قبل أيام معدودة من يوم الحسم .. “أسوشيتد برس” تبحث أسباب “لامبالاة” العراقيون تجاه انتخابات تشرين !

قبل أيام معدودة من يوم الحسم .. “أسوشيتد برس” تبحث أسباب “لامبالاة” العراقيون تجاه انتخابات تشرين !

وكالات – كتابات :

أجواء اللامبالاة والخيبة تسود بين الناخبين، في “البصرة”، بحسب تعبير تقرير لوكالة (أسوشيتد برس) الأميركية، والتي تناولت الإلتباس الذي يثيره ذلك بين العراقيين أمام المرشحين والقوى الساعية لخوض الانتخابات، الأحد المقبل.

ويتناول التقرير الأميركي؛ قصة “وائل المخصوصي”، وهو مهندس ثلاثيني، ومرشح للانتخابات، متحدثًا إلى جمهور في قاعة فندق بمدينة “البصرة” ويعرض مواقفه إلى جانب مجموعة أخرى من المرشحين المبتدئين، وبينهم مرشحون من حركة الاحتجاج، التي ملأت الشوارع قبل عامين؛ احتجاجًا على ارتفاع معدلات البطالة والفساد الحكومي ونقص الخدمات الأساسية مثل: الكهرباء والماء.

فقد الثقة في العملية الانتخابية..

وقال “وائل”، إنه إذا تم انتخابه؛ فأنه سيُحارب من أجل نيل حقوق المواطنين، لكن رجلاً يرتدي نظارة طبية وقف معترضًا؛ وهو يقول فيما صفق له الجمهور: “لقد رسمت مثل هذا الحلم الوردي لنا، لكنني لست مقتنعًا بأنه يجب أن أصوت لك”.

واعتبر تقرير الوكالة؛ أن هذا المشهد الذي جرى، في الشهر الماضي، يسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها المرشحون، إذ أنهم يقولون لشباب “العراق” المحبطين، وهم أكبر شريحة ديموغرافية في البلاد، بأن يثقوا في العملية الانتخابية التي جرى تشويهها في الماضي؛ من خلال التلاعب والتزوير.

وتابع التقرير أن: “اللامبالاة وانعدام الثقة؛ منتشران على نطاق واسع، حيث يدعو بعض النشطاء المؤيدين للإصلاح؛ الذين قادت تظاهراتهم في العام 2019، لتنظيم الانتخابات الآن، إلى مقاطعة الانتخابات بعد سلسلة من عمليات القتل المستهدف”.

الرهان على الأجيال الشابة..

من جهته؛ اعترف المرشح، “نورالدين نصار”، في “البصرة”، بأن: “الانتخابات لن تكون مثالية”، لكنه أضاف أنه حتى لو شكلت تحسنًا بنسبة الثلث فقط عن تلك السابقة، فإن ذلك سيكون: “أفضل من النظام الحالي”.

وتابع التقرير أن النشطاء على غرار، “نورالدين نصار”؛ يعلقون آمالهم على خريطة الدوائر الانتخابية التي أعيد رسمها، والتي شكلت تنازلاً للمطالبين بالإصلاح.

ونقل التقرير عن المرشحة المستقلة في البصرة، “عواطف رشيد”؛ قولها: “لدينا جيل جديد ولد بعد العام 2001؛ مؤهل للتصويت الآن.. أنا أراهن على هذا الجيل”.

واعتبر التقرير أن: “عدد الدوائر الأكبر يسمح بحصول تمثيل محلي أفضل ويُعطي المستقلين فرصًا متزايدة للفوز”، مضيفًا أن: 70% من الناخبين المسجلين سيستخدمون “البطاقات البيومترية”، مما يلغي التصويت المتعدد الذي شوه؛ انتخابات العام 2018.

تغييرات غير مرضية..

لكن التقرير اعتبر أيضًا أن التغييرات التي أدخلت على القانون الانتخابي؛ لم تُلب مطالب المتظاهرين، إذ أن النشطاء كانوا يريدون المزيد من الدوائر الأصغر، ولكن بعد: 11 شهرًا من المفاوضات، وافق “النواب” على: 83 دائرة انتخابية، بعدما كانت: 18 دائرة، كما تم تحديد حصة للنساء بنسبة: 25% في البرلمان المؤلف من: 329 مقعدًا.

وبحسب التقرير؛ فإن الدوائر الانتخابية الأصغر تميل لصالح العشائر المحلية القوية؛ والشخصيات الدينية، مضيفًا أن الأحزاب الرئيسة اقامت بالفعل تحالفات معها.

ورغم ذلك، فإن القانون الجديد فتح الطريق أمام أحزاب منبثقة عن حركة الاحتجاجات، مثل حركة (الامتداد)، التي من المتوقع أن تحقق نتائج جيدة في محافظة “الناصرية” الجنوبية، وهي إحدى بؤر اشتعال التظاهرات، واحد مرشحيها هو، “وائل المكصوصي”، الذي يقول أنه يريد أن يقضي على المؤسسة السياسية الراسخة.

ولفت التقرير إلى أن القانون الانتخابي الجديد ساعد أيضًا الأحزاب السائدة الأكثر تمويلاً وخبرة، مثل (التيار الصدري)، بزعامة رجل الدين الشعبوي، “مقتدى الصدر”، الذي فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد، في العام 2018، ويتوقع أعضاء التيار تحقيق نتيجة إيجابية في الانتخابات الحالية.

لماذا نصوت لهم ؟

ونقل التقرير عن المسؤول الصدري النائب عن محافظ البصرة، “محمد التميمي”، قوله إن: “(التيار الصدري) سيحصل على الكثير من الناخبين؛ لأن لدينا شعبنا في مدينة البصرة بأكملها”.

وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الحسابات الانتخابية تعتمد على فرضية أن الناس مثل، “وسام عدنان”، لن يصوتوا.

وقال “عدنان”، وهو مؤسس موقع (وظائف في البصرة)، الذي يساعد العاطلين عن العمل في المدينة، إن هؤلاء الموجودين في السلطة: “لم يقوموا بأي تغييرات لصالح الشعب، فلماذا نصوت لهم ؟”.

ولفت التقرير إلى أن مثل هذا الرأي شائع في “البصرة”، التي برغم ثروتها النفطية فإنها تُعاني من الفقر والبطالة والبنية التحتية المتهالكة وانقطاع التيار الكهربائي المزمن.

غياب البدائل..

ونقل التقرير عن الباحثة في “معهد الشرق الاوسط” الأميركي، “رندا سليم”؛ قولها إنه: “نظرًا لغياب البدائل التي يمكن الوثوق بها، والشعور السائد بين العراقيين بأن النظام محصن ضد الإصلاحات الداخلية، فإن اختيار عدم التصويت يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة للناخب للتعبير عن رفضه للوضع الراهن”.

وأشار التقرير إلى أن دعوات مقاطعة الانتخابات ظهرت، بشكل خاص؛ بعد مقتل الناشط البارز، “إيهاب الوزني”، في “كربلاء”، كما أنه كانت هناك دعوات علنية لبذل جهود جادة من أجل السيطرة على السلاح تحت سلطة الدولة، مضيفًا أنا: “مهمة صعبة في بلد مليء بالميليشيات والأسلحة”.

وتابع التقرير أن بعض الأحزاب تلجأ إلى الأساليب القديمة لشراء الأصوات من خلال الإمتيازات والوظائف والمال. ويتحدث التقرير عن رجل الدين المستقل، “علي حسين”؛ الذي أقر بأنه لا يعرف كيف يجعل الناس يصوتون له.

ونقل التقرير عن “حسين”، قوله: “صدمت بطلبات الناس من طلب طرق وكهرباء. بعض المرشحين يقدمون الطعام للناس مقابل التصويت، أو يأخذون معلوماتهم الشخصية ويقولون لهم: سأوظفك إذا صوتت لي… لقد خلق هذا التباسًا حول ما يفترض أن تكون عليه واجباتنا ولا نعرف كيف نتحدث مع الناس”.

مستوى الوعود الانتخابية..

وأضاف التقرير، أن النساء في مدينة “الصدر”، حصلن على وعود بمنحهن عباءات جديدة، للتصويت لمرشح معين.

ولفت إلى أن مواطنين آخرين قالوا إن الميليشيات عرضت حماية مجتمعاتهم إذا صوتوا لصالح أحزابهم.

وخلص التقرير إلى القول إنه في ظل ظهور مثل هذه التكتيكات، قبل وقت طويل من يوم الانتخابات، قلة من الناس تثق في مراقبي الاقتراع التابعين لـ”الأمم المتحدة”.

وتابع أنه على مدى أشهر، كانت “الأمم المتحدة” تقوم بمساعدة فنية للجنة الانتخابات لسد الثغرات التي استغلت من قبل الأحزاب، وأنه وفقًا لثلاثة من مسؤولي “الامم المتحدة”، فقد كان الشرط الرئيس هو عدم نقل بطاقات الاقتراع قبل الفرز الأولي في مراكز الاقتراع الفردية، مما يقضي على فرص التلاعب.

وفي التجمع الانتخابي في “البصرة”، قالت الوكالة إن مزاجًا قاتمًا ساد بين الحشود، حيث قال، “علي عبدالحسين العيداني”؛ للمرشحين أن ابنه قتل خلال التظاهرات. وسأل الرجل العجوز والدموع تنهمر من عينيه، متوجهًا إلى المرشحين، “هل ستنتقمون له ؟”.

لكن منسق التجمع الناشط، “أحمد الياسري”، لتصويب النقاش وتوجيهه نحو تعزيز زيادة الإقبال على الانتخابات، قائلاً: “نريد أن نرى المستقبل. لا نريد المزيد من الدم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة