قراءة في نتائج “الثلاثاء العظيم” الأميركي .. انقسام داخل الحزب وحيرة بين التقدمي والمعتدل !

قراءة في نتائج “الثلاثاء العظيم” الأميركي .. انقسام داخل الحزب وحيرة بين التقدمي والمعتدل !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يطول ليل “الثلاثاء العظيم” عادة أكثر من أي ليلة أخرى، لأنه يُعول عليه بدرجة كبيرة في تصفية عدد المرشحين، وهذا الأسبوع شهد مباراة محتدمة كان البطل فيها “الحزب الديموقراطي”، في غياب واضح لـ”الحزب الجمهوري”، الذي لم يُقدم، حتى الآن، أي مرشح آخر سوى الرئيس الحالي، “دونالد ترامب”.

وتمكن نائب الرئيس السابق، “جو بايدن”، (77 عامًا)، من التغلب على منافسه الأقوى، “بيرني ساندرز”، (78 عامًا)، في الانتخابات التمهيدية لـ”الحزب الديموقراطي”، بفارق في عدد الأصوات التي حصل عليها كل منهما؛ بعد الترنح الذي اتسمت به حملة “بايدن” الانتخابية تمكن من تعويض الخسارة من خلال الأصوات التي حصل عليها، السبت الماضي، في ولاية “كارولاينا الجنوبية”، كما فاز في 8 ولايات أخرى من بينها؛ “آلاباما” و”فيرغينيا” و”تينيسي”، مدعومًا بانسحاب المنافسين له، وأبرزهم الملياردير، “مايكل بلومبيرغ”، الذي أعلن تأييده له، كما كان انسحاب المرشحة، “إيمي كلوبوشار”، أمرًا جوهريًا سهّل فوز “بايدن” في “مينيسوتا”، ليعزز بذلك الأصوات المؤيدة له من المعتدلين، كما فاز في ولايتي “ماساتشوستس” و”أوكلاهوما”، التي وُلد وتربى فيها.

النتائج تُشير إلى انقسام داخل الحزب..

تُشير البيانات إلى أن أصوات ولاية “كاليفورنيا”، التي تمتلك أهمية خاصة، ذهبت لصالح منافسه الاشتراكي التقدمي، “ساندرز”، للفوز بترشيح الحزب، كما حصد أصوات “يوتا” و”فيرمونت” و”كولورادو”، لكن السياسي المخضرم الذي كان من أبرز المعارضين لاحتلال “العراق”، مع ذلك خسر في النهاية.

ويتم التصويت من خلال المندوبين، ولكل ولاية عدد معين منهم يُحدد حسب معايير معينة منها التوزيع السكاني والوزن الذي تتمتع به الولاية في الحزب، وخلال الثلاثاء الماضي؛ تم التصويت على أكثر من ثلث عدد المندوبين.

ويمتلك “الثلاثاء العظيم” أهمية خاصة؛ نظرًا لمشاركة عدد كبير من الولايات، من بينها ما تتمتع بثقل كبير، وتحتفظ “كاليفورنيا” بثُلث عدد المندوبين، (415) مندوبًا، بينما يبلغ عدد المندوبين في “تكساس”، (228) مندوبًا، ويوجد عدد ضئيل من المندوبين في “مين”؛ 24 مندوبًا فقط، وبحسب عدد الأصوات التي حصدها كل طرف فإن “بايدن” خرج رابحًا، لكن تقارب النتائج بين كلا المتنافسين تُشير إلى انقسام واضح داخل الحزب، الأمر الذي يخشى من تأثيره على أداءه خلال الانتخابات المقبلة.

وبينما كان يحتفل “بايدن” بفوزه، عقب إعلان النتائج الأولية، في حفل مليئ بالتخبط والتوترات، ألقى “ساندرز”، الذي يحظى بتأييد كبير من جانب الشباب، خطابًا مهمًا علق فيه على سياساته، مشيرًا إلى أنه لن يستطيع التغلب على “ترامب” في الانتخابات بالسياسات العادية.

خطأ وصدمة لـ”بلومبيرغ”..

مثّل “الثلاثاء العظيم” صدمة للملياردير، “مايكل بلومبيرغ”، الذي أنفق أموالًا طائلة في إطار حملته الإعلامية المستمرة، منذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي، لكنه أخفق في التصويت وحصل على نتيجة متواضعة للغاية لم ترق إلى مستوى توقعاته، وذكرت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية أن “بلومبيرغ” أخطأ عندما أجل قرار الانسحاب لما بعد الثلاثاء العظيم؛ ظنًا منه أن لديه احتمالات أفضل للفوز، لكن المال ليس كل شيء في السياسة.

لكن على أية حال، أعلن “بلومبيرغ” انسحابه من الانتخابات التمهيدية للحزب، وأعرب عن تأييده لـ”بايدن” معتبرًا أنه أفضل مرشح لمنافسة الرئيس الجمهوري الحالي، “دونالد ترامب”.

وعلق “ترامب”، في تغريدة على (تويتر)، على خسارة “بلومبيرغ”؛ إذ كتب أنه قدم أسوأ أداء في تاريخ المناظرات الرئاسية، وفي تغريدة وصف “بايدن”: بـ”النعسان”.

كما جاء انسحاب المرشح، “بيت بوتغيغ”، (38 عامًا)، أول شخص مثلي الجنس يُطلق حملة انتخابية كبرى، في مصلحة “بايدن” أيضًا، لكن الناخب الديموقراطي الآن بات يشعر بحيرة أكبر بين المرشح المعتدل ومنافسه التقدمي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة