وكالات – كتابات :
أعرب قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال “كينيث ماكينزي”، عن: “قلقه” من لجوء جماعات مسلحة إلى استخدام الطائرات المُسيرة الصغيرة في هجمات ضد قواعد عسكرية بـ”العراق”.
وقال في تصريحات لمجموعة صحافيين عبر الهاتف، يوم الإثنين، إن: “هجمات الجماعات المسلحة تهدف إلى الضغط على القوات الأميركية وإخراجها من البلاد، لكن قواتنا ستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها”.
وأضاف، أن: “القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية”.
وتتعرض القواعد العسكرية، التي تتواجد فيها قوات أميركية أو قوات “التحالف الدولي”، في “العراق”، إلى استهداف مستمر بالصواريخ، وفي الأسابيع الأخيرة؛ لجأت “الجماعات المسلحة” إلى استخدام الطائرات المُسيرة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في “العراق”، الأحد الماضي، إسقاط طائرتين مُسيرتين حاولتا استهداف قاعدة (عين الأسد) الجوية، التي تتواجد فيها قوات أميركية.
أكبر مصدر قلق للأميركان..
تعرضت قاعدة (عين الأسد) العسكرية، في “العراق”، لهجومين متتالين بطائرات عسكرية مُسيرة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، مما يُغذي المخاوف الأميركية بشأن حلول طائرات (درون) محل الصواريخ، في وقت يتوقع مراقبون أن يؤدي الأمر إلى رفع سقف المواجهة “الأميركية-الإيرانية” على أرض “الرافدين”.
وتتمركز في القاعدة، الموجودة في محافظة “الأنبار”، غربي البلاد، قوات أميركية، سعى مطلقوا الطائرات المُسيرة إلى استهدافها على ما يبدو.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ قد ذكرت، قبل أيام عدة؛ أن الميليشيات الموالية لـ”إيران”، في “العراق”، حصلت على أسلحة متطورة من بينها طائرات مُسيرة.
وزاد القلق الأميركي، بحسب الصحيفة؛ نتيجة لجوء الميليشيات إلى تنفيذ هجمات على المصالح الأميركية بواسطة طائرات مُسيرة.
وكانت قيادات عسكرية أميركية وصفت، في وقت سابق، الطائرات المُسيرة في “العراق”؛ بأنها تُمثل أكبر مصدر قلق ضد الجنود الأميركيين هناك.
وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى، “كينيث ماكينزي”، إن الطائرات المُسيرة تُشكل تهديدًا خطيرًا، لافتًا إلى أن جيش بلاده يُسارع إلى ابتكار طرق تكنولوجية لمكافحتها.
من “الكاتيوشا” إلى “الدرونز” تطوير الهجمات..
وفي الماضي، كانت الهجمات، التي تستهدف القواعد الأميركية؛ تتم باستخدام صواريخ (الكاتيوشا) عادة، وتتهم “واشنطن”، ميليشيات (الحشد الشعبي) العراقية؛ المُرتبطة بـ”إيران” وأجندتها، بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وأسفر الهجوم الأول على قاعدة (عين الأسد) الجوية عن وقوع إصابات؛ وصفت: بـ”غير القاتلة”، داخل القاعدة العسكرية المُحصنة للغاية، فيما تمكنت منظومة الدفاع الجوية، (C-RAM)، من إسقاط طائرتين مُسيرتين بالقُرب من أسوار القاعدة.
نوعية الهجمات الجديدة تشبه تلك التي طالت، شهر نيسان/أبريل الماضي، قاعدة “التحالف الدولي”، بالقُرب من “مطار أربيل” في “إقليم كُردستان العراق”، مما أدى إلى إصابة خزنات الوقود في القاعدة، وكانت مهمة التحقيق في الهجوم معقدة، خاصة لجهة اكتشاف منصة إنطلاق هذه الطائرات، بخلاف الحال في منصات صواريخ (كاتيوشا).
خطورة “الدرون” على القوات الأميركية..
وخلال الأشهر الـ 20 الماضية؛ تعرضت القوات والمصالح الأميركية، في “العراق”، لأكثر من 300 هجوم، حسب تصريحات “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، لكنها لم تُحقق خسائر كُبرى في أوساط القوات الأميركية، إذ لم تؤدي إلا بحياة أربعة أميركيين، إلى جانب 25 ضحية من العراقيين والجنسيات الأخرى.
ويُنسب الفضل في انخفاض حجم الخسائر؛ إلى أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ المهاجمة.
لكن هذا الأمر قد ينقلب رأسًا على عقب في حال استعمال الطائرات المُسيرة، عوضًا عن الصواريخ، خاصة أن أنظمة الرادارات لا تستطيع كشفها بسهولة.
وقال خبراء عسكريون أميركيون إن تحليل حطام الطائرات المهاجمة تُثبت بأنها إيرانية الصُنع، وأن التقنية التي اُستُخدمت في هذه الطائرات تُشبه تمامًا تلك التي تستخدمها بقية الميليشيات الموالية لـ”إيران” في المنطقة، مثل ميليشيات “الحوثي” في “اليمن”.
وأكدوا أن الطائرات المُستخدمة تتجاوز في حجمها نوعية (درون) العادية، وأنها تستطيع حمل نوعيات وأحجام متعددة من المتفجرات، التي قد تصل حتى 30 كيلو غرامًا.
ومما يُزيد من خطورة الطائرات المُسيرة؛ هو أن المراقبة عبر الأقمار الصناعية، يمكن استخدامها لتغطية أجزاء فقط من “العراق”، ولفترات مُعينة محدودة، ولا يمكنها تتبع الأهداف المتحركة.
الطائرات إيرانية..
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية، وفق صحيفة (نيويورك تايمز)، بأن (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، هو من يتولى تطوير ونقل هذه النوعية من الطائرات إلى ميليشيات “إيران”، في “العراق”، وأن الفيلق ينتظر النتائج الأولية لهذه الهجمات، ليحدد الإستراتيجية التي سيستخدمها، حسبها.
ووقعت الهجمات الأخيرة، التي استهدفت القوات الأميركية بـ”العراق”، بعد أيام معدودة، على نشر وكالة الأنباء الإيرانية (تنسيم) خبرًا يتحدث عن نوع جديد من الطائرات التي يُنتجها “الحرس الثوري” الإيراني، أكبر حجمًا من الطائرات التقليدية التي يمتلكها “الحرس الثوري”.
وقالت إن الطائرة الجديدة قادرة على الطيران لمدة 35 ساعة متواصلة، ولمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، وحمل 13 قنبلة يصل وزنها إلى نصف طن من المتفرجات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من مُعدات الإشارة والاستطلاع، حسب الوكالة الإيرانية.
قد تؤدي إلى تصعيد في المواجهة “الإيرانية-الأميركية”..
ومن ناحيته، قال الباحث في الشؤون الأمنية، “عبدالحميد النزال”، إن هناك تغيرات قد تطرأ على المشهد العسكري والسياسي في المواجهة “الأميركية-الإيرانية”، في الداخل العراقي، إذا ما تحولت الطائرات المُسيرة إلى أداة الفصائل الموالية لـ”إيران”، في مواجهة القوات الأميركية.
وأوضح: “إستراتيجية الطائرات المُسيرة سوف ترفع من مستويات المواجهة، لأنها ستوقع مزيدًا من الضحايا، وحيث أن الولايات المُتحدة وقتها مُجبرة على الرد”.
وتابع: “فالهجمات الصاروخية، التي كانت تطال القواعد العسكرية، حتى الآن، كانت قابلة للإحتواء من قِبل الطرف الأميركي، والرد أحيانًا في مواضع بذاتها، خصوصًا ضد قواعد (الحشد الشعبي) على الحدود، (السورية-العراقية)، لكن تلك الصفحة سوف تُطوى مع دخل الطائرات المُسيرة، التي ستكون مجهولة الجهة غالبًا، وتاليًا سيكون ثمة مواجهة أميركية إيرانية مباشرة”.
وحسب “النزال”، فإن استخدام الطائرات المُسيرة سيسمح بتصغير أحجام وظهور القوة الضاربة، إلى مجموعات تقنية تُعد بالعشرات، تنفذ مهام مطلوبة منها بكل دقة، وبتكلفة مالية واستخباراتية أقل مما هي المجموعات المؤلفة من عشرات الآلاف من المقاتلين.