27 مارس، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

قد يدفعه نحو انتخابات مبكرة .. وباء “كورونا” يُزيد المواجهة بين “إردوغان” والمعارضة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن وباء “كورونا” المُستجد سيكون القشة الأخيرة التي قد تقسم ظهر البعير، حيث بدأت تلك الأزمة  تؤثر بشكل سلبي على صورة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، حيث نشر موقع (تركيا الآن) تقريرًا يكشف استعداده لانتخابات مبكرة مباغتة قد تشهدها “تركيا” خلال الفترة المقبلة.

الموقع ذكر أنه في ظل تصاعد انتقادات الرئيس التركي، رئيس “حزب العدالة والتنمية”، تجاه المعارضة، خلال فترة تفشي وباء فيروس “كورونا” في “تركيا”، يرى البعض داخل أحزاب “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي” و”الخير”، أن “إردوغان” يواصل خطاباته الاستقطابية حتى في أحاديثه إلى الأمة، الأمر الذي فسره بعض المعارضين على أنه بمثابة “التحضير للانتخابات المبكرة”.

وتابع التقرير: بينما كان الشعب التركي ينتظر الإجراءات الجديدة وحزم الدعم الاقتصادي التي سيجري تنفيذها ضد تفشي الفيروس التاجي الجديد، الذي توفي جراءه آلاف الأشخاص، لكن “إردوغان” دائمًا ما يذكر أنه سيجري الدخول إلى عملية سياسية جديدة بعد فترة الوباء علاوة على ذلك؛ كانت هناك تطورات سياسية متلاحقة في الفترة الأخيرة، وزادت مطالب رفع الحصانة البرلمانية عن كثير من النواب داخل البرلمان التركي، كما شهدت البلديات التي تسيطر عليها المعارضة المزيد من الضغوط.

وانتقد العديد من قادة حزب “العدالة والتنمية” كل حملات الهجوم التي طالت “علي أرباش”، رئيس هيئة الشؤون الدينية، بكلمات قاسية، مطالبين بفتح تحقيقات ضد كل من شن هجومًا على رجل الدين التركي.

وفسر ممثلون عن “حزب الشعب الجمهوري”، و”حزب الشعوب الديمقراطي”، و”حزب الخير”، موقف “إردوغان” على أنه استعداد لانتخابات مبكرة، مشيرين إلى أن “تركيا” حتمًا ستكون الرابحة الأكبر إذا ما حدث ذلك.

استمرار تدهور شعبية “إردوغان”..

في السياق ذاته؛ كشف استطلاع للرأي أجرته شركة “أوراسيا” للأبحاث، عن استمرار تدهور شعبية “إردوغان”، وفشله في أداء مهامه كرئيس للجمهورية، مؤكدًا عدم رغبة الأتراك في انتخابه مرة أخرى، حسبما أفاد موقع (بيزنس تيركي توداي).

وطرح الاستطلاع، الذي نشر نتائجه، أمس الأول، سؤالًا مفاده: “لو أجريت انتخابات رئاسية اليوم، هل ستنتخب، رجب طيب إردوغان، مرة أخرى ؟”، فأجاب 38.9% من المشاركين بـ”نعم”، بينما أظهر 44.5% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم عزمهم على عدم التصويت لـ”إردوغان” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكان من ضمن الأسئلة التي طرحها الاستطلاع أيضًا: “ما مدى تقييمكم للرئيس إردوغان في منصبه، هل تجدونه ناجحًا ؟”، فكانت الإجابة 41.9% “نعم”، بينما يرى 52.2% أن “إردوغان” لم ينجح في مهامه كرئيس للجمهورية.

كما أظهر الاستطلاع أن نحو 34% من المشاركين سينتخبون الحزب الحاكم، “العدالة والتنمية”، في سقوط هو الأول من نوعه في عدد الأصوات، و28% لـ”حزب الشعب الجمهوري”، و11% لحزب “الخير”، و8.9% لحزب “الحركة القومية”، كما سيصوت 2.7% لحزب “الديمقراطية والتقدم”، بزعامة نائب رئيس الوزراء الأسبق، “علي باباغان”، و2.4% لحزب “المستقبل” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، “أحمد داود أوغلو”.

دعم غير كاف..

أما على الصعيد الاقتصادي، أشارت نتائج الاستطلاع أن 67.9% من المشاركين يرون أن الدعم الاقتصادي الذي قدمته الحكومة لمواجهة انتشار الفيروس غير كاف، مقابل 32.1% يرونه كافيًا، لافتًا إلى أن نسبة رضا المشاركين عن سياسات بلديات المعارضة بخصوص أزمة الفيروس كانت أكثر من رضاهم عن سياسات بلديات النظام وحلفائه.

راحل عن سدة الحكم..

وبسبب تلك السياسات الخاطئة، شن زعيم المعارضة التركية، “كمال قليغدار أوغلو”، هجومًا على نظام الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، مؤكدًا أنه: “راحل عن سدة الحكم لا محالة؛ وهو يعلم ذلك”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “قليغدار أوغلو”، زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال مشاركته، أمس الجمعة، على محطة (خلق. تي. في) التلفزيونية المحلية.

وانتقد زعيم المعارضة؛ السياسات التي يتبعها النظام في التعامل مع أزمة تفشي فيروس “كورونا” المُستجد، (كوفيد-19).

وأشار إلى أن أزمة الفيروس: “قدمت فرصة للمجتمع للتفكير”، لافتًا إلى أن الأوضاع في “تركيا” لن تكون كسابق عهدها قبل الفيروس، حيث يقولون، (المراقبون والمحللون)؛ إن العالم سيستسلم للأنظمة الاستبدادية، وكما يقولون إن: “خير نموذجين على ذلك، إردوغان، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب”.

وأوضح أن: “تركيا كان لها النصيب الأكبر من تداعيات أزمة كورونا، حيث زدنا فقرًا، وزادت معدلات البطالة، وتلاشى مفهوم الدولة الاجتماعية تمامًا”.

في سياق متصل؛ تحدث “قليغدار أوغلو” عن الطريقة التي تُدار بها “تركيا”، معربًا عن استنكاره لها على خلفية عدم إصغاء النظام للمعارضة وكل من يخالفه الرأي.

وأضاف قائلاً: “قد لا تصغي لمن يوافقك الرأي، لكن عليك أن تستمع لمن يخالفك”، مشيرًا إلى أن: “من يديرون البلاد يجب أن يعرفوا كيفية اللياقة في التعامل وكيفية احتواء الجميع”.

وأردف قائلاً، في إشارة لـ”إردوغان”: “رئيس الجمهورية لا يجب أن يعمل لصالح حزبه فقط، ويرى في الآخرين منافسين له، فهو الشخص الوحيد الذي يتعين عليه إحتضان الجميع”.

وعن رحيل “إردوغان” عن السلطة، قال “قليغدار أوغلو”: “كل شخص يبقى بالسلطة لفترة معينة، حتى يأتي وقت لا يستطيع فيه الحصول على أصوات الناخبين، فيترك منصبه كما هو الحال مع الرئيس التركي”.

أضرار اقتصادية..

ولفت إلى أن فترة حكم “العدالة والتنمية” على المسار الاقتصادي ألحقت أضرارًا كبيرة بالدولة التركية، مضيفًا: “خلال 18 عامًا زاد عدد الفقراء والعاطلين عن العمل بأشكال غير مسبوقة”.

وأشار إلى أن: “الحكومة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، جمعت 176 مليار ليرة ضرائب، و22 مليارًا ديونًا خارجية، و43 ديونًا داخلية، و40 مليار ليرة عبارة عن تحويلات من عُملات أجنبية، هذه معطيات البنك المركزي”.

وتابع قائلاً: “قامت كذلك بطبع 56 مليار دولار، لكن كل هذا لم يكفِ، فانخفضت احتياطيات البنك المركزي من أجل إبقاء سعر الدولار عن 7 ليرات”.

واستطرد “قليغدار أوغلو” قائلاً: “بلغ إجمالي تلك الأموال 536 مليار ليرة استخدمتها الحكومة، منح منها 4.4 مليار فقط على شكل قروض للمتضررين من جائحة (كورونا) بمعدل ألف ليرة للفرض، بإجمالي فوائد 38 مليار ليرة، والمستفيد أول من ذلك هم المرابون وليس الفقراء”.

استقالة صهر “إردوغان”..

في سياق متصل؛ طالب زعيم المعارضة التركية بضرورة استقالة وزير الخزانة والمالية، “براءت ألبيرق”، صهر “إردوغان” من منصبه، لسوء مردوده المستمر منذ مجيئه للمنصب، ولعدم تنفيذه الوعود التي قطعها على نفسه.

وتابع “قليغدار أوغلو” قائلاً: “الوزير سبق أن قال إن الاقتصاد سينمو بمعدل 5% خلال 2020، في حين أن جميع المؤسسات الدولية تقول إنه سينكمش”.

وأضاف قائلاً: “وإذا لم ينمو الاقتصادي بهذه النسبة؛ كما قال، هل سيستقيل من منصبه ؟.. لو نما الاقتصاد كما سيقول سنرفع له القبعة ونحتفل به، لكن إن حدث عكس ذلك فعليه تقديم استقالته، لكنه لن يفعل، لأن إردوغان لن يتركه”.

وذكر أن: “الدولة التركية باتت كشركة عائلية؛ الرئيس يحكم وصهره يحكم قبضته على الخزائن”.

كتابة دستور جديد للبلاد..

كما جدد زعيم المعارضة التركية، في تصريحاته؛ مطالبته بكتابة دستور جديد للبلاد بمشاركة جميع أطياف المجتمع، مشيرًا إلى أنه سبق أن اقترح 16 مادة يجب أن يتضمنها الدستور الجديد.

وقبل نحو أسبوع؛ وخلال الاحتفال بمئوية تأسيس “البرلمان التركي”، اقترح “قليغدار أوغلو” 16 مقترحًا حول الدستور الجديد الذي دعا لكتابته، منها أن: “يكون الدستور ديمقراطيًا جديدًا تتم كتابته بمشاركة جميع الشرائح الاجتماعية والسياسية والثقافية، قائمًا على أساس الفصل بين السلطات، ويجب توفير مبدأ التوازن والتحكم الذي يجب أن يكون في الديمقراطيات”.

وأكد كذلك على أهمية: “أن يكون العمود الفقري للدستور الجديد نظامًا برلمانيًا ديمقراطيًا قويًا جديدًا نسميه تتويج الجمهورية بالديمقراطية؛ يضمن إزالة جميع العقبات التي تعترض حرية الفكر والمعتقدات وحرية تكوين النقابات بما في ذلك وسائل الإعلام”.

كما يجب ضمان استقلالية مبدأ الفصل بين السلطات والمؤسسة القضائية، التي تُعد من أهم ركائز سيادة القانون. وتجب إزالة جميع العقبات التي تحول دون الوصول إلى العدالة. ولا شك الركيزة المهمة الأخرى لمبدأ فصل السلطات هي التشريع.

ودعا إلى: “وضع نظام انتخابي جديد يضمن تمثيل الإرادة الوطنية على أوسع نطاق ممكن في البرلمان التركي. بالإضافة إلى ذلك، يجب سن قانون الأخلاقيات السياسية لتعزيز الثقة بين السياسي والمواطن”.

زيادة وظائف الحكومات المحلية..

هذا إلى جانب مقترحات أخرى طالب فيها بزيادة وظائف الحكومات المحلية، واعتماد التوظيف الحكومي على سياسات خالية من المحسوبية، ووضع الحد الأدنى من ضمان دخل جيد للمواطنين، وإعادة هيكلة السياسة الضريبية، ومعالجة العمالة غير الرسمية.

كما دعا كذلك إلى تبني نظم تخدم البيئة في عمليات الإنتاج، وأكد ضرورة الحصول غير المشروط على الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن القطاعين الزراعي والتعليمي قطاعان إستيراتيجيان يجب الاهتمام بهما أكثر من ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب