“قدس” الإيرانية ترصد .. من دعم بلجيكا إلى خيانة الإمارات

“قدس” الإيرانية ترصد .. من دعم بلجيكا إلى خيانة الإمارات

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

“القضية الفلسطينية”؛ باعتبارها واحدة من أعقد القضايا العالمية وأكثرها حساسية، تحولت مؤخرًا إلى مؤشر على اصطفاف قوي بين الظلم والعدل. وقد بلغنا مرحلة حيث تقف كل الشعوب وبعض حكومات العالم في جهة، بينما تقف بضعة دول موالية للكيان الإسرائيلي في الجهة المقابلة. بحسّب ما استهل “علي نیک پندار”؛ تحليله المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.

والتظاهرات المنَّظمة؛ خلال الأسبوع الجاري، حول العالم، تعكس بوضوح ثقل الكفة لصالح “فلسطين”.

من جهة أخرى؛ أحيّت العملية الاستشهادية بالأمس الأمل من جديد في معسكر المقاومة، رغم إدانة “السلطة الفلسطينية، والإمارات”، وبعض الدول العربية العملية الاستشهادية، وتقديم العزاء للكيان الصهيوني.

دعم عالمي للفلسطينيين عبر المنظمات المدنية..

تحولت “قضية فلسطين” إلى مسألة عالمية؛ وامتد الدعم لها إلى ما هو أبعد من العالم الإسلامي. فقد شهدت مدن مثل “ستوكهولم، وهلسنكي، وباريس، وبروكسل، ولندن، وجنيف، وإسطنبول”؛ مظاهرات حاشدة عبّرت عن الغضب العالمي من جرائم الكيان الصهيوني.

وقد قامت منظمات مدنية؛ مثل (لجنة العمل من أجل فلسطين) في “بريطانيا”، وغيرها من المؤسسات الدولية، بتنّظيم إضرابات واعتصامات ومحاصرة السفارات الصهيونية والأميركية، مما زاد الضغط على الكيان الصهيوني.

وقد أعربت حركة (حماس) عن تقديرها لمثل هذه التحركات، ودعت إلى استمرارها حتى إنهاء الحصار المفروض على “غزة”.

وفي “بروكسل”؛ خرج مئات الآلاف إلى الشوارع أمس في مسيّرة بعنوان: “خط غزة الأحمر”، للتضامن مع “فلسطين”.

وفي بداية هذا الأسبوع؛ نظّم متظاهرون بريطانيون تجمعًا كبيرًا تعبيرًا عن كراهية الكيان الإسرائيلي.

هذا الدعم العالمي يعكس تحول “القضية الفلسطينية” إلى قضية إنسانية أيقظت الضمائر الحية وأجبرت العالم على التفاعل معها.

الدول التي تقف إلى جانب “القضية الفلسطينية”..

على الصعيد الدبلوماسي؛ قررت بعض دول العالم الاعتراف بـ”دولة فلسطين”.

فقد أعلنت “بلجيكا” نيتّها الاعتراف بـ”دولة فلسطين”؛ خلال اجتماع “الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وكانت عدة دول أخرى قد اتخذت هذا الموقف سابقًا.

كما اتخذت “إسبانيا”؛ وهي من أبرز منتقدَّي سياسات الكيان الصهيوني في “أوروبا”، خطوات مهمة للضغط على الكيان؛ حيث أعلن “بيدرو سانشيز”، رئيس وزراء “إسبانيا”، وقف مبيعات السلاح للكيان الصهيوني منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، وبدأت باتخاذ إجراءات جديدة: لـ”وضع حدٍ للإبادة الجماعية في غزة” تشمل: منع رسو السفن التي تنقل الوقود للجيش الصهيوني في الموانيء الإسبانية، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التي تحمل معدات عسكرية لـ”إسرائيل”، ومنع دخول البضائع المصَّنعة في المستّوطنات غير القانونية بـ”الضفة الغربية”.

إنذار “ترمب” الأخير لـ”حماس”..

في المقابل؛ وجّه الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، إنذارًا نهائيًا لحركة (حماس)، واصفًا إيّاه: بـ”الأخير”؛ لقبول الاتفاق الأميريي المقترح للإفراج عن الأسرى في “غزة”، وكتب على شبكة (تروث سوشال): “وافقت إسرائيل على شروطي، الآن حان دور (حماس). لقد حذّرتهم من العواقب. هذا هو تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر”.

وأضاف: “في حال عدم إطلاق سراح الأسرى لن يكون أي عضو من (حماس) بمأمن”. مؤكدًا أن “الولايات المتحدة” ستّوفر لـ”إسرائيل” كل ما تحتاج لإنهاء الأمر.

وردّت (حماس) بإعلان استعدادها للتفاوض فورًا، لكنها تشتّرط وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من “غزة”. وهذا الرد يعكس موقف (حماس) الصلب في مواجهة ضغوط “أميركا” واستمرار التزامها بخيار المقاومة.

الاعتداءات الكيان الصهيوني غير المبَّررة على الأبراج السكنية في “غزة”..

ميدانيًا؛ كثّف الكيان الصهيوني مؤخرًا اعتداءاته على الأبراج السكنية في مدينة “غزة”، وهي اعتداءات وصّفت: بـ”جرائم حرب”، ومحاولات: “للتهجير القسري”.

وقد دانت كلٍ من (حماس، والجهاد الإسلامي) هذه الهجمات، ووصّفتها بأنها جزءٍ من سياسة: “التطهير العّرقي” و”الإبادة الجماعية”.

وقد أدت هذه الاعتداءات إلى تدّمير المئات من خيام النازحين القريبة من الأبراج، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية. ووفق موقع (مشرق) فقد أدى تدمير برج “الرؤيا”؛ في 17 أيلول/سبتمبر 2025م، إلى تهجيّر مئات العائلات.

وترافقت هذه الإجراءات مع تهديدات وزير حرب الكيان الصهيوني؛ “يسرائيل كاتس”، بفتح أبواب الجحيم على “غزة”، مما يعكس تصعيدًا واضحًا في سياسات الاحتلال العدوانية.

الخلاصة..

يُمكن القول إن نجاح العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة، إلى جانب الدعم العسكري اليمني، قد عزّز من روح “المقاومة الفلسطينية” ووجّه رسالة واضحة للاحتلال.

كما أن الدعم الشعبي العالمي، عبر التظاهرات والتحركات المدنية، جعل من “قضية فلسطين” قضية إنسانية عالمية.

وتبقى “القضية الفلسطينية” بحاجة إلى تضامن عالمي مستمر وضغوط فعالة على داعمي الاحتلال، للوصول إلى سلامٍ عادل وإنهاء الاحتلال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة