خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بالتوازي مع تصاعد وتيرة التهديدات “الأميركية-الصهيونية” ضد “إيران”؛ توجه السيد “عباس عراقجي”، وزير الخارجية، إلى “البرازيل” للمشاركة في قمة الـ (بريكس)، ثم توجه مباشرة أثناء العودة إلى العاصمة “الرياض” للقاء المسؤولين من مثل: “محمد بن سلمان”؛ ولي العهد السعودي، و”خالد بن سلمان”؛ وزير الدفاع، و”فيصل بن فرحان”؛ وزير الخارجية، الأمر الذي لفت انتباه المَّحللين. بحسّب تقرير “سيد حسين حسيني”؛ المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.
تأتي هذه الزيارة بالتوازي مع تصريحات الرئيس؛ “دونالد ترمب”، بخصوص استعداد “واشنطن” للتفاوض، وانتشار التكهنات في وسائل الإعلام الغربية حول مواجهة مسَّلحة مع “إيران”.
في هذه الأجواء،؛ ورُغم تقيّيم البعض زيارة وزير الخارجية الأخيرة إلى “السعودية”، ضمن أطر المشاورات التقليدية بين “طهران” و”الرياض” حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، إلا أن البعض الآخر تساءل عن إمكانية حمل المسؤولين السعوديين رسالة من “الولايات المتحدة” إلى “إيران”، أو العكس للحد من التوتر؟
زيارات دبلوماسية.. استعادة الثقة..
وصف “أحمد دستمالچیان”؛ السفير الإيراني السابق في “لبنان والأردن”، التطورات الأخيرة بالإيجابية، وقال: “العلاقات بين إيران والسعودية؛ التي مرّت بفترة من الأزمة، وصلت اليوم بفضل جهود كبيرة إلى مستوى جيد ومتماسك ومتزايد. وحاليًا، تجري مشاورات وثيقة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين والثقافيين من الجانبين، خاصة بشأن التطورات الإقليمية والدولية التي تتطلب التنسيّق والفهم المشترك”.
وتطرق للحديث عن زيارة “خالد بن سلمان” إلى “إيران”؛ قبل عدة أشهر، مضيفًا: “هذه الخطوة تُمثّل منعطف في العلاقات الثنائية، وتُمهدّ لبلورة تعاون أكبر وأعمق بين طهران والرياض، وتعكس إرادة البلدين القوية للارتقاء بمستوى التعاملات الأمنية والعسكرية. وقد شهدت هذه الفترة أيضًا أنشطة دبلوماسية إيرانية مكثفة مع دول مختلفة، تهدف إلى منع المنطقة من الانزلاق إلى أزمات جديدة، وهذه الزيارات ضرورية ومفيدة ومسؤولة”.
وأشار “دستمالچيان” أيضًا إلى؛ موقف “المملكة العربية السعودية” خلال العدوان الإسرائيلي الذي استّمر (12) يومًا ضد “إيران”، قائلًا: “خلال الحرب العدوانية اتخذت الرياض مواقف إيجابية ولافتة، وبذلت جهودًا متواصلة لوقف الحرب من خلال الضغط على الأميركيين والإسرائيليين، وفي هذا الإطار يمُكن تقييّم زيارة؛ خالد بن سلمان، الأخيرة إلى الولايات المتحدة. والآن، هناك حوار نشط وإيجابي يتشّكل بين طهران والرياض، يمُكن أن يُسّاهم بشكلٍ كبير في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
مصلحة الأمن الجمعي..
بدوره قال “مصدق مصدق پور”؛ الخبير في شؤون غرب آسيا: “تأتي الزيارة في فترة شديدة الحسّاسية، وهذا يعني أن الجمهورية الإيرانية على استعداد كامل للتعامل مع أي تجاوز أو حماقة، صحيح أنها لم تُغلق أبواب الدبلوماسية وتتطلع دائمًا للحل السياسي والمفاوضات، لكن يدها على الزناد”.
وعن المسّاعي الدبلوماسية الإيرانية على المستوى الدولي، أضاف: “رُغم تعامل طهران مع جميع الأطراف العالمية؛ بما في ذلك روسيا والصين وأوروبا، إلا أن مصالح هذه الدول تتعارض أحيانًا مع مصالح إيران. لذلك، يحظى التفاوض والتعاون مع دول الخليج العربي بأهمية خاصة. لدينا مصالح مشتركة مهمة بما في ذلك الأمن؛ إذا اندلعت حرب في هذه المنطقة، فسوف يتأثر الجميع”.
وتطرق “مصدق بور” للحديث عن المشاورات والمناقشات التي أجريت مع الحكومات العربية، معتقدًا: “أن دول المنطقة؛ خاصة السعودية والإمارات، قد تفاعلت بشكلٍ جيد مع الحرب المفروضة على إيران وأدانت ذلك. كما أن إيران قد أوضحت مواقفها لجيرانها وتعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما المسؤولان عن أي توتر أو صراع”.
وعن الأبعاد الدولية لزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “الرياض”؛ تابع: “يمُكن أن تحمل هذه الزيارة رسائل مهمة إلى الولايات المتحدة عبر السعودية. وبالنظر إلى العلاقات التجارية والاقتصادية الجيدة بين الرياض وواشنطن، يمكن من خلال هذا الطريق إيصال رسالة إلى الجانب الأميركي مفادها أن أي حرب جديدة ضد إيران سوف تهدَّد أمن الخليج العربي، وتُعرّض حركة السفن النفطية والتجارية في مضيق هرمز لمشاكل خطيرة. وهو ما يعني أزمة طاقة عالمية، لأن هذه المنطقة هي قلب الاقتصاد العالمي وشريان الطاقة لدول مثل الصين”.