20 أبريل، 2024 4:27 ص
Search
Close this search box.

“قتل الحرية” أمنية الإرهاب والفساد .. “الصحافيين” أمام فوهة بندقية الميليشيات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

شهد العراق، في السنوات الأخيرة، انتكاسة للحريات، لاسيما بعد “ثورة تشرين”، عام 2019، إذ سجّل حينها 373 حالة إعتداء طالت صحافيين، شملت جرائم اغتيال وتهديد بالقتل، فضلاً عن الاختطاف، والهجمات المسلحة على بعض المؤسسات الإعلامية، لاسيما في جنوب البلاد، حيث تسيّطر الميليشيات بشكل كامل، بحسب تقرير “جمعية الدفاع عن حرية الصحافة”. فوجود قوائم إغتيال، وعمليات خطف، وتصفية صحافيين ونشطاء عراقيين، تنفذّها ميليشيات مسلحة في العراق، وسط استمرار الإفلات من العقاب، كل ذلك وأكثر أدى إلى وضع البلاد  في المركز 162، حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020.

تعدد آليات قتل الحرية..

ويرى تقرير نشره موقع (الحرة) الأميركي، اليوم الإثنين، أن حملات تصفية الصحافيين قد أشتدت، عام 2020، لاسيما بعد مقتل قائد (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني، “قاسم سليماني”، في ضربة صاروخية أميركية في “بغداد”، تبع ذلك حملة قمع وخطف عدد كبير من النشطاء، عجزت الحكومة العراقية عن معرفة مصيرهم ووضع حدّ للإنتهاكات التي تطال من يخالف  أجندة طهران.

ومع الاستمرار في عمليات القمع باستخدام العنف، لجأ عدد من الصحافيين إلى تغيير مواقع سكنهم، خصوصًا بعد اغتيال الباحث الأمني والاستراتيجي، “هشام الهاشمي”، بينما كان يستقل سيارته أمام منزله، في تموز/يوليو الماضي.

من جهته؛ أكّد الناشط الإعلامي والمدوّن، “سيف الدين علي”، في حديثه لـ (الحرة)، أنّ: “أساليب قتل الحرية تنوعت واختلفت، إذ تستمر الأدوات التقليدية كالاختطاف والقتل والاعتقال والضرب”، لافتًا إلى: “إعتماد الأحزاب أسلوب التخوين والعمالة، معتمدين على جيش إلكتروني خاص بهم”.

واعتبر أنّ: “الميليشيات والأحزاب تفرض سيطرتها على وسائل الإعلام، للترويج لها والتهجم على المعارضين”، مشددًا على: “عزم الشعب العراقي باستعادة حقوقه، وعدم العودة إلى السبات”.

ورصد “علي” آخر الإنتهاكات بحق حرية الرأي والتعبير، ذاكرًا: “الإعتداء على المعتصمين قرب بوابة الخضراء، في 18 تشرين أول/أكتوبر الجاري، واعتقال المهندسين المعتصمين في محافظة ميسان بنفس اليوم، إضافة إلى الإعتداء بالضرب في كربلاء على (موكب شهداء ثوار تشرين)، قبلها اختطاف الناشط سجاد العراقي”.

منصات صحفيي المهجر ترصد..

على أثر ذلك، اتخذ بعض الصحافيين والناشطين، في دول المهجر، منبرًا لهم لرصد الإنتهاكات وكشف ملفات الفساد وغيرها من القضايا الشائكة في العراق، أبرزها ملف النازحين، والسلاح المتفلت، بعيدًا عن سطوة الميليشيات وعمليات القمع.

وفي هذا السياق، أكّد “زياد السنجري”، المتحدث باسم مرصد (أفاد)، وهي منصة إعلامية تبث من الخارج، أنّ: “سطوة الأحزاب والميليشيات المسلحة مبنية على تكميم الأفواه وترهيب الصوت الآخر والتضييق على حرية التعبير وهذا ما يحدث منذ سنوات”.

وأضاف أنّه: “لابد من التذكير بما حصل في مكاتب المحطات الفضائية والوكالات الأجنبية والصحف؛ التي تعرض البعض منها للحرق والتدمير على يد الميليشيات، وأخرى تلقت تهديدات دفعت الى حصول عملية هجرة من بغداد إلى أربيل وأخرى انتقلت إلى الأردن ولبنان للتغطية وإدارة الخبر العراقي من هناك”.

واعتبر “السنجري” أنّ: “الصحافيين يتعرضون لقمع وتهديد وتنكيل، وأكثر من 23 صحافيًا ومدونًا قتلوا واختطفوا عام 2020″، لافتًا إلى أنّ: “الصحافيين والناشطين المناهضين للميليشيات المرتبطة بإيران والمتصدين لملف الفساد والإنتهاكات الحقوقية؛ هم هدف رئيس لتلك الجهات المسلحة، التي تهدد الدولة وتتلقى منها مرتبات شهرية”.

عجز حكومي..

وشدد “السنجري” على أنّ: “حكومة الكاظمي عاجزة عن تقديم أي ضمانات حقيقية تكفل حرية الرأي والتعبير؛ كونها مكبلة بسلطة الفصائل المسلحة”، موضحًا أنّ: “الجميع يعلم في العراق من يقصف المطارات والقواعد العسكرية ويستهدف البعثات الدبلوماسية وهم الميليشيات المرتبطة بإيران”.

ورأى أنّ: “الدولة تعلم المتورطين بقتل الناشطين وخطفهم، ولا حاجة للجان تحقيق غير أن حكومة الكاظمي غير قادرة على ذكر أسماءهم أو حتى التحقيق معهم، إذ أنهم سلطة سلاح متغلغلة بالبلاد ويمكن اعتبارها مرض الدولة العراقية الحالية الذي لا يقل عن مرض الدولة السابق، (تنظيم داعش)”.

كما وصف ملف استهداف الصحافيين: بـ”الخطير، إذ أنّ الدستور يكفل العمل الإعلامي وعدم إمكانية توقيف صحافيين في دعاوى النشر، إلا أنّ الجهات الأمنية والفصائل المسلحة لا تتعامل وفق تلك المواد والتوصيات القانونية”.

وعن مرصد (أفاد)، قال “السنجري” إنه: “يجمع 40 صحافيًا وباحثًا، ويتناول كل القضايا الإنسانية على الساحة العراقية، وتشخيص الإنتهاكات والخروقات، عبر جمع المعلومات والوثائق التي تتناول ملفات حقوق الإنسان والفساد والسلاح المنفلت، فضلاً عن عمليات التهجير والنزوح وفق أرقام ومعطيات ميدانية دقيقة”.

وذكر أنّ: “هدف المرصد إنساني بحت، من أجل نقل الصورة المبنية على بيانات وإحصائيات ميدانية للمجتمع العراقي والعالم بأسره”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب