قانون التجنيد .. هل يكون القشة التي تقصم ظهر حكومة “نتانياهو” ؟

قانون التجنيد .. هل يكون القشة التي تقصم ظهر حكومة “نتانياهو” ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (القناة 20) في التليفزيون العبريّ مقالاً للكاتب والمحلل السياسي، “إليران تال”، إستشرف من خلاله مستقبل الائتلاف الحاكم في إسرائيل في ظل قضايا الفساد التي تهدد عدداً من الزعماء السياسيين، وإبتزازات “الحريديم” لـ”نتانياهو” بخصوص تعديلات “قانون التجنيد”.

سياسة خارجية زاهرة ووضع داخلي مأزوم..

يقول “تال”: “فيما تعتبر الزيارة الرسمية الأولى لأحد أفراد العائلة الملكية البريطانية إلى إسرائيل، يترقب الجميع اللحظة التاريخية لهبوط طائرة، الأمير «ويليام»، في أحد المطارات الإسرائيلية الصيف المقبل. كما ينتظر الجميع اللقاء الذي سيجمع رئيس الوزراء، «بنيامين نتانياهو»، بالرئيس الأميركي، «دونالد ترامب»، بعد أيام في البيت الأبيض. وفي سياق آخر تبذل الحكومة البولندية قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن قانون المحرقة النازية الذي طرحه البولنديون”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي: “في ظل هذا الحراك السياسي الجيد على الصعيد الخارجي، يخضع «نتانياهو» في الداخل لسلسلة من التحقيقات القضائية في مواجهة صديقه، «شلومو فيلبر»، المدير العام لوزارة الاتصالات الإسرائيلية، والذي أصبح شاهد مَلِك في القضية المعروفة إعلامياً بـ«القضية 4000». وكأن ذلك لم يكف لتعكير صفو الأجواء السياسية، فإذا بالحريديم يبتزون «نتانياهو» بحزمة من المطالب المتعلقة بقانون التجنيد، وإلا فلن يدعموه في إقرار الميزانية العامة”.

أحزاب اليمين صداع في رأس الحكومة..

يعتقد “تال” أنه: “ينبغي حقيقةً أن نثمّن جهود كل من السيد «موشيه غافني»، رئيس لجنة المالية بالكنيست ورئيس حزب «ديغل هتورا»، والسيد «يعقوف ليتسمان» نائب وزير الصحة ورئيس حزب «أغودات يسرائيل» – وكليهما عضو بالكنيست عن تحالف «يهدوت هتورا» – في خدمة مصالح جمهور ناخبيهما من المتدينين. فعلى الرغم من أنه لا توجد انتخابات تمهيدية في حزبيهما وأن عدد المقاعد التي يحصل عليها الحزبان ثابت تقريباً، إلا أن الرجلين لا ينفكان عن إرباك الائتلاف الحكومي برمته من أجل مبادئهما ومصالح ناخبيهم. إن من يعرف النائب «ليتسمان» حق المعرفة يدرك أنه لا يطلق تهديدات جوفاء”.

رفض قانون التجنيد قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة..

يؤكد الكاتب أنه على الرغم من أن أعضاء كتلة “يهدوت هتورا” مُنْتَشون من الإنجازات الكبيرة التي حققوها في معركة “قانون المحالّ التجارية” و”قوانين يوم السبت”، إلا أنهم يتأهبون لإحراز إنجاز جديد في معركة “قانون التجنيد”، الذي يطمحون من خلاله إلى تحقيق عدة مكاسب؛ من بينها تعطيل فرض أية عقوبات جنائية على الشباب “الحريديم” الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن “نتانياهو” لن يستطيع فعل شيء حتى لو كان يريد فعلاً أن يُمَكّنهم من إحراز ذلك النصر؛ لأن المحكمة العليا باتت تحاصره بحيث لم تعد أمامه أي مخرج.

يضيف الكاتب أنه: “إذا إتخذ «نتانياهو» قراراً بحل الائتلاف الحاكم في ظل كل تلك المستجدات، فإن أية أزمة مع الحريديم حول قانون التجنيد كفيلة بأن توفر له المناخ المناسب لمثل ذلك القرار. لأن في ذلك مبرر قوي للذهاب إلى صناديق الإقتراع، بل قد تكون فرصة مناسبة لإعادة الجماهير اليمينية والعلمانية – التي انتقل بعضها إلى تأييد النائب «يائير لابيد» رئيس حزب «يش عتيد» المعارض في أعقاب إقرار قانون المحالّ التجارية – إلى حظيرة «حزب الليكود».  وعلى الرغم من أن جميع أعضاء الائتلاف لا زالوا يؤكدون على أنهم لا يريدون إجراء انتخابات مبكرة وأنه لا داعي لذلك، إلا أن رائحة الانتخابات تفوح بين الفينة والأخرى في تلك الأجواء السياسية الملبدة بغيوم الأزمة الحالية التي تبدو خطيرة ومعقدة”.

إقرار “قانون التجنيد” طوق نجاة لـ”لابيد”..

يقول “تال”: “هناك موضوع آخر لا يمكن تجاهله، وهو موضوع «يائير لابيد» الذي ما برح يتورط يومياَ في تصريحات غير دقيقة وروايات متضاربة بشأن علاقته برجل الأعمال الثري «أرنون ميلتشن» المتورط مع «نتانياهو» في قضية الفساد المعروفة إعلاميًّا بـ«القضية 1000»، حتى أنه بات يسعى جاهداً للتخلص من الإنطباع الجماهيري السيئ الذي أضحى لصيقاً به. فربما تؤدي «القضية 1000» إلى إلحاق ضرر انتخابي بـ«لابيد» أكثر مما تلحقه بـ«نتانياهو» نفسه. وإنني لن أتفاجأ إذا ما ذهب «لابيد» في نهاية هذا الأسبوع إلى حائط المبكى ووضع قصاصة أمنيات مكتوب فيها: «ياليت نتانياهو يخضع لإملاءات الحريديم بشأن قانون التجنيد»”.

وختاماً يعتقد “إليران تال” أنه إذا ما تحققت أمنية “لابيد”، فستكون قد لاحت أمامه فرصة ذهبية لصرف اهتمام الرأي العام عن علاقاته الوطيدة والمشبوهة بـ”ميلتشن” وتوجيهه نحو القضايا الدينية والسياسية، وهي مكمن قوته كرئيس لحزب سياسي. فقد أدت المعركة التي دارت حول “قانون المحالّ التجارية” إلى تَبَوُّء “لابيد” مواقع متقدمة في استطلاعات الرأي وجعلت منه حامي حمى التيار العلماني.

وها هو “لابيد” ينتظر الآن بفارغ الصبر ما ستسفر عنه الأيام القادمة بشأن “قانون التجنيد”، حتى يحظى بموجة جديدة من التأييد الشعبي، فهو يأمل في أن تنجح جهود “غافني” و”ليتسمان”؛ لأن ذلك سيُسدي له معروفاً سياسياً هو في أمس الحاجة إليه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة