19 مارس، 2024 7:55 ص
Search
Close this search box.

قد يشعل الصراع لسنين طويلة .. خلافات الميليشيات تعكس صراعها على النفوذ في الحكومة العراقية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في حادثة تؤكد مدى إنخراط “الحشد الشعبي” في سياسة الدولة العراقية، وعدم القدرة على إبعاده عنها، اندلعت أزمة بين “تيار الحكمة” و”عصائب أهل الحق”، التابعة لـ”الحشد الشعبي”، بعد كشف القناة التليفزيونية، التي يملكها “تيار الحكمة”، تورط عناصر “ميليشيات العصائب” في اغتيال صاحب أحد المطاعم الشهيرة في “بغداد”؛ والمنتمي للتيار الصدري، بإطلاق الرصاص عليه من أسلحة كاتمة للصوت لرفضه دفع إتاوة لرجال “الخزعلي”.

القناة التليفزيونية قالت إن أجهزة الأمن ألقت القبض على الجناة، وتبين لها أنهم يحملون بطاقات هوية تشير إلى إنتمائهم لـ”ميليشيات العصائب”، لتشن بعد ذلك القنوات الموالية لـ”طهران” حملة ضد “عمار الحكيم”.

وتعالت حرب التصريحات بين الجانبين، ووصلت حد التشهير والقذف والاتهامات بالعمالة والمتاجرة بالنساء.

إفتراءات وأكاذيب..

المتحدث العسكري باسم (عصائب أهل الحق)، “جواد الطليباوي”، وجه رسالة إلى زعيم (تيار الحكمة)، “عمار الحكيم”، وقال إن تلك الاتهامات “محض إفتراءات وأكاذيب”.

مضيفًا، في بيان: “إن اتهامات، عمار الحكيم، لمجاهدي أهل الحق عبر قناة، الفرات، هي محض إفتراءات وأكاذيب ، وتحتاج إلى دليل وبرهان لإثباتها”، موضحًا أنه: “لولا وقفة ودماء مجاهدينا، لكان الحكيم الآن طريدًا مشردًا ذليلًا منكسرًا”.

وزاد: “ولكن ماذا أقول لشخص ذبح الجهاد على فروج النساء، إلا أن من بذل النفس من أجل حماية الأرض والعرض أشرف ممن نهب وسرق وتآمر وأرتمى بأحضان العاهرات”.

اتهامات بالعمالة..

وفي السياق؛ هاجم الأمين العام لميليشيا (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، في تغريدة له على، (تويتر)، الجهات التي قال إنّها تنقل أنباء ضد حركته، واتهمها بالعمالة.

وقال “الخزعلي”: “منتهى الدناءة التي يصل إليها الإنسان، اتهام الآخرين زورًا وبهتانًا إذا اختلفوا معه”، مضيفًا: “أما إذا كان مأجورًا؛ فإنه يكون معذورًا لأنه سيكون عميلاً”.

وجهان لعملة واحدة..

في المقابل؛ أكد “صلاح العرباوي”، مدير مكتب رئيس (تيار الحكمة)، “عمار الحكيم”، أن: “الاختلاف ينبغي ألا يفسد للود قضية”، معتبرًا أن “الاتهام بالعمالة، وإلقاء التهم بالزور، وجهان لعملة واحدة”.

تدخل “صالح” يؤجل التظاهرات..

ووصل الأمر إلى الدعوة إلى مظاهرة من قِبل (تيار الحكمة) بزعامة، “عمار الحكيم”، يوم السبت، إلا أن وساطة رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، أدت إلى تأجيلها بشكل مؤقت، ولكنها لم تنجح في إنهاء الخلافات بين الطرفين.

ورغم نجاح وساطة الرئيس، “برهم صالح”، في تأجيل التظاهر والتظاهر المضاد، لم يمنع ذلك القطب الموالي لـ”إيران” من إصدار بيان تصعيدي، لم يخل من نبرة التهديد والوعيد للقناة التي يملكها “الحكيم”؛ والقنوات الإعلامية الأخرى، بأن أصحاب البيان لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما وصفوه بمشاريع استهداف “الحشد الشعبي”.

ودخل زعيم تحالف (الفتح)، “هادي العامري”، ونائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”، على خط الأزمة، واجتمعا، مساء الجمعة الماضي، وأصدرا بيانًا استنكروا فيه استهداف “الحشد الشعبي”، في إشارة إلى “عصائب أهل الحق”، وهو ما أثار جدلًا سياسيًا بشأن مؤسسة يفترض أنها تابعة للحكومة العراقية في صراع سياسي بين حزبين.

زيارة “ظريف” تستهدف لم شمل “الحشد الشعبي”..

وفي خطوة تُظهر مدى التوغل الإيراني بـ”العراق”، قال بعض المراقبين إن زيارة وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، تأتي لدعم وتوحيد صفوف الأحزاب السياسية الشيعية، سيما أنها جاءت بعد يومين من الإحتدام السياسي بين (تيار الحكمة) بزعامة، “عمار الحكيم”، وميليشيا (عصائب أهل الحق) بقيادة، “قيس الخزعلي”، المدعوم من “إيران”.

إذ زار وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، “عمار الحكيم”، بمكتبه، مستنكرًا ما وصفه بالتشويه المهين الذي يتعرض له رئيس تحالف (الإعمار والإصلاح)، “عمار الحكيم”.

وخاطب وزير الخارجية الإيراني، “عمار الحكيم”، بأنه من أسرة ولدت من رحم الشعب العراقي، مشيرًا إلى أنه كل من يتصدى للمسؤولية، سيتعرض لما تعرضتم له من تشويه مهين، مضيفًا إلى أن “إيران” تعتبر “الحكيم”، كلمة “العراق” وعمقه الإستراتيجي.

ما موقف الحكومة العراقية ؟

وأنهالت التساؤلات حول موقف الحكومة العراقية مما يحدث، حيث تساءل المحلل السياسي العراقي، “محسد جمال الدين”، في تغريدة على (تويتر): “إلى السيد، عادل عبدالمهدي، المحترم؛ ما هو موقف الحكومة العراقية من تراشق الإتهامات فيما بين تيار الحكمة وعصائب أهل الحق، خاصة أن خلافهما ضمن إطار الـ (مأسسة)، أم أنه خلاف بين الفصائل الحزبية وأجهزة الدولة العراقية تتفرج ؟”.

وأثار دخول نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” على خط الأزمة، استغراب المراقبين للشأن العراقي، متسائلين عن سبب هذا التدخل وزج مؤسسة عسكرية، تقول الدولة إنها تابعة لها في مثل تلك الخلافات المعتادة بين السياسيين.

محاولات إبعاده عن السياسة لم تفلح..

المراقب للشأن العراقي، “عماد محمد”، قال إن: “محاولات إبعاد الحشد الشعبي عن الواقع السياسي في العراق لم تُفلح خلال الفترة الماضية، إذ مازالت تلك المؤسسة تمثل حالة غير طبيعية ضمن قوى الأمن العراقية، فوزارتا الداخلية والدفاع، رغم الخروق الكثيرة داخلهما، إلا أنهما بالفعل في منأى نسبي عن الخلافات السياسية، ولا تخضعان في الغالب لمثل تلك الحسابات، سوى المناصب السياسية التي تعود لها مثل منصب الوزير”.

بيئة ملائمة لإستقطاب الخلافات..

مضيفًا أن: “دخول المهندس والعامري ورجال دين على خط الخلافات، يوحي بأن تلك المؤسسة تشكل بيئة ملائمة لإستقطاب الخلافات وتغذيتها، خاصة أن رئيسها، فالح الفياض، مازال بعيدًا عن قيادتها، وهو يسعى إلى الحصول على منصب وزير الداخلية، بينما تُدار المؤسسة بشكل فعلي من قِبل نائبه، أبومهدي المهندس”.

ولم يصدر حتى الآن تعليق من رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، على الصراع الدائر بين الطرفين.

دولة أخرى..

لكن الخبير الأمني، “مؤيد الجحيشي”، يرى أن مؤسسة “الحشد” مازالت تُدار بعيدًا عن مؤسسات الدولة، وكأنها دولة أخرى، تتبع لقيادات غير معروفة، مشيرًا إلى أن: “مثل تلك السلوكيات من قادة الأحزاب تكشف عن أن الحشد سيبقى يُدار بعقلية الإقطاعات، وكأنها ملك شخصي من قِبل قادة تلك الفصائل، رغم وجود مساعٍ لدمجها في مؤسسات الدولة وتأطير حتى الجوانب المالية في موازنات الدولة”.

مضيفًا أنه يجب “على رئيس الوزراء منع المهزلة الحاصلة، ومنع استغلال ذلك في تصفية صراعات سياسية، قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة أن البيئة العراقية ملائمة وتغذي مثل تلك الصراعات”.

صراع على النفوذ في الحكومة العراقية..

من جهته؛ أكد المحلل السياسي، “ربيع الجواري”، أن: “الصراع الذي حصل بين العصائب والحكمة هو صراع سياسي، لكنه بالدرجة الأولى هو صراع على النفوذ في الحكومة العراقية، خاصة بعد دخول بعض الفصائل المسلحة العملية السياسية وحصولها على مقاعد برلمانية في الانتخابات الأخيرة، حيث تسعى أغلب تلك الجماعات إلى فرض نفوذها بالقوة على مؤسسات الدولة”.

مضيفًا أن: “سيطرة ونفوذ الحشد الشعبي في العراق سيؤثر على الحكومة العراقية بصورة كبيرة جدًا”، مشيرًا إلى أن: “بقاء الحشد المدعوم من إيران سوف يشعل الصراع في العراق لسنين طويلة لحين إحداث تغيير في التوازنات السياسية”.

اشتعال خلافات مسبقة غير معلومة الأسباب..

وحتى الآن ما زالت أسباب الخلاف بين “عصائب أهل الحق” و”تيار الحكمة” غير واضحة المعالم، لكن ما فجر الخلاف هو وسائل الإعلام التابعة لكل منهما، حيث تنشر قناتا (العهد)؛ التابعة لـ”العصائب”، و(الفرات)؛ التابعة لـ”الحكيم”، تقارير إخبارية تتحدث عن صفقات فساد واختلاس أموال يقوم بها كلا الطرفين.

وتبث قناة (الفرات) على الدوام تقارير تتحدث عن سرقة “العصائب”، مصفى “بيجي”، في محافظة “صلاح الدين”، إبان فترة سيطرة تنظيم (داعش) على المدينة، وهو ما تنفيه “العصائب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب