“قدس” الإيرانية خرج بنتيجة .. لن نخرج من “اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي” .. ولن ننفذها

“قدس” الإيرانية خرج بنتيجة .. لن نخرج من “اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي” .. ولن ننفذها

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

قال وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، خلال لقائه سفراء “إيران” في الدول الأخرى، إن “اتفاق القاهرة” لا يمكن أن يُشكّل أساسًا للتعاون بين “طهران” و”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وأن الإطار السابق للتعاون لم يُعدّ فعّالًا في الظروف الجديدة. بحسّب ما استهل “علي عمادي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.

ووفقًا لقوله؛ فإن الهجمات الأمنية الأخيرة والتهديدات الحالية جعلت من الضروري وضع إطار جديد وآمن لاستمرار التعاون.

وأضاف: “لقد وافقت الوكالة أيضًا على هذه الضرورة وأقرت بالحاجة إلى إطار جديد”.

كما تطرق وزير الخارجية الإيراني للحديث عن قضية التعامل مع (الترويكا) الأوروبية الثلاث، وأردف: “أظهرت التجربة أن الحل المستدَّام الوحيد للمسائل النووية هو الاتفاق القائم على التفاوض، وأن التهديدات العسكرية أو تفعيل آلية الزناد؛ (العودة التلقائية للعقوبات)، لا تحل المشكلة، بل تعقّد المسّار الدبلوماسي وتُبرز الحاجة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية جديدة وذكية”.

وفي هذا السيّاق؛ تحدثت صحيفة (قدس) مع دبلوماسيين إيرانيين بارزين؛ لتحليل أبعاد هذا القرار وتبعاته على السياسة الخارجية وتعامل “إيران” مع الوكالة.

أوروبا ساهمت في تعقيد الدبلوماسية الإيرانية..

وصف “جواد منصوري”؛ دبلوماسي إيراني سابق وخبير الشؤون الدولية، في حوار إلى صحيفة (قدس)، سلوك الحكومات الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة تجاه “إيران” بغير الطبيعي، وغير القانوني، والعدائي، وقال: “أدت ضغوط أوروبا والولايات المتحدة، بعد الفشل النسّبي في أوكرانيا والعجز عن التعامل مع الكيان الإسرائيلي، وأيضًا تقارب إيران مع روسيا والصين، إلى تفعيل آلية الزناد ضد طهران”.

وأضاف: “الجميع يعلم أن أوروبا وأميركا انتهكتا الاتفاق النووي، والآن هم من يتخذون قرارات إلزامية وغير قانونية ضد إيران، وهذا السلوك الاستعلائي غير مقبول بالنسبة للحكومة والشعب الإيراني”.

وأشار “منصوري”؛ إلى أنه رغم المرونة الإيرانية، لم تأبه دول (الترويكا) الأوروبية لمواقف “طهران” واستمرت في سلوكها العدائي وغير المنطقي، لذا فإن قرار “إيران” بعدم التفاوض مجددًا مع “أوروبا” قرار منطقي تمامًا ويستنّد إلى الحفاظ على الحقوق الوطنية.

وتابع: “صرح الأوروبيون بأن على إيران أن تتفاوض مع الولايات المتحدة، وهو طلب غريب وغير مألوف، في حين أن إيران تجاهلت حتى الآن كل القيود، لكن الأميركيين في المقابل هاجموا المنشآت النووية الإيرانية”.

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن ما إذا كان قطع التعاون مع “الوكالة الدولية” يمكن أن يكون مقدمة للانسحاب الإيراني من “معاهدة عدم الانتشار النووي”، قال: “قطع التعاون مع الوكالة هو بمثابة انسحاب فعلي من المعاهدة، ولكن من دون إعلان رسمي. لكن مع ذلك، لا تزال إيران تنتظر ما ستؤول إليه التطورات القادمة، وإذا ما كانت أوروبا ستُغيّر سلوكها، أم أن الوكالة ستواصل مواقفها غير المعتادة، وهو ما سيحدَّد المسار المقبل”.

“اتفاق القاهرة” لا علاقة له بالخروج من “معاهدة حظر انتشار السلاح النووي”..

بدوره؛ قال “سيد جلال ساداتیان”، السفير الإيراني السابق في “بريطانيا” والخبير في الشؤون الدولية: “اتفاق القاهرة؛ بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان  صالحًا فقط في ظروف معينة، لكنه فقد قيمته بالنسبة للجمهورية الإيرانية، مع استمرار العقوبات”.

وأوضح: “لم يكن للاتفاق علاقة بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، ولا يزال كذلك، وقرار إيران بالالتزام أو عدم الالتزام به كان مرهونًا بالعقوبات وسلوك الأوروبيين”.

وأضاف: “أكد؛ السيد عراقجي، في المؤتمرات والتقارير المقدمة إلى لجنة السياسة الخارجية في البرلمان؛ أن تفعيل العقوبات ضد إيران سيُبطل اتفاق القاهرة. وكان هذا القرار بالكامل نابعًا من مصلحة وطنية ورفضًا للضغوط الأوروبية الأحادية”.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت هذه التطورات قد تُمهدّ لانسحاب “إيران” من “معاهدة حظر انتشار السلاح النووي”، أجاب: “طرح اتفاق القاهرة في لحظة معينة لإقناع أوروبا، ولم يكن له أي تأثير على التزام إيران بالمعاهدة، ولكن استمرار الضغوط غير القانونية على إيران قد يدفع البلاد إلى إعادة النظر في تعاونها مع المؤسسات الدولية على مستويات أخرى كذلك”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة