17 أبريل، 2024 9:28 ص
Search
Close this search box.

قد تعوقها في الملاذ بـ”آسيا” .. إيران تصطدم بمصالح الإستراتيجية الشرقية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

من الشعارات الأساسية لـ”الثورة الإسلامية”، (لا شرقية ولا غربية)، ولا يزال هذا الشعار موجودًا على مدخل “وزارة الخارجية الإيرانية”، لكن يبدو أن هذا الشعار كان ناجمًا عن عواطف ثورية، إذ لا يتناغم هذا الشعار والعلاقات السياسية والإستراتيجية.

ونحن نرى كيف تحولت بعض الدول، التي كانت في موقع الاتهام بسبب الإيديولوجيات الشيوعية والماركيسية، إلى الشراكة الإستراتيجية، حيث أمست المودة والتعاون مع هذه الدول أحد الأسس الرئيسة في السياسة الإيرانية.

من هذه الدول يمكن الإشارة إلى “الصين” و”روسيا” وبعض دول آسيا الشرقية، حيث كلف انتقاد هذه الدول أحيانًا تكلفة باهظة.

في الوقت نفسه تخريب دول أوروبا وأميركا للاتفاقيات المبرمة مع “إيران”؛ وما ترتب على ذلك من أبعاء لبلادنا، إزدادت ميول “إيران” تجاه الدول الشرقية. وقد نما هذا التوجه بشكل ملحوظ، لاسيما بعد “الاتفاق النووي”، واليوم نتابع أسبوع حافل لمسؤولينا وجولة في الدول الشرقية للتفاوض مع قيادات هذه الدول والتأكيد على متانة العلاقات الثنائية. بحسب صحيفة (القانون) الإيرانية.

مشاورات استعداد للحرب الاقتصادية..

في هذا الصدد؛ زار “علي لاريغاني”، رئيس البرلمان الإيراني، في إطار الدبلوماسية البرلمانية؛ دولة “الصين” للتشاور مع مسؤولي هذا البلد القوي آسيويًا.

وقال، في مؤتمر صحافي بمطار “مهرآباد”، تعليقًا على أهداف الزيارة: “تمتع إيران والصين بحضارة تاريخية، ولطالما كانت العلاقات الثنائية قوية؛ ولا أدل على ذلك من طريق الحرير كدليل على العلاقات الحضارية بين البلدين”.

وأكد وجود مشاروات سياسية على أعلى مستوى بين البلدين خلال العقود الأخيرة، وأردف: “هناك كذلك تعاون اقتصادي وبرلماني بين البلدين، حيث أجرى الرئيس الصيني، خلال زيارته الجمهورية الإيرانية، مفاوضات جيدة للتعاون الشامل بين البلدين”.

وكان “لاريغاني” قد التقى، خلال الزيارة، نظيره الصيني، “غين با لى غان شو”، الذي أكد على متانة علاقات البلدين التاريخية، وقال: “أمتدت علاقات الشعبين لألفي عام لم يتخللها أي نزاع”. ووصف زيارة الرئيس الصيني لـ”الجمهورية الإيرانية”، بـ”المنعطف التاريخي”، في علاقات البلدين لأنها تمخضت عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية تعكس عزم البلدين على التعاون طويل المدى.

وكذلك رأى في زيارة “لاريغاني” والوفد المرافق لـ”الجمهورية الصينية” رسالة واضحة للتأكيد على التعاون طويل الآمد بين البلدين.

خلفيات التشاور مع الشرق..

يقال إن “لاريغاني” قام بزيارة رسمية إلى دولة “اليابان” استغرقت يومين وحقق الكثير من الإنجازات على المستويات السياسية والاقتصادية.

وقد حصلت “اليابان”، باعتبارها المشتري الأكبر لـ”النفط الإيراني”، على إعفاء من “العقوبات الأميركية”، واستقبلت أولى شحناتها النفطية؛ وهو الموضوع الذي يعكس توجه حكومة “شينزو آبه”، رئيس وزارء “اليابان”، لتطوير العلاقات مع “إيران”.

وأكد “لاريغاني” أن الهدف الأهم للزيارة هو توسيع نطاق التعاون البرلماني والتجاري بين البلدين، وقال بمجرد النزول في مطار “طوكيو”: “هذه الزيارة تستهدف توطيد التعاون البرلماني بين البلدين، وقد استعرضت المشاورات القضايا محل اهتمام الطرفين مثل مكافحة الإرهاب، وتوفير الأمان في فضاء التعاون الثنائي.. تناول جزء من المباحثات سبل تطوير التعاون الاقتصادي في المجالات الصناعية والتجارية المختلفة”.

والتقى “لاريغاني”، خلال الزيارة، “غوايغي داته”، نظيره الياباني، والذي أكد أن لقاء “شينزو آبه”، رئيس وزارء “اليابان”، مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قد تسبب في تنشيط العلاقات أكثر من ذي قبل، وقال: “حكومة روحاني تسعى للتعامل البناء مع المحافل الدولية، واليابان كانت قد أعلنت دعمها للاتفاق النووي”.

التحرك من منطلق المصلحة..

مسألة علاقات “الجمهورية الإيرانية” مع مختلف دول العالم، والاستفادة من هذه العلاقات على صعيد العلاقات الدبلوماسية ومصالح الدولة هي جديرة بالتقدير والإستحسان، لكن لا ينبغي تصور أن تخضع كل الدول بشكل كامل لسياستنا، لأن في نفس التوقيت الذي كان “لاريغاني” يتشاور مع الصينين، أعربت “بكين” عن رضاها للاستثمارات السعودية في الممر الاقتصادي المشترك مع “باكستان”، وأعلنت ترحيبها بمشاركة الدول الأخرى.. ومن ثم يتضح ألا أحد سوف يضحي بطرف في سبيل التعاون مع طرف آخر، لأن الجميع يسعى وراء مصالحه القومية؛ ولا يمانع التعاون مع جميع الدول للوصول إلى هذه المصالح.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب