14 أبريل، 2024 5:30 ص
Search
Close this search box.

قد يقلب الطاولة ليظهر كصانع الصفقات .. “ترامب” يُلمح لرفع العقوبات وإيران تضعها شرطًا للاجتماع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازال التناقض حتى الآن سيد الموقف بين “إيران” و”أميركا”؛ فما بين متنفس جديد لتحسين العلاقات بينهما، تخرج تصريحات معادية لذلك، ففي آخر تصريح من جانبه، حذر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، “إيران”، أمس الأول، من أن تخصيبها (اليورانيوم) “سيكون خطيرًا جدًا عليها”، في حين بقي موقفه ملتبسًا حيال القضية الحساسة المتمثلة في احتمال رفع العقوبات تمهيدًا لاجتماع مع نظيره، “حسن روحاني”.

وقال “ترامب”، في المكتب البيضاوي: “لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية (…) سيكون التخصيب خطيرًا جدًا عليها”.

ولدى سؤاله عن رفع جزئي محتمل للعقوبات، أجاب “ترامب”: “سنرى، سنرى”.

وأضاف: “أعتقد أن إيران لديها إمكانات مهمة (…) نأمل في التوصل إلى اتفاق”، وأعاد تأكيد إقتناعه بأن طهران “ترغب في التوصل إلى اتفاق”.

طرح إمكانية تخفيف العقوبات..

وبحسب وكالة (بلومبرغ) للأنباء؛ فإن “ترامب” طرح مؤخرًا، خلال اجتماع في “البيت الأبيض”، إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على “الجمهورية الإسلامية” مقابل قمة تُعقد بينه وبين نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، وهي فكرة أيّدها وزير الخزانة، “ستيفن منوتشن”، لكنّها لقيت معارضة شرسة للغاية من جانب مستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، الذي أقاله “ترامب” من منصبه، الثلاثاء الماضي.

ويرى الكثيرون أن رحيل “بولتون” قد يساهم في تعزيز فرضية إنعقاد قمة (أميركية-إيرانية) على هامش اجتماعات “الجمعية العامة”، في “نيويورك”، في نهاية أيلول/سبتمبر الجاري، في لقاء لطالما أُعتبر ضربًا من الخيال.

وكان “بولتون” قد قال في أواخر آب/أغسطس المنصرم؛ إنّ: “فكرة أن إيران ستحصل على فوائد اقتصادية ملموسة، فقط لكي تتوقف عن القيام بما لم يكن عليها القيام به أصلاً؛ هي فكرة غير واردة على الإطلاق”.

غير أنّ هذا الصوت المعادي بشدّة لـ”إيران” لن يُسمع بعد اليوم في الجناح الغربي لـ”البيت الأبيض”.

واشنطن مستمرة في حملة الضغوط القصوى..

ورغم تصريحات “ترامب”، أعلن وزير الخزانة الأميركي، أمس، أنه لا خطط حتى الآن للقاء بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ونظيره الإيراني، “حسن روحاني”.

وقال “ستيفن منوتشين”، في مقابلة مع شبكة (CNBC)، إن “واشنطن” لا تزال مستمرة، حتى الآن، في حملة الضغوط القصوى على “إيران”.

وأضاف الوزير: “قطعنا عنهم التمويل ولهذا السبب … فإنهم سيعودون”.

ومضى قائلًا: “إذا كان بوسع الرئيس إبرام الاتفاق الصحيح الذي تحدث عنه، فإننا سنتفاوض مع إيران. وإلا فسنواصل حملة الضغوط القصوى”.

وأضاف “منوتشين” أنه لا توجد حتى الآن خطط لعقد لقاء بين “ترامب” ونظيره الإيراني، “حسن روحاني”، على هامش اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في “نيويورك”، هذا الشهر، لكنه كرر أن “ترامب” منفتح على لقاء “روحاني” دون شروط مسبقة.

وقال إن باقي أعضاء فريق الأمن القومي في إدارة ترامب “ينفذون استراتيجية الضغوط القصوى على إيران”.

وأضاف “منوتشين”، الذي تقوم وزارته بدور رئيس في تنفيذ السياسة الأميركية تجاه “إيران” عبر فرض العقوبات الاقتصادية، “لا شك في أنها تحقق نتائج”.

الضغوط جعلت إيران تقلص إلتزاماتها..

وتفاقمت التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”؛ منذ انسحبت “واشنطن”، في 2018، من الاتفاق الدولي الذي أبرمته القوى الكبرى مع “طهران”، في 2015، بهدف منع “الجمهورية الإسلامية” من امتلاك أسلحة نووية، في اتفاق اعتبره “ترامب” متساهلاً للغاية.

وبعد 12 شهرًا على انسحاب “واشنطن” من الاتفاق؛ بدأت “إيران” بإتخاذ خطوات نحو تقليص إلتزاماتها في الاتفاق.

وقامت بزيادة مخزونها من (اليورانيوم) المخصب متجاوزة سقف 300 كلغ المحدد في الاتفاق، كما رفعت درجة التخصيب متجاوزة نسبة 3.67 بالمئة وأعلنت بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة.

رفع العقوبات شرط الاجتماع..

ورفضت “إيران” مجددًا، أمس الأول، فكرة عقد اجتماع بين رئيسها ونظيره الأميركي بدون رفع العقوبات.

وقال مندوب “إيران” لدى الأمم المتحدة، “مجيد تخت روانغي”، في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: “ما لم تكف أميركا عن إرهابها الاقتصادي ضد إيران؛ فإن مسألة التفاوض معها غير واردة”.

وهو ما أكد عليه الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، لنظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في اتصال هاتفي، مساء أمس الأول الأربعاء، إنه: “لا معنى” لمحادثات مع “الولايات المتحدة” ما لم ترفع عقوباتها عن “الجمهورية الإسلامية”.

وأجرى “روحاني” سلسلة من المحادثات الهاتفية مع “ماكرون” في الأسابيع القليلة الماضية.

ويقود الرئيس الفرنسي جهودًا أوروبية لإنقاذ “اتفاق نووي” بين “إيران” والدول الكبرى.

وقال “روحاني” لـ”ماكرون” إن: “إيران حكومة وبرلمانًا وشعبًا ترى أنه لا معنى ولا مفهوم للتفاوض مع أميركا في الوقت الذي مازالت فيه إجراءات الحظر قائمة”، بحسب الموقع الإلكتروني للحكومة ووكالة (إرنا).

وأضاف: “في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي مع أوروبا، فنحن مستعدون للعودة إلى إلتزاماتنا النووية، واجتماع إيران ومجموعة (5+1) يكون ممكنًا فقط فيما لو تم رفع الحظر بكل أشكاله”.

وكان “روحاني” قد قال، الأسبوع الماضي، إن “طهران” والدول الأوروبية تقترب من التوصل لاتفاق حول سُبل حل مسائل رئيسة.

والأربعاء؛ قال لـ”ماكرون” إن الخطوات التي إتخذتها “إيران”، حتى الآن، في تقليص إلتزاماتها، يمكن الرجوع عنها.

وقال إن: “الخطوة الثالثة تجري تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي ذات الوقت هي قابلة للعودة”.

قد يقبل “ترامب” بمقترح فرنسا..

في السياق ذاته؛ أكد موقع (Daily Beast) وجود مؤشرات على أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يدرس بجدية مقترح “فرنسا” لمنح “إيران” خط ائتمان بمقدار 15 مليار دولار لقاء عودتها للإلتزام الكامل بـ”الاتفاق النووي”.

وذكر الموقع الأميركي، في تقرير نشره أمس الأول؛ أن “ترامب” ترك لدى مسؤولين أجانب وأعضاء في إدارته وغيرهم من الأطراف المنخرطة في التفاوض بشأن الملف الإيراني؛ إنطباعًا بأنه يدرس مبادرة نظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، بشكل نشط، وأبدى انفتاحه غير مرة إزاء المقترح خلال الأسابيع الأخيرة، حسب أربعة مصادر مطلعة على تفاصيل المشاورات بين الرئيسين.

وعلى الرغم من أن سيد “البيت الأبيض” لم يتخذ بعد أي قرار بشأن المبادرة، أكدت بعض مصادر الموقع أن مسؤولين أجانب يتوقعون من “ترامب” إما الموافقة عليها أو تقديم عرض بديل لتخفيف العقوبات ضد “الجمهورية الإسلامية”.

ولفت الموقع إلى أن استعداد “ترامب” لمناقشة مسألة خط الائتمان الدولي المزعوم مع المسؤولين الفرنسيين والإيرانيين ورئيس الوزراء الياباني، “شينزو آبي”، أزعج المستشار المُقال حديثًا للأمن القومي في البيت الأبيض، “جون بولتون”، الذي حث “ترامب” على مدى أشهر على مواصلة إتباع النهج الصارم تجاه “طهران”، وأعرب عن معارضته الشديدة لمبادرة “ماكرون”.

لكن على الرغم من هذه المؤشرات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان “ترامب” سيدعم في نهاية المطاف خطة “ماكرون”، إذ أشار الموقع إلى أن الرئيس الأميركي معروف بأنه يدرس ويبدي تأييده بشكل مؤقت لمبادرات محلية أو خارجية ليتخلى عن هذا الموقف لاحقًا على وجه السرعة.

غير أن رغبة “ترامب” في إلتقاط “صور تاريخية” مع خصوم “واشنطن” الجيوسياسيين لإبراز دوره كـ”صانع الصفقات”، حسب الموقع، قد تدفع الرئيس الأميركي إلى “قلب الطاولة” والتخلي عن السياسات التي تنتهجها إدارته على مدى سنوات.

يحتاج لتطبيق فعلي على أرض الواقع..

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، “صالح القزويني”، أنه: “لا شك أن تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يتضمن شيئًا جديدًا، وربما ينسجم مع الطلب الإيراني، من أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة إلا إذا خففت أو ألغت العقوبات ضدها”.

ويشير “القزويني” إلى أن هذا التصريح للرئيس الأميركي لن يكون له أي مفعول حقيقي إلا إذا تم ترجمته إلى الواقع. وأعتقد أنه ليست هناك مؤشرات أو دلالات أو آليات لتطبيق هذا التصريح إلى واقع عملي. حتى الآن لم نشهد أي مؤشر يدل أن الولايات المتحدة قامت بتخفيف أو إلغاء العقوبات أو ما شابه ذلك على إيران. بل على العكس ما نزال نلاحظ إتباع نفس السياسة الأميركية المعادية لها. لذلك ينبغي أن نترقب ما هي الخطوة التالية التي ستأتي  بعد هذا التصريح ؟.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب