبة بالدعوة إلى مراجعة مجلس الأمن الدولي بسبب “ما قام به النظام من انتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم (2231)؛ فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية، وانتهاكات لقرار مجلس الأمن (2216)؛ فيما يخص اليمن”.

خطوة ضرورية لمواجهة إرهاب الملالي..

معتبراً المجلس “هذه المواقف خطوة ضرورية لمواجهة سياسة تصدير التطرف والإرهاب من قبل الملالي الحاكمين في إيران يجب إكمالها بسلسلة إجراءات عملية”، بحسب نص البيان.

مؤكداً المجلس على أن “نظام الملالي بحاجة إلى تصدير الإرهاب والتطرف وإشعال الفتن والحروب، ضماناً لبقاء كيانه”.

مشدداً على أن “هذا النظام بمثابة أكبر عدو للسلام والأمن في المنطقة والعالم”، كما أضاف أن “اللامبالاة تجاه هذا التهديد والتفاوض معه ومهادنته، قد منح النظام فرصة لتوسيع موجات غير مسبوقة من الإرهاب والحروب والمجازر إلى دول المنطقة بدءاً من سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وإلى اليمن والبحرين وأفغانستان وحتى خارج المنطقة”.

طرد النظام الإيراني من منظمة التعاون الإسلامي..

دعياً “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” إلى طرد النظام الإيراني من “منظمة التعاون الإسلامي”، وقطع العلاقات معه بشكل كامل، وإلى “إتخاذ تدابير ضرورية إقليمياً ودولياً لطرد قوات الحرس الثوري والميليشيات العميلة لها من دول المنطقة، لاسيما من العراق وسوريا واليمن، ومنع نقل المجنّدين والأسلحة من قبل النظام الإيراني وميليشياته العميلة إلى الدول أعلاه، وذلك تطبيقاً لقراري مجلس الأمن (2216) و(2231).

حظر مشاركة النظام الإيراني في المفاوضات السورية..

رأى المجلس أنه يجب تقديم “الدعم الشامل للمعارضة الديمقراطية السورية سياسياً ومالياً وعسكرياً وحظر إشراك النظام الإيراني في المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية”.

داعياً أيضاً لإدراج قوات “الحرس الثوري” في قوائم الإرهاب، وحظر كامل الصفقات مع الشركات التابعة لها، بالإضافة إلى إدانة جرائم نظام الملالي ضد الشعب الإيراني؛ لاسيما عمليات إعدام 120 ألف سجين سياسي، ومنها مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988، ودعم مطلب الشعب الإيراني لإسقاط النظام المعادي للإنسانية”، بحسب نص البيان.

أداة تخريبية تنزع إستقرار المنطقة..

من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، “أنور قرقاش”، إن “برنامج إيران الصاروخي، بطبيعته العدائية، هو بمثابة أداة تخريبية تؤدي إلى عدم استقرار المنطقة، والدليل على ذلك الإستهداف المتكرر للمرافق المدنية السعودية”، مضيفاً أن “إيران و(حزب الله) اللبناني أساس عدم الإستقرار بالمنطقة”.

أقوى بيان في تاريخ الجامعة..

تعليقاً علي البيان قال المتخصص في الشأن الإيراني، “د. محمد محسن أبو النور”، لـ(كتابات)، أن هذا البيان الصادر عن الجامعة العربية بخصوص التدخلات الإيرانية في المنطقة هو أقوى وأشد بيان صدر في تاريخ الجامعة العربية ضد إيران؛ منذ نشأتها في عام 1945، ووضع 10 بنود تتلخص أهدافها في إلتفاف الدول العربية بالكامل حول المملكة العربية السعودية في أي إجراء ضد إيران، معتبرة أن أي عدوان عليها هو عدوان على كل الدول العربية.

يحرمها من مواصلة بث الفتن والمؤامرات..

معتقداً “أبو النور” أن أهم أمر على الإطلاق هو قرار إغلاق القنوات الإيرانية والقنوات التي يمولها “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا ولبنان واليمن والعراق، لأن هذا سيحرم إيران من مواصلة بث الفتن والمؤامرات وغسيل الأدمغة الذي يحدث للمتلقين العرب، لاسيما أن إيران لديها أسطول كامل من القنوات الناطقة بالعربية على الأقمار الصناعية “النايل سات” و”العرب سات”.

قد تخسر حلفاؤها الغربيون..

مضيفاً أن التصعيد ضد إيران في مجلس الأمن والأمم المتحدة يعني أن إيران ستخسر كل الحلفاء الغربيين إذا أقدم العرب على هذه الخطوة.

مؤكداً أن هذا الإجراء الدبلوماسي السياسي ينبئ على أنه ليس هناك أي إشارة لإعلان الحرب من جانب السعودية ضد إيران و”حزب الله”، على عكس ما تقول الشائعات.

خطوة على طريق وقف الزحف الفارسي..

من جانبه، أوضح رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، دكتور “خالد رفعت”، لـ(كتابات)، أن ما حدث كان متوقعاً في ظل التصعيد الإيراني المستمر، وفي ظل النعرة الإيرانية المستمرة، فلابد أن تكون هناك وقفة للعرب، وكنت أتوقع أن يكون رد الفعل أقوى من ذلك، إلا أنها خطوة على الطريق لتوحد العرب لإيقاف الزحف الفارسي على المنطقة العربية، لأنه بالفعل أصبحت إيران متحكمة في 4 مناطق عربية، ولهم بالفعل قوات على الأرض مثل قوات “الحشد الشعبي” في العراق، و”حزب الله” في لبنان، و”الحوثيين” في اليمن، وفي سوريا القصة مختلفة حيث تنزل الفصائل الإيرانية بنفسها إلى أرض المعارك كـ”الحرس الثوري” الإيراني و”فيلق القدس”، ويؤكد هذا ظهور “قاسم سليماني” في بنفسه في البوكمال السورية، فالموضوع أصبح عربدة إيرانية.

مضيفاً أن الصاروخ الذي ضرب على السعودية، وهو صاروخ إيراني الصنع، والذي يعتبر اعتداء سافر معلن من جانبها، أوصل الوضع إلى أنه يجب أن تكون هناك وقفة.

قائمة بانتهاكات “الحوثيين”..

نشرت الخارجية السعودية، ورقة قالت إنها تشمل معلومات إحصائية حول الهجمات، التي تعرضت لها من قبل قوات “الحوثيين” اليمنيين بدعم من إيران.

وعنونت الوزارة هذا “الإنفوغرافيك” باسم: “بدعم مباشر من إيران ميليشيا الحوثي – صالح تنتهك القوانين الدولية”.

وتقول القائمة إن “الحوثيين” استهدفوا السعودية خلال السنوات الأخيرة بواسطة 80 صاروخاً “بالستياً” و66092 قذيفة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 95 مدنياً وإصابة 828 آخرين.

ووزع الوفد السعودي إلى جامعة الدول العربية برئاسة وزير الخارجية، “عادل الجبير”، هذه الورقة على المشاركين في الاجتماع.

وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الإفتتاحية للاجتماع، أعلن “الجبير” أن المملكة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإيراني”، وشدد على أن “السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لا يترك أي عاصمة عربية في أمان من هذه الصواريخ البالستية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب