10 أبريل، 2024 8:31 ص
Search
Close this search box.

قراءة إيرانية .. هذه أهداف زيارة “ظريف” إلى “بغداد” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأ وزير الخارجية الإيرانية، “محمد جواد ظريف”، الأحد الماضي، زيارة إلى “جمهورية العراق” أستغرقت 5 أيام.

ويمكننا، مع الأخذ في الاعتبار للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؛ وكذلك العلاقات السياسية والدبلوماسية القوية، تعديد أهداف وبرامج هذه الزيارة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وفي هذا الصدد أجرى، “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية”، الحوار التالي مع، “سید رضا قزویني”، خبير شؤون الشرق الأوسط..

تشتت الحكومة العراقية يثير مخاوف إيران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : في رأيكم.. على أي مقياس تُلخص أهداف زيارة رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني إلى “العراق” ؟

“سيد رضا قزويني” : كما أعلن جهاز السياسة الخارجية بشكل رسمي، تُركز زيارة وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، من المنظور السياسي والاقتصادي، على توطيد وتوسيع نطاق العلاقات بين “طهران” و”بغداد”.

لكن تتعلق الملاحظة الأساسية بشأن زيارة “ظريف” إلى “العراق بحدثين مهمين؛ الأول: متطلبات “العراق”، بعد موقف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشأن سحب القوات الأميركية من “سوريا” وتسكينها في “العراق”.. والثاني: زيارة الرئيس الأميركي، القصيرة وغير المتوقعة، لقاعدة “عين الأسد”.

وقد تسبب الحدثان في إضفاء الحساسية على الأوضاع العراقية.. وقد أدت هذه الحساسية بدورها على تحفيز وإثارة المخاوف الإيرانية. لذلك يمكن تصنيف زيارة، “محمد جواد ظريف”، والوفد المرافق له، (والتي تُعتبر أول زيارة من مسؤول إيراني للحكومة العراقية الجديدة)، تحت بند زيارة بحث واستقصاء وتطورات “العراق” في القطاعات الأمنية والسياسية والدبلوماسية.

وفي ظل هذه التطورات الأميركية وتهديد الأمن الإيراني، لم نشهد رد فعل حاسم من الهيكل السياسي والحكومة المركزية في “بغداد”؛ بشأن تحركات “البيت الأبيض” المثيرة في الأراضي العراقية.

سید رضا قزویني

على كل حال؛ فإن موقف حكومة السيد، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي الجديد، ومشاكله الذهنية بشأن استكمال تشكيل الحكومة؛ أفقد الحكومة المركزية القدرات اللازمة لإدارة الأزمة. وتشتت الحكومة العراقية تسبب في إثارة مخاوف “الجمهورية الإيرانية”، والتي مثلت أحد محاور زيارة، “محمد جواد ظريف”، للعراق.

من جملة المحاور الأخرى للزيارة؛ توطيد وتعميق العلاقات التجارية الإيرانية مع “العراق”. فـ”الجمهورية الإيرانية” تعاني، في ظل الضغوط الأميركية الأحادية؛ أوضاعًا اقتصادية ومعيشية غير إيجابية. لذلك يسعى جهاز الدبلوماسية لإدارة الأجواء والاستفادة من قدراته بغرض تحسين مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجيران.

وتواجه المعاملات التجارية الدولارية بين البلدين، مشكلات حقيقية، بسبب العقوبات، وقد كان من المقرر رفع مستوى التعامل التجاري بين البلدين، من 12 مليار، إلى 20 مليار دولار، في حين يلف الغموض هذه المسألة في ظل “العقوبات الأميركية”.

لذلك فالمحور الأهم على جدول زيارة “محمد جواد ظريف”، على رأس وفد من التجار والنشطاء الاقتصاديين، (من القطاعين الخاص والحكومي)، هو المحافظة على الأوضاع الاقتصادية مع “العراق” حتى يمكن الاستمرار في النشاط التجاري.

من جهة أخرى؛ بعض الدول المنافسة لـ”الجمهورية الإيرانية”، مثل “تركيا” وبعض الدول الخليجية؛ تعمل على تحسين نفوذها الاقتصادي بـ”العراق”. من ثم كانت زيارة، “محمد جواد ظريف”، في هذا التوقيت، مهمة وضرورية حتى يتمكن من بلورة وتعميق وتوسيع النفوذ الإيراني في “العراق”؛ من خلال التوقيع على عدد من التفاهمات والاتفاقيات. من هذا المنطلق يمكن فهم وتفسير مشاركة “ظريف” في اجتماعات “كربلاء” و”السليمانية” التجارية، لأنها قد تخولنا الفرصة المناسبة لإزدهار الاستثمارات الإيرانية في “العراق”.

زيارة “بومبيو” لم تستهدف إستراتيجية “ظريف”..

“الدبلوماسية الإيرانية” : تطرقتم للحديث عن التحركات العسكرية والأمنية والدبلوماسية الأميركية في “العراق”، هل تستهدف زيارة، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، إلى “العراق” قبيل 4 أيام من زيارة، “محمد جواد ظريف”، تهديد الأهداف والإنجازات الإيرانية في “العراق” ؟

“سيد رضا قزويني” : لو أن السيد، “مايك بومبيو”، كان قد أعلن عن زيارته لـ”الجمهورية العراقية” و”إقليم كُردستان” قبيل زيارة وزير الخارجية الإيراني؛ لكان من المحتمل أن يكون أحد محاور وجوده بالشرق الأوسط و”العراق”، هو تهديد إنجازات زيارة، “محمد جواد ظريف” إلى “العراق”.

لكن، وبخلاف هذه المسألة، فإن زيارة، “دونالد ترامب”، السرية وغير المرتقبة؛ ثم زيارة، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركية، وجولة، “جان بولتون”، في بعض دول الشرق الأوسط، بل وانتشار القيادات العسكرية الأميركية رفيعة المستوى في “بغداد”، إنما ينم عن تحركات سياسية وعسكرية وأمنية أميركية تستهدف تنفيذ مشروعات أميركية في منطقة “غرب آسيا”؛ بالشكل الذي يضغط على “الجمهورية الإيرانية” وعناصر “محور المقاومة” في “العراق”.

وبالتالي لم تكن زيارة، “مايك بومبيو”، إلى “العراق” تستهدف تهديد إنجازات زيارة “محمد جواد ظريف” لـ”العراق”، فلا يمكن تجاهل التحركات الأميركية، “غرب آسيا”، والتي تحوي بالتأكيد رسائل مهمة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب